التقرير الدوري لمركز الخليج عن انتهاكات حقوق الانسان في إقليم كردستان

شهد اقليم كردستان خلال السنة المنصرمة العديد من اشكال الانتهاكات بخصوص حقوق الانسان والنشطاء والصحفيين، بما في ذلك اعتقال نشطاء وصحفيين في انتهاكٍ لحقوقهم في حرية التعبير.

بعد ان صدر الحكم بتاريخ 16 فبراير/شباط 2021 على خمسة من الناشطين والصحفيين، أصدرت المحكمة نفسها أمراً بإلقاء القبض على مجموعة جديدة من الناشطين والصحفيين، موجهة لهم تهمة علاقتهم بالرجال المحكومين الخمسة.

في القضية الأولى، أصدرت محكمة الجنايات الثانية بمدينة أربيل حكمها بالسجن لمدة خمسة سنوات على الرجال الخمسة.

ونتيجة لذلك فرعدد من النشطاء والصحفيين من دهوك وأربيل إلى السليمانية الخاضعة لسيطرة ونفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني، خوفًا من الاعتقال من قبل قوات الأمن.

ان من بين الذين فروا إلى السليمانية الناشط السياسي ايهان سعيد عمر برشكي، عضو غرفة السياسة والدبلوماسية في حركة التغيير الكردية (كوران)، وهو شقيق الناشط المعتقل ملا شفان سعيد بروشكي. لم يستطع العودة إلى أربيل أو دهوك بسبب مذكرة توقيف صدرت ضده.

تم إخبار الناشط السياسي والصحفي “دفاع هركي”، عضو حركة التغيير الكردية (كوران)، في 22 مارس/آذار2021، بصدور مذكرة توقيف بحقه بعد ذكر اسمه في جلسات محاكمة النشطاء والصحفيين الخمسة.

في مكالمة هاتفية، أكد لمركز الخليج لحقوق الإنسان أنه لا يمكنه العودة إلى مسقط رأسه، مدينة عقرة في محافظة دهوك، حتى يتم تسوية قضيته من قبل الحكومة المحلية. لقد اعتبر مذكرة التوقيف الصادرة بحقه مسألة سياسية بحتة لا علاقة لها بالقانون والمحاكم.

كما هرب الناشطان السياسيان قيدار حسين وجلال تحسين من اعضاء حركة التغيير الكوردية (كوران) من محافظة دهوك إلى مدينة السليمانية، خوفاً من القاء القبض عليهما بعد ذكر اسماءهم في جلسات محاكمة النشطاء والصحفيين الخمسة، ولم يتمكنا من العودة الى ديارهم لحد اليوم.

بعد صدور الحكم، قام فريق الدفاع عن المحكومين الخمسة بالطعن في قرار المحكمة وطالبوا محكمة التمييز بمراجعة الحكم الصادر، وهم ينتظرون إصدار محكمة التمييز بإقليم كردستان قرارها النهائي.

الجدير بالذكر، أنه وحسب القوانين المعمولة في الاقليم والعراق، على محكمة التمييز اصدار حكمها النهائي في اي قضية قانونية خلال مدة شهر من صدور قرارات الحكم بحق المتهمين، إلا انه ولحد ساعة اعداد هذا التقرير لم تصدر المحكمة أي قراراً بشأن قضية المحكومين.

من جهة ثانية، لم يسمح لحد الآن لفريق المدافعين عن النشطاء والصحفيين الخمسة بزيارة موكليهم، وحتى لم يسمح لعوائلهم بزيارتهم منذ صدور قرار حكمهم في 16 فبراير/شباط الماضي ولحد يومنا هذا.

لقد تم السماح للناشط شيروان شيرواني بالاتصال هاتفياً مع زوجته وأسرته لمرة واحدة فقط بعد صدور قرار الحكم.

أكدت تقارير صحفية موثوقة بأنه في 28 يناير/كانون الثاني 2021، تم تسليم الناشط السياسي الكوردي التركي عمر بارتان إلى مسؤولين أكراد، معصوب العينين ومقيد اليدين من قبل القوات الامنية في اربيل، ومن ثم إرساله إلى سجن الفرع (ت) في محافظة شرناق.

بتاريخ 22 فبراير/شباط 2021، اتصل بارتان هاتفياً بعائلته وأخبرهم تفاصيل اعتقاله وتسليمه للسلطات التركية. لقد اعتقل بارتان في 03 يوليو/تموز 2019، بعد اقل من شهرٍ من استقراره بمدينة أربيل، وذلك من قبل الأسايش (الأمن الداخلي) وقضى 19 شهراً في السجن قبل ترحيله القسري.

سبق ان قامت الجندرمة التركية باعتقاله بسبب أنشطته السياسية وقضى أكثر من 12 عاماً في السجن، وبعد خروجه تعرض للاستهداف المستمر فاضطر للانتقال إلى كردستان العراق في يونيو/حزيران 2019.

وبموجب القانون العراقي، لا يجوز لإقليم كردستان تسليم اللاجئين السياسيين إلى دول أخرى، حيث إن وزارة الخارجية العراقية والقضاء العراقي فقط هما اللذان يقرران تسليم الهاربين او اللاجئين.

وبحسب المادة 4 من قانون اللاجئين السياسيين العراقي، حيث يحظر تسليم اللاجئ الى دولته بأي حال من الاحوال، وعند رفض طلب شخص بشأن قبول لجوئه الى العراق يجوز إبعاده إلى دولة غير دولته، حسب تنسيب الدوائر المختصة وبموافقة الوزير.

كما وبموجب قانون الأحزاب السياسية العراقي، لا يحق لأي حزب سياسي التدخل في أي مؤسسة رسمية للدولة، أي أن القانون لا يسمح لأي حزب سياسي بالتفاوض مباشرة مع أي دولة أخرى في سياق شؤونها.

في تمام الساعة السادسة ونصف من مساء يوم 26 فبراير/شباط 2021 تعرض النائب في البرلمان العراقي عن كتلة هيوا النيابية (الأمل) الكوردية الدكتورغالب محمد علي إلى اعتداء من قبل شخص، طعناً بالسكاكين امام منزله في مدينة السليمانية.

تم نقل النائب الى المستشفى مباشرة حيث تلقى العلاج اللازم، وبعد مرور ثلاث ايام على الحادث، اعلنت السلطات الامنية في محافظة السليمانية بأنهم استطاعوا تحديد هوية المتهم بهذه المحاولة، وهو “حميد صوفي درويش” أحد عناصر قوات رزكاري التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، قد تم تهريبه إلى جهة مجهولة من قبل قيادات متنفذة.

بتاريخ 28 فبراير/شباط 2021، طالب نواب أكراد في البرلمان العراقي الحكومة الاتحادية في بغداد بالتدخل لحماية ممثلي المعارضة في إقليم كردستان، بعد تعرض النائب الدكتور محمد لهذا الاعتداء. كما شجبت لجنة حقوق الإنسان النيابية الاعتداء على الدكتور محمد.

اعتبرت اللجنة ذلك بمثابة اعتداء على جميع النواب، لأن مهمتهم الأهم هي مراقبة أداء السلطتين التنفيذية والقضائية وتشريع القوانين. ودعت اللجنة حكومة إقليم كردستان العراق إلى فتح تحقيق في الاعتداء على النائب وإحالة المعتدين إلى القضاء لمحاكمتهم.

في تمام الساعة الثانية عشرة من ليلة 04 مارس/آذار2021، اعتقلت القوات الامنية الشاب مروان محمد حاجي في مجمع كرة كوه السكني التابع لقضاء سميل بمحافظة دهوك.

إن “حاجي” هو من مرحلي كردستان تركيا منذ عام 1994 مع عائلته والمئات من عوائل اخرى مهجرة بسبب القمع الذي مارسته ضدهم السلطات المحلية التركية.

أعلمتنا عائلته إنها لا تعرف سبباً للاعتقال ولا تملك معلومات عن مكان اعتقاله. أكدت مصادر محلية أنه لم يسمح له بمحام ٍ أو الاتصال بأسرته.

بتاريخ 27 آذار/مارس2021، اعتقل الصحفي وريا حمة كريم مدير مكتب قناة (ن. ر. ت) في محافظة حلبجة من قبل قوة من الامن والبيشمركة التابعة إلى لواء المشاة الخامس، بسبب قيامه بتغطية للمظاهرة التي قام به أفراداً من البيشمركة في قضاء سيد صادق بمنطقة شارزورللمطالبة بحقوقهم.

لقد اعتقل ولم يُسمح له بتغطية الخبر، وأطلق سراحه بعد عدة ساعات من الاحتجاز وفي اليوم نفسه.

بتاريخ 01 أبريل/نيسان 2021، زار وفد من لجنة الشؤون الاجتماعية والانسانية في برلمان إقليم كردستان سجن الأسايش العام في أربيل، للاطلاع على اوضاع الانسانية للمعتقلين من النشطاء والصحفيين.

لقد تبين للوفد ان الاوضاع داخل السجن الأسايش سيئة جداً، وكانت قاعات السجن جميعها مكتظة بالسجناء، ففي كل قاعة بمساحة 50 متراً مربعاً كان هناك 150 سجيناً أو موقوفاً.

لقد شاهدوا تردي الاوضاع الصحية والنفسية للمعتقلين وتفشي الامراض بينهم ومعاناتهم من نقص الادوية والمستلزمات الطبية وضيق القاعات.

دعا مركز الخليج لحقوق الإنسان حكومة إقليم كردستان إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين في انتهاك لحقهم في التجمع.

يجب على السلطات الوفاء بالتزاماتها الدستورية بعدم انتهاك الحريات العامة، بما في ذلك حرية التجمع السلمي، حرية التعبير، وحرية الصحافة.

اقرأ أيضاً: كردستان العراق: صدور أحكام ٍ بالسجن ضد خمسة من النشطاء والصحفيين

قد يعجبك ايضا