الأورومتوسطي: مقتل 4 أطفال بقصف لقوات النظام السوري قد يرقى إلى جريمة حرب

الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – حمّل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مؤسسات الأمم المتحدة المعنية والمجتمع الدولي جزءًا كبيرًا من مسؤولية استمرار النظام السوري في ارتكاب انتهاكات مروّعة لحقوق الإنسان.

وذكر المرصد أن آخر الانتهاكات المرتكبة في سوريا كان قتل 4 أطفال بريف إدلب الإثنين الماضي 4 ابريل/نيسان 2022.

وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي الثلاثاء، إنّ قوات النظام السوري استهدفت بلدة “معارة النعسان” بريف إدلب بعدد من قذائف المدفعية الثقيلة.

وأضاف المرصد أن القصف أسفر عن مقتل 4 أطفال وجرح آخرين، حيث كانوا في طريق عودتهم من مدرستهم في البلدة.

واطّلع الأورومتوسطي على صور نشرها ناشطون محليون لآثار الحادثة. حيث بدا أنّ شظايا القذائف المدفعية تسببت بإصابات قاتلة للأطفال الأربعة.

كما لوحظ تناثر الشظايا على حقائبهم وكتبهم المدرسية. وهذا مؤشر على أنّ القذائف سقطت بشكل مباشر أو قريبًا جدًا من مكان تواجد الأطفال، في استهداف غير مبرر قد يرقى إلى جريمة حرب.

وأكّد أنّ الحادثة تمثل شاهدًا جديدًا على العواقب الخطيرة لاستمرار تجاهل محاسبة النظام السوري على المستوى الدولي.

إذ كان من الممكن إنقاذ الكثير من الأرواح في حال قررت الأمم المتحدة والقوى الدولية الفاعلة محاسبة النظام السوري، وتقليص قدرته وجرأته على ارتكاب مزيد من الممارسات الوحشية.

ووفق توثيق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، شنّت القوات الروسية والسورية والميليشيات المتحالفة معها خلال الربع الأول من العام الجاري 130 هجومًا جويًا ومدفعيًا على مناطق شمال غربي سوريا.

استهدف الهجوم منازل مدنية ومبان عامة ومنشآت خدمية، وأسفرت عن مقتل 47 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين.

ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ تحقيق العدالة للضحايا في سوريا ما يزال أمرًا ممكنًا إلى حد كبير. ولكن يشترط لذلك توفّر الإرادة الدولية، وتنحية جميع الحسابات التي قد تمنع بعض الأطراف من الانتصار للقيم الإنسانية ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات.

وانتقد المرصد الأورومتوسطي الازدواجية الفجة في المعايير، التي تتبعها الأطراف الدولية المؤثرة تجاه العمليات العسكرية الروسية في سوريا والعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.

إذ تداعت تلك القوى إلى إدانة العمليات الروسية في أوكرانيا وفرضت بسببها عقوبات مشددة على روسيا.

بينما تجاهلت ذات الأطراف اتخاذ مواقف حاسمة من العمليات العسكرية الروسية في سوريا، والتي تسبب بمقتل وإصابة أكثر من 12 ألف سوري منذ عام 2015.

وقال الباحث القانوني لدى المرصد الأورومتوسطي “يوسف سالم”: “قصف المناطق المدنية انتهاك واضح لحقوق الفئات المشمولة بالحماية في النزاعات المسلحة”.

وأضاف “سالم”: “إذ يحظر القانون الدولي الإنساني بالمطلق استهداف المدنيين، كما تنص المادة (38) من اتفاقية حقوق الطفل الدولي على أن “تتخذ الدول الأطراف (..) جميع التدابير الممكنة عمليًا لكي تضمن حماية ورعاية الأطفال المتأثرين بنزاع مسلح”.

وأضاف أنّ النظام السوري لم يكتف خلال سنوات النزاع بتجاهل العمل بالتدابير اللازمة لحماية الأطفال، بل مارس بحقهم انتهاكات خطيرة قد ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، شملت القتل والتشويه والتعذيب والإخفاء القسري والتجنيد الإجباري.

ودعا المرصد الأورومتوسطي مؤسسات الأمم المتحدة المعنية والمجتمع الدولي إلى إحداث تحوّل حقيقي في تعاملها مع انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.

وطالب المرصد بتجاوز مواقف الإدانة نحو إطلاق جهود جادة ومنظمة لمحاسبة المسؤولين السوريين عن جرائم الحرب المحتملة.

ودعا الأورومتوسطي أيضاً إلى فرض عقوبات حقيقية تقوّض قدرة النظام السوري على الاستمرار في ممارساته غير الإنسانية.

وحث المرصد الأورومتوسطي على دعم الجهود المبذولة لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات في سوريا من خلال مبدأ الولاية القضائية العالمية الذي تعتمده محاكم وطنية في أوروبا.

وأكد المرصد على رفع دعاوى قضائية أمام تلك المحاكم بحق أولئك الذين يشتبه في مشاركتهم في الاعتداء على أرواح المدنيين السوريين أو التسبب لهم بأي شكل من أشكال المعاناة.

قد يعجبك ايضا