مركز الخليج يدعو السلطات السعودية‎ لإطلاق سراح الشاعر الفلسطيني “أشرف فياض”

الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – تواصل السلطات السعودية احتجاز الشاعر الفلسطيني “أشرف فياض” رغم قضائه مدة حكمه البالغة 8 سنوات منذ ما يقارب خمسة أشهر.

بتاريخ 02 فبراير/شباط 2016، خففت المحكمة العامة في أبها، حكم الإعدام الصادر ضد “فياض“، واستبدلته بالسجن لمدة ثماني سنوات و800 جلدة.

اعتقل “فياض” لأول مرة في 06 أغسطس/آب 2013، بناءً على شكوى كيدية. حيث تقدم مواطن لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بشكوى صد “فياض” بأنه “يحمل أفكاراً ضالة مضللة”. لقد أفرج عنه في اليوم التالي لعدم توفّر الأدلة.

في 01 يناير/كانون الثاني 2014، أعيد اعتقاله من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتم زجّه في أحد سجون أبها.

وتم فرض الحظر على زيارته، بسبب اتهامه بنشر الإلحاد من خلال شعره. واتهم بالدعوة للإلحاد بين أوساط الشباب في أماكن عامة.

ووُجهت إليه أيضاً تهمة مخالفة المادة 6 من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية لالتقاطه صوراً لنساءٍ وتخزينها على هاتفه النقال.

أثناء المحاكمة التي انعقدت على مدار 6 جلسات، أنكر “فياض” هذه الاتهامات. واستدعى 3 شهود كذّبوا شهادة الشخص الذي اشتكاه للهيئة.

كما أكد “فياض” أيضا أن ديوانه “التعليمات بالداخل” الذي تم تداول قصائده قبل عشر سنوات، هو عبارة عن قصائد حُب. وأكد أن هذا الديوان لم يُكتب بقصد إهانة الدين.

وبالرغم من ذلك التوضيح، أعلن عن توبته ورجوعه عن أي شيء في الديوان ربما تراه هيئة الأمر بالمعروف مهيناً.

في 26 أيار/مايو 2014، أدانته محكمة أبها العامة وحكمت عليه بالسجن لمدة أربع سنوات و800 جلدة.

ورفضت المحكمة طلب الادعاء العام فرض عقوبة الإعدام عليه بتهمة الردّة بسبب الشهادة الواردة في المحاكمة حول “العداوة” بين “فياض” والشخص المشتكي. وكذلك بسبب توبة فياض.

بالرغم من ذلك، فقد أعادت محكمة الاستئناف القضية إلى المحكمة العامة مع توصية بأن يتم الحكم عليه بتهمة الردة.

في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أصدرت المحكمة العامة في أبها حكمها ضده بالإعدام بتهمة الردة، وهو القرار الذي نقضته لاحقاً.

لقد افتقدت محاكمته كل أدنى المعايير الدولية للمحاكمة العادلة والإجراءات القانونية، وبضمنها حرمانه من الاتصال بمحام ٍ طيلة محاكمته أما المحكمة العامة في أبها.

أشرف عبد الستار فياض” هو شاعر وفنان تشكيلي، يبلغ من العمر 42 عاماً. ينتمي لعائلة فلسطينية تعيش في السعودية منذ 57 عاماً.

صدرت مجموعته الشعرية الأولى في بيروت سنة 2007، الذي وضع فيه الشاعر مشاهداته وانطباعاته عن الحياة. ومن بين مقاطعها الشعرية هذا المقطع الذي يكشف مأساة اللاجئ الفلسطيني في المنافي المختلفة.

في مارس/آذار 2013، نظم “فياض” مع مجموعة من الفنانين والمصورين والرسامين معرضاً باسم (عمود نور) في مدينة جدة.

استلهم فكرته من العالم العربي “الحسن بن الهيثم“، الذي درس التأثيرات النفسية لعملية الإبصار، ووصل إلى أن الضوء الخافت يجعلنا نرى الأشياء بوضوح أكثر.

دعا مركز الخليج لحقوق الإنسان حكومة كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، والآليات الدولية، التابعة للأمم المتحدة، إلى اتخاذ إجراءات فورية لضمان إطلاق سراح الشاعر الفلسطيني “أشرف فياض“.

وطالب المركز باطلاق سارح جميع الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان في السجون السعودية وبدون أية شروط.

دعا مركز الخليج لحقوق الإنسان السلطات السعودية إلى:

  1. إطلاق سراح الشاعر أشرف فياض فوراً دون قيد أو شرط، مع جميع المعتقلين الآخرين من الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان وسجناء الرأي.
  2. تمكينه، مدةَ بقائه في السجن، من التواصل مع أسرته ومن تلقي الرعاية الطبية المناسبة.
  3. احترام الحريات العامة، بما في ذلك حرية التعبير، بواسطة الإنترنت وباستخدام غيرها من الوسائط. وحماية الحقوق المدنية والإنسانية لجميع المواطنين دون استثناء.
  4. ضمان أن يتمكن جميع الناشطين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في المملكة في جميع الظروف من القيام بعملهم المشروع في مجال حقوق الإنسان دونما خشية من الانتقام ودون أي قيود، بما في ذلك المضايقات القضائية.
قد يعجبك ايضا