اليمن: استهداف مستمر من قبل جميع أطراف النزاع للصحفي لؤي العزعزي
وثق مركز الخليج لحقوق الإنسان الاستهداف المتكرر والمستمر الذي تعرض له الصحفي لؤي العزعزي من قبل جميع أطرف النزاع في اليمن بسبب ممارسته لعمله الصحفي بمهنية ودفاعه عن حقوق الإنسان في بلده.
بتاريخ 05 يوليو/تموز 2021، قامت مجموعة مسلحة تتبع جماعة الحوثيين، بخطف المواطن الشاب، الإسكندر النجاشي، 25 سنة، من أحد أحياء العاصمة صنعاء، بسبب خلافات مالية مع قريبٍ له، بالرغم من عدم وجود علاقة له بهذه الخلافات بين الطرفين.
في 28 أغسطس/آب 2021، نظم عدد من ناشطي المجتمع المدني وبضمنهم الكُتَّاب، والصحفيين، بالإضافة إلى أسرته، وقفة تضامنية معه أمام مبنى محافظة صنعاء، مطالبين بإطلاق سراح الشاب المختطف النجاشي.
قام العزعزي بتغطية الوقفة الاحتجاجية بكل مهنية مستخدماً قلمه وكامرته، فقامت القوات الأمنية المرابطة عند مبنى المحافظة بالاعتداء الجسدي عليه ومصادرة قلمه وكامرته، وزجه في سجن سري بمبنى المحافظة أيضاً.
لم يتم أطلاق سراحه إلا في 20 سبتمبر/أيلول 2021، بعد أن تكفل بعض شيوخ القبائل بدفع مبلغ مالي كبير إلى إدارة مديرية أمن العاصمة، وبعد صدور الأمر بذلك من قبل مديرها.
وقد كان دفع هذا المبلغ المالي الكبير تنفيذاً لحكم قبلي معروف في اليمن يسمى، “محدش المحدش” ويتضمن تسليم (121) بندقية ككفالة.
أكدت مصادر محلية مطلعة أن سبب استهدافه هو تغطيته الصحفية للقضايا اليومية التي تهم المواطنين وبضمنها انتهاكات حقوق الإنسان، وخاصة توثيقه لقضية الممثلة وعارضة الأزياءانتصار الحمادي والمعاملة السيئة الني تلقتها هي وزميلاتها.
بتاريخ 11 سبتمبر/أيلول 2021، وبسبب المضايقات التي تعرض لها من قبل القوات الأمنية، انتقل العززي من صنعاء إلى مأرب، من أجل أن يستمر في عمله الصحفي دون استهداف.
وفي تاريخ 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، قامت القوات الأمنية بمدينة مأرب، التي تتبع الحكومة “الشرعية” والتي تحظى بالاعتراف الدولي والمؤيدة من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، باعتقاله وزجه في سجن سري حيث تعرض حسب ما أفاد به لمركز الخليج لحقوق الإنسان إلى، “التعذيب وبضمنه الصعق بالكهرباء والضرب على الوجه وباقي أجزاء جسمه، والحرمان من النوم،” والذي أدى إلى اضمحلال الرؤية لديه في عينه اليسرى إلى 50%، بسبب الضرب المباشر من قبل أحد المحققين وهو معصوب العينين.
وقد تم إطلاق سراحه بعد شهرٍ من الاحتجاز التعسفي وذلك في 15 ديسمبر/كانون الأول 2021.
حال إطلاق سراحه، قرر العززي مغادرة مأرب حال ما تسنح له الفرصة حيث غادرها إلى عدن، التي تقع في جنوب البلاد، بتاريخ 10 يناير/كانون الثاني 2022.
وكان هدفه من هذا الانتقال كما في المرات السابقة، ممارسة عمله الصحفي، نشر الحقيقة، والدفاع عن حقوق الإنسان بحرية. لقد عانى في عدن الكثير بسبب تردي الأوضاع الاقتصاديَّة، والمضايقات من قبل بعض المجموعات المسلحة التي تتبع لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تسانده دولة الإمارات العربية المتحدة. أدى ذلك لاضطراره إلى مغادرة هذه المدينة.
بتاريخ 07 ابريل/نيسان 2022، عاد العززي إلى مدينة صنعاء، بعد قيامه بالتنسيق مع المجموعات المسلحة التابعة لجماعة الحوثيين.
تم العفو عنه بعد انتهاء التحقيق معه وإجباره على الظهور في وسائل الإعلام والتحدث بما أملوه عليه. لقد اشترطوا عليه النشر فقط في القضايا العامة التي لا تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان. استغرقت مرحلة الصمت المفروض عليه سنتين كاملتين.
في 28 يونيو/حزيران 2023، عاد إلى مدينة مأرب بعد ان قرر العودة لنشاطه الصحفي في مجال حقوق الإنسان. قام بمتابعة العديد من القضايا المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان، والمرتكبة من قبل السلطات المحلية في مأرب، فأدى ذلك إلى تعرضه للمضايقات، وعندما شعر بأن القوات الأمنية في المدينة على وشك اعتقاله، فر مرة أخرى إلى مدينة عدن.
بتاريخ 27 يوليو/تموز 2023، وحال وصوله مدينة عدن قامت إحدى العصابات المتخصصة في النصب والاحتيال بسرقة كافة ممتلكاته، وبالرغم من تقديمه بلاغاً إلى القوات الأمنية حول تفاصيل السرقة إلا أنها لم تحرك ساكناً، وقامت بدلاً عن ذلك باعتقاله بتاريخ 04 سبتمبر/أيلول 2023.
وفي 11 سبتمبر/أيلول 2023، تم أطلاق سراحه والسماح له بالسفر بعد تقديمه تنازلاً عن الشكوى ضد العصابة التي سرقته.
في 08 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وصل إلى مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، وعانى من سوء الأوضاع الاقتصادية فيها، ليقرر العودة إلى صنعاء بتاريخ 22 أكتوبر/تشرين الأول 2023. حال وصوله قامت مجموعة مسلحة تابعة لجماعة الحوثيين باعتقاله تعسفياً دون أي أمر قضائي وبدون أن تذكر الأسباب الموجبة.
وقد تم احتجازه ابتداءً في مركز شرطة باب اليمن، ومن ثم تم نقله إلى سجن تابع إلى الإدارة العامة للبحث الجنائي، لينتهي به المطاف في سجنٍ تابع لجهاز الأمن والمخابرات.
وعانى من المعاملة السيئة، والاحتجاز في زنزانة انفرادية ضيقة طيلة أربعة أشهر. بعد ضغوط واسعة من قبل منظمات المجتمع المدني، تم إطلاق سراحه في 21 فبراير/شباط 2024، بعد أن أحالته نيابة الصحافة والمطبوعات بتهمة كيدية هي، “نشر أخبار كاذبة تكدِّر السِّلم الأهلي”، تتعلق بما نشره على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى محكمة الصحافة والمطبوعات في صنعاء.
عقدت محكمة الصحافة والمطبوعات في صنعاء ثلاث جلسات للنظر في القضية المرفوعة ضد العزعزي وستعقد جلستها القادمة في 20 ابريل/نيسان 2024 للنطق بالحكم، الذي سيكون حكماً ابتدائياً قابلاً للتمييز.
وأدان مركز الخليج لحقوق الإنسان الاستهداف المستمر الذي تعرض له الصحفي والمدافع عن حقوق الإنسان لؤي العززي من قبل كافة أطراف النزاع في اليمن ويُعلن تضامنه الكامل معه.
ودعا مركز الخليج لحقوق الإنسان حكومة الأمر الواقع في صنعاء، جماعة الحوثيين، إلى التوقف التام عن استهداف الصحفي لؤي العزعزي والإلغاء الفوري لمحاكمته.