تعرف على العمل الصحفي بسوريا كأخطر دولة في العالم!
يصادف يوم الاثنين الماضي، 2 نوفمبر/تشرين الثاني “اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين”.
هذه قصة صحفي يركض مسرعا وينظر إلى الأعلى بعد أن بلغه تحذير الدفاع المدني عبر جهاز “لاسلكي” يفيد بإلقاء مروحية النظام السوري برميلا متفجرا فوق المنزل الذي تعرض للاستهداف قبل أقل من نصف ساعة.
لذلك تحرك الصحفي عبد الرزاق صبيح، ومن معه إلى حفرة قريبة من المنزل وقفزوا إلى داخلها أملا في حماية أنفسهم من شظايا البرميل الذي سقط فعلا على بعد 20 مترا من تلك الحفرة.
وداخل قرية الركايا بريف إدلب الجنوبي كانت تلك واحدة من التهديدات التي حصلت أثناء تغطية الصحفي عبد الرزاق صبيح للأحداث في محافظة إدلب، على مدى سنوات الثورة السورية.
يقول في اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، إن العمل الصحفي في سوريا ليس بالأمر السهل.
فالمخاطر متنوعة ومتعددة، فهي تبدأ من قصف النظام الذي يستهدف المناطق التي يوجد بها الصحفيون للتغطية، مرورا بخطر الاعتقال والخطف.
وأضاف صبيح -الذي يعمل مراسلا لتلفزيون محلي سوري- أن لديه عددا من زملائه الإعلاميين قتلوا خلال تغطية أحداث في محافظة إدلب، مستذكرا فقدانه لزميليه، قتل أحدهما بقصف للنظام على أريحا، وخطف الآخر في المنطقة نفسها.
سعى النظام السوري منذ انطلاق الثورة السورية إلى إيقاف العمل الصحفي المتعلق بتغطية انتهاكاته في المدن السورية.
كان قد أكد الناشط والباحث في مجال توثيق انتهاكات حقوق الإنسان تامر تركماني، أن النظام عمل على تصفية الصحفيين واعتقالهم منذ بداية عام 2011.
وقال تركماني إن نظام الأسد جند أشخاصا بشكل سري من أجل ملاحقة الصحفيين وتصفيتهم حتى لا تنقل الحقيقة التي تجري في البلاد.
وقد تحدث تركماني عن صحفيين لهم حوادث مشهورة فقدوا حياتهم على إثرها ضمن استهداف مباشر؛ منهم ناجي الجرف الذي قتل اغتيالا، وخالد العيسى الذي فقد حياته بتفجر عبوة مباشرة تستهدفه مع زميله هادي العبد الله.
وِأشار تركماني إلى أن لديه أعمالا توثيقية مخصصه للصحفيين السوريين يروي فيها قصصهم والانتهاكات التي تعرضوا لها، حتى تكون مرجعا للمحاكم ولا يفلت “المجرمون” من العقاب، خصوصا أن منظمات سورية متعددة ترفع دعاوى بشكل مستمر ضد النظام في المحاكم الأوروبية.
كما أوضح أن الصحفيين السوريين عانوا كثيرا بسبب كثرة المخاطر التي تعرضوا لها بشكل مباشر ومتعمد خلال السنوات الأخيرة، وفي هذه النقطة أكد الصحفي عبد الرزاق صبيح أنه يقوم بتغيير مكان إقامته بشكل متكرر ومستمر خلال سنوات الثورة، تخوفا من الاستهداف والاعتقال والخطف.
وفقا للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن 707 بين صحفي ومواطن صحفي، قتلوا في سوريا منذ مارس/آذار 2011، 78% منهم قضوا على يد قوات النظام السوري.
وقالت الشبكة إن من بينهم 7 صحفيين أجانب و52 آخرين قتلوا تحت التعذيب. وأوضحت أيضا أن أكثر من 1500 صحفي أصيبوا بجروح متفاوتة على يد أطراف النزاع الرئيسية الفاعلة في البلاد منذ عام 2011.
كما أشارت الشبكة إلى أن هناك أكثر من 400 صحفي ومواطن صحفي معظمهم معتقلون لدى النظام السوري.
وتعتبر سوريا من أخطر الدول للعمل الصحفي على مستوى العالم، بحسب بيان وزارة الخارجية الأميركية.
في اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، التي لم تتحقق فيها العدالة للانتهاكات المتعلقة بالصحفيين.
اقرأ أيضاً: مطالبات بحماية الصحفيين وإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين