نظام الإجراءات الجزائية.. تغييب متعمد لقمع معتقلي الرأي في السعودية

الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – قالت منظمات حقوقية إن القضاء في المملكة العربية السعودية يتعمد تغييب نظام الإجراءات الجزائية، الذي يحمي الأشخاص من الانتهاكات بحقهم.

وتعد أبرز بنود النظام الذي انتهكها القضاء، المادة الرابعة التي تنص على أنه يحق لكل متهم أن يستعين بوكيل أو محام للدفاع عنه.

وتحرم السعودية معتقلي الرأي من توكيل محامي ولقاء المعتقل والمحامي، لإصدار أحكام تعسفية بحق معتقلي الرأي بعيدًا عن القانون بدافع قمعي وانتقامي.

ويتصدر معتقلي الرأي المحرومين من توكيل محامي في السعودية الصحفي أحمد عبد القادر وهاني الخضري وسلمان العودة وعبد الرحمن السدحان.

وأدانت منظمات حقوقية انتهاكات القضاء السعودي ضد القانون ومعتقلي الرأي.

وقال موقع “فرانس24” الإخباري الفرنسي إن الأحكام السعودية القاسية مؤخرًا تعكس التعيينات الأخيرة التي أجراها ولي العهد محمد بن سلمان في المحكمة الجنائية المتخصصة.

وذكر الموقع الشهير أن ذلك جاء عقب تعيين مسؤولين أمنيين يفتقرون حتى للتدريب الأساسي كقضاة، لمعاقبة المنتقدين والمعارضين بأحكام مروعة.

وبين أن الحُكم على الأمريكي من أصل سعودي سعد إبراهيم الماضي هو الأحدث بسلسلة أحكام وصفتها جماعات حقوق الإنسان بأنها “شديدة القسوة”.

وأشار الموقع إلى أن ذلك لانتقاده الحكومة السعودية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت منظمات حقوقية إن ابن سلمان أصدر تعيينات قضائية جديدة تدشن جولة جديدة من التصعيد بالقمع وسحق حقوق الإنسان.

وذكرت المنظمات في بيان أن مرسومًا ملكيًا يقضي بتعيين محقق متورط بالتستر على جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي كرئيس لمحكمة مكافحة الإرهاب.

وأشارت إلى أنه تضمن تعيين محققين ومدعين عامين موالين لولي العهد للعمل كقضاة في المحكمة السعودية.

وبينت المنظمات أنه أعقبت التعيينات أحكام مغلطة من المحكمة بالسجن، وإلغاء أحكام بالسجن لفترات أقصر بكثير أصدرتها محاكم أخرى.

ونبهت إلى أن ذلك يشمل حكم امرأتين سعوديتين بالسجن 34 و45 عامًا، على التوالي، لاستخدامهما وسائل التواصل الاجتماعي.

يذكر أن هذه التعيينات جاءت عقب اعتقال وعزل ما لا يقل عن 9 قضاة بارزين من جهاز أمن الدولة في 11 أبريل 2022.

وعقبت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية على سلسلة أحكام ضد فتيات ناشطات بالسعودية، مؤكدة أنه بداية لموجة أحكام وإدانات جديدة.

وقالت الوكالة: “إن ما يحصل في السعودية هو بداية لموجة جديدة من الأحكام والإدانات من قضاة جدد تم تعيينهم بمحكمة الجنايات المتخصصة”.

وبينت أن ذلك يأتي تحديدا عقب الحكمين القاسيين ضد الناشطتين سلمى الشهاب ونورة القحطاني في السعودية.

وذكرت الوكالة أن محكمة جنائية متخصصة في السعودية حكمت بسجن نورة بنت سعيد القحطاني 45 عامًا، أثناء استئناف على إدانتها السابقة.

ونبهت إلى أنه لا يُعرف عنها سوى أنها تنحدر من إحدى أكبر القبائل في المملكة، واحتجزت في 4 يوليو 2021. فيما شنت مجلة “ايكونوميست” البريطانية هجوما حادا على ابن سلمان. ووصفته بأنه أحد أكثر الأشخاص خطورة في العالم في جيل الألفية.

وشرحت المجلة في فيلم وثائقي كيف انقلب محمد بن سلمان على سابقه محمد بن نايف بالقوة وكرس نهجه العدواني والقمعي ليصبح ملكًا غير متوج.

وسرد الفيلم تفاصيل نشرها خالد الجبري وتضمنت مراسلات خاصة بين بن سلمان ووالده المسئول الأمني السابق سعد الجبري.

وكشف عن أن ولي العهد يبتزه باحتجاز أطفاله؛ مقابل عودة الجبري للمملكة. وقال خالد الجبري في مقابلة مع المجلة إن قائمة ضحايا ابن سلمان تتزايد داخل وخارج السعودية.

وكشفت المجلة عن التحديات اقتصادية تعاني منها السعودية بسبب مشاريع وسياسيات ابن سلمان الفاشلة. وأشارت إلى أن الإحباط الاقتصادي لدى السعوديين؛ قد يتحول إلى إحباط سياسي.

وختمت المجلة بسؤال ابن سلمان: “إلى متى ستستمر بحكم الناس بالقوة والخوف؟، وعند أي نقطة ستكون بداية الانهيار؟”.

ومؤخرا، قالت مجلة “إيكونوميست” الأمريكية إن بن سلمان ينتهج سياسات قمعية بحق المعارضين لسياسته داخل المملكة وخارجها.

وذكرت المجلة الشهيرة أن عديد أفراد العائلة المالكة مستاؤون من ابن سلمان، إذ أنه لفترة طويلة كان لديهم قدرة تقديم التماس إلى الملك.

وأشارت إلى أن كان لديهم الكثير من المال لإنفاقه على الجمهور وأنفسهم، لكن ابن سلمان أعاق الطبقة الأرستقراطية.

ونبهت “إيكونوميست” إلى أن ولي العهد حبس عددا من الأمراء البارزين وعديد رجال الأعمال بفندق “الريتز” الفخم عام 2017.

وأوضحت أن بعض السعوديين ينشرون تعليقات ناقدة شفهيا شفهية لابن سلمان، ويتهمونه بالتصرف كإله.

ودشن مغردون وسم #اجرم_نظام، تنديدًا بجرائم ابن سلمان ضد خصومه ومنتقديه في البلد الخليجي، وآخرها إعدام 81شخصًا بتهم زائفة.

وأبرزت الحملة الالكترونية جملة انتهاكات لولي العهد المتهور، وجرائمه على مدار 5 سنوات من حكمه وتوليه ولاية العهد في المملكة.

وأكد هؤلاء في تغريداتهم على أن هذه الأفعال محاولة مستمرة منه لتثبيت أركان حكمه على حساب المواطنين السعوديين وحقوقهم.

وعبروا عن غضبهم الشديد من تنفيذ أكبر حملة إعدامات في تاريخ السعودية بيوم واحد، وطالت 81 شخصًا.

يذكر السعودية نفذت أكبر عملية تنفيذ إعدامات دفعة واحدة منذ سنوات، ما دفع لاطلاق وسم #اجرم_نظام.

إذ نفذت عام 2016 إعدامات لنحو 47 شخصا أبرزهم رجل الدين الشيعي “نمر النمر”، بيد أن رقم 81 الأعلى في تاريخ المملكة الحديث.

وأعدمت الرياض في أبريل 2019، 37 رجلا بعملية إعدام جماعية، بينهم شخصان كانا طفلين وقت ارتكاب جرائمهما.

وتصنف السعودية رائدة على مستوى العالم في مجال عقوبة الإعدام..

 

قد يعجبك ايضا