الأورومتوسطي يحذر من تدهور حياة محتجز فلسطيني في سجون السعودية

الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان –أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن بالغ قلقه على حياة المحتجز الفلسطيني في السجون السعودية الدكتور “محمد الخضري”، بعد تدهور حالته الصحية مع استمرار حرمانه من الرعاية الطبية المتخصصة.

وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحفي، إنّه تلقى شكوى من عائلة المعتقل الخضري (84 عامًا)، تُفيد بحرمان إدارة سجن “أبها” له من الحصول على أدوية السرطان، ومنعه من إجراء أي تحاليل طبية جديدة، ما أدّى إلى تدهور إضافي في حالته الصحية، حتى بات يستخدم القسطرة من أجل التبوّل.

وبيّن المرصد الأورومتوسطي أنّ إدارة السجن ما تزال تمنع المعتقل “الخضري” من تلقي الحقن الطبية الخاصة بالأورام، التي كان يأخذها كل ثلاثة أشهر؛ بدعوى عدم وجـود وصـفات طبية حديثة.

وأشار إلى أنه لم يجر عرض المعتقل “الخضري” على أخصائي طيلة العامين الماضيين، منذ نقله من سجن ذهبان إلى سجن أبها في تشرين ثانٍ/ نوفمبر 2020، إذ لا تتوفر في هذا السجن الرعاية الطبية التي قد تكون ملائمة لمتابعة الحالة الصحية لمعتقل مسمنّ يعاني العديد من الأمراض، من ضمنها السرطان.

وعلى نحو مشابه، يحتاج نجله الدكتور “هاني الخضري”، المعتقل أيضًا في السجون السعودية، إلى رعاية طبية عاجلة لإزالة حصوات في الكلى بالإضافة إلى حاجته الملحة للعرض على طبيب أسنان.

ووفق عائلة المعتقل “الخضري”، يعاني الدكتور “محمد” من سرطان البروستاتا، وفقد القدرة على الحركة في ذراعه اليمنى بسبب ظروف النوم القاسية في زنزانته وفقد نصف سمعه، إلى جانب معاناته من مشاكل في الأسنان، ومن سلس البول، والانزلاق الغضروفي، وآلام في الركبة، وهشاشة في العظام. كما أنه ونجله أصيبا بفيروس كورونا في السجن.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ السلطات السعودية تواصل اعتقال “الخضري” ونجله رغم انقضاء الحكمان الصادران ضدهما، بدعوى أن القضية معروضة أمام محكمة الاستئناف ولم يتم إحالتهما إلى المحكمة العليا لاتخاذ قرار نهائي.

وبيّن أنّه في 28 ديسمبر/ كانون أول 2021، أوصت محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة بالرياض بتخفيض عقوبة الدكتور “محمد الخضري” من السجن 15 إلى 6 سنوات مع وقف تنفيذ نصف المدة، وبذلك يكون أنهى عقوبته بالسجن في 28 فبراير/ شباط 2022.

في حين يستمر احتجاز نجله الدكتور “هاني” رغم انقضاء مدة الحكم الصادر ضده (السجن لمدة 3 سنوات).

وكان الأورومتوسطي كشف في تقرير سابق أن السلطات السعودية اعتقلت على نحو تعسفي الدكتور “محمد الخضري” ونجله الدكتور “هاني” في 4 أبريل/ نيسان 2019، مع أكثر من 60 فلسطينيًّا وأردنيًّا، وتعرضوا حينها للإخفاء القسري، وبقوا رهن الاحتجاز دون توجيه اتهامات حتى 8 مارس/ آذار 2020،.

وقد تعرضوا خلال تلك المدة لجملة من الانتهاكات وثّقها المرصد في تقرير مفصّل، على خلفية تهمهم متعلقة بأنشطة مناصرة للفلسطينيين، والارتباط بأحد الفصائل الفلسطينية ضمن علاقة رسمية مع القيادة السعودية السابقة.

وسبق أن تقدمت عائلة المعتقلين “الخضري” بطلب للمحكمة في عام 2021 للإفراج عن الدكتور “محمد” بسبب تقدمه في السن وتدهور حالته الصحية. وعلى الرغم من الموافقة على الطلب في فبراير/ شباط 2022 من كل من المحكمة الجزائية المتخصصة وأمن الدولة، إلا أن السلطات السعودية لم تفرج عنه.

وقال الباحث القانوني في المرصد الأورومتوسطي “يوسف سالم” إنّ حرمان المعتقلين من الحصول على الرعاية الصحية يعد شكلًا من أشكال التعذيب بموجب المادة الأولى من اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، إذ يعرّض من الممكن أن يعرض حياة المعتقل للخطر، وقد يرقى إلى شكل من أشكال القتل البطيء.

ودعا المرصد الأورومتوسطي السلطات السعودية إلى تقديم الرعاية الصحية العاجلة والمتخصصة إلى “الخضري” ونجله، والإفراج غير المشروط عنهما، لا سيما أنهما أنهيا مدة الحكم الصادرة ضدهما، فضلاً عن كون الاعتقال بحد ذاته تعسفيًا ومرتبطًا على ما يبدو بأبعاد سياسية.

قد يعجبك ايضا