هيومن رايتس ووتش: انتهاكات “كأس العالم” تُضر بأطفال العمال الوافدين وعائلاتهم

الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – فقد آلاف العمال الوافدين أرواحهم من أجل جعل بطولة “كأس العالم 2022” لكرة القدم في قطر ممكنة. لكن نطاق انتهاكات حقوق الإنسان هذه لا ينتهي بفقدان هؤلاء العمال حياتهم، ولا ينتهي في قطر.

تعاني عائلات العمال في بلدانهم الأصلية صدمة فقدان أحبائها، وتواجه مستقبلا مجهولا بدون معيل، وخاصة الأطفال.

الشهر الماضي، شهدت هيومن رايتس ووتش إعادة رفاة عمال متوفين من قطر إلى نيبال، حيث كانت عائلاتهم في انتظارهم.

قال أحد أفراد العائلة: “ماذا سيحدث لأختي؟ لديها ثلاثة أطفال صغار لتعتني بهم”.

قد يظل المعيلون الذين تعرضوا للغش في الأجور أو أصيبوا، لكنهم نجوا، محاصرين بالديون، مع عواقب وخيمة على عائلاتهم. قال أحد العمال: “يلعبون بحياتنا وحياة أطفالنا”.

بالنسبة لأطفال العمال المتوفين، الذين فقدت عائلاتهم معيلها الوحيد، يمكن أن تكون الآثار دائمة. قد تشعر العائلات أن لا خيار لديها سوى إرسال الأطفال للعمل أو الزواج المبكر لتغطية نفقاتهم.

ردا على ذلك، حاولت بعض الحكومات الحد من الضرر. يوفر “برنامج المساعدة المعيشية التعليمية” في الفلبين مساعدات تعليمية للأطفال في سن الدراسة ممن كانوا مُعالين من العمال الوافدين المتوفين.

تقدم نيبال أيضا منحا دراسية لأطفال العمال المتوفين. حتى في هذه الحالة، قد يتعذر على العائلات الوصول إلى الأموال بسبب الوضع القانوني للعمال عند سفرهم، أو عدم المعرفة بها.

يمكن لأنظمة التعويض التي أدخلتها قطر مؤخرا، وإن كانت محدودة، أن تساعد العمال. قال عامل حصل على تعويض: “بهذه الأموال، تمكنت من سداد المستحقات المدرسية لأولادي والتي كانت عالقة لشهور”.

مع ذلك، لا يحصل معظم العمال والعائلات على تعويضات، لأن الأنظمة لا تغطي الجميع، ولا تعالج الانتهاكات الواقعة قبل إنشاء هذه الأنظمة، ولا تزال هناك ثغرات كبيرة في التطبيق.

لدى “الاتحاد الدولي لكرة القدم” (الفيفا) الفرصة لإنهاء الانتهاكات الحقوقية بالنسبة لعائلات العمال الوافدين بعد الوفيات والإصابات وسرقة الأجور في قطر.

تحدد سياسة حقوق الإنسان في الفيفا التزامها بإنصاف من “تأثروا سلبا بالأنشطة المرتبطة بالفيفا”.

في مايو/أيار، أطلقت هيومن رايتس ووتش ومنظمات أخرى حملة تدعو الفيفا وقطر إلى توفير سبل الانصاف للعمال الوافدين الذين عانوا من الإساءات، ولعائلاتهم.

ينبغي أن تضمن الفيفا أن الأطفال الذين “تأثروا سلبا” بكأس العالم الذي تنظمه، يستطيعون دفع الرسوم المدرسية والحصول على فرصة لائقة في مستقبل آمن.

قد يعجبك ايضا