الأمم المتحدة تصف الهدنة الحالية بـ “اللحظة الثمينة”، محذرة من أنها “عرضة للخطر”

الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن إن الهدنة الحالية “هي الأولى في اليمن على مستوى البلاد منذ ست سنوات”، واصفا إيها بـ “اللحظة الثمينة”.

غير أنه حذر في مؤتمر صحفي عقده اليوم افتراضيا من العاصمة الأردنية عمان من أن هذه الهدنة “عرضة للخطر”.

وقال “هانس غروندبرغ”: “إن هذين الشهرين سيكونان اختبارا لالتزام الأطراف بالوصول إلى حل سلمي يعلي أولويات الشعب اليمني واحتياجاته”.

وكان السيد “غروندبرغ” يتحدث للصحافة اليمنية والإقليمية والدولية من عمان في اليوم الخامس من دخول الهدنة في اليمن حيز التنفيذ.

وعلى مدى ما يزيد عن سبع سنوات، عانى اليمنيون من خسارة لا يمكن تخيلها ومن ظروف حياتية صعبة بشكل يصعب تصديقه.

فقد خلف النزاع ندوبا مست كل جانب من جوانب الحياة، يمكن تمييزها في الأسواق والطرق والمدارس والمحاكم والمشافي والبيوت.

وبحسب المبعوث الخاص، فإن “هذه الهدنة تقدم نافذة صغيرة، إلا أنها مهمة، يمكن من خلالها البدء بعكس مسار الواقع الصعب”.

لكنه شدد في كلمته أمام الصحفيين اليوم على أن البناء على اتفاق الهدنة لدعم اليمنيين في شق مسار نحو السلام “هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الأطراف ودول المنطقة والأمم المتحدة والمجتمع الدولي”.

وأوضح السيد “غروندبرغ” أن نجاح الكثير من الخطوات القادمة سيعتمد على تلك الجهات.

وأشار إلى أن الاتفاق لم يكن ليكون ممكنا دون دعم هؤلاء الفاعلين، شاكرا الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن في الأمم المتحدة وكذلك المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمَان على دعمها الكبير.

وكان أمين عام الأمم المتحدة وعقب تأكيد المبعوث الخاص الهدنة يوم الجمعة الماضي (1 نيسان/أبريل 2022)، قد عقد مؤتمرا صحفيا في المقر الدائم بنيويورك، أثنى فيه على الأطراف لاتفاقها على هدنة لمدة شهرين في اليمن، بما في ذلك وقف الهجمات عبر الحدود.

وفي كلمته أمام الصحفيين، حث السيد “غوتيريش” جميع الأطراف على اتخاذ الترتيبات اللازمة لدعم التنفيذ الناجح للهدنة، وتفعيل آليات التعاون دون تأخير.

وأعرب عن شكره لمبعوثه الخاص، هانس غروندبرغ، وأعضاء فريقه على جهودهم الدؤوبة في سعيهم للتوصل إلى هذا الاتفاق.

وقال إن: “دقة التقارير الإعلامية التي تساهم في صد انتشار المعلومات المغلوطة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت في إنجاح الهدنة”.

وأضاف أنه يعول على الإعلاميين المشاركين في المؤتمر وعلى مجتمع الإعلام اليمني خصوصا في “إبداء ضبط النفس والإحجام عن الخطاب التحريضي لكي تساهموا في تمتين البيئة المواتية لبناء الثقة بين الأطراف”.

وكما صار معلوما الآن، فقد اتفقت الأطراف المتحاربة على إبرام هدنة لمدة شهرين دخلت حيز التنفيذ يوم السبت الماضي.

ويتضمن اتفاق الهدنة بعض التدابير الإنسانية المهمة، تحديداً:

  • دخول 18 سفينة من سفن الوقود إلى موانئ الحديدة.
  • تشغيل رحلتين جويتين تجاريتين في الأسبوع إلى مطار صنعاء ومنه.
  • عقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح طرقٍ في تعز وغيرها من المحافظات لتسهيل حرية الحركة للمدنيين في اليمن.

وقد أعرب المبعوث الخاص عن أمله في أن يُمكِّن هذا الاتفاق اليمنيين من الاحتفال بشهر رمضان في جو من الطمأنينة التي يلهمها الشهر الفضيل في كل مكان.

“إن هذا التطور الإيجابي تذكرة لنا بأن مبادئ الأمم المتحدة في الدبلوماسية والوساطة لا تزال محورية في إدارة النزاعات وفضها”.

وفي هذا السياق، أكد أن: “جميع الدول وجميع الأطراف المتحاربة يمكنها، بل يجب عليها، العمل معا من أجل تحقيق السلام، وهو الأمر الذي يتطلب إرادة سياسية”.

وبحسب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن، فإن تلك اللحظة تمثل فرصة نادرة في حرب طويلة ووحشية لإحراز تقدم في التوصل إلى حل سياسي.

ويعني ذلك، كما قال السيد “غروندبرغ”، أنه “على الأطراف أن تشارك بحسن نية، بشكل بناء، ودون وضع شروط مسبقة في حوار حقيقي حول إنهاء النِّزاع”. لأنه ما ينجح وقف إطلاق النار ما لم يرافقه تقدم على المسار السياسي.

وأعرب عن اعتقاده بأن اليمنيين يتحدون في رغبتهم في ثبات الهدنة وتجديدها وتعزيزها كخطوة نحو السلام.

واختتم كلمته بالإشارة إلى أن الهدنة مازالت في أولى أيامها، موضحا أنه “في أي هدنة، الأيام المبكرة هي الأكثر حساسية”.

وفي هذا الصدد، أعرب عن أمله في أن يبقى الأطراف على ثبات في التزاماتهم لإنجاحها.

وقال:”علينا أن نبني الثقة. ولن يكون ذلك بالأمر الهيِّن بعد أكثر من سبع سنوات من النِّزاع”.

وأردف قائلاً: “وستكون إرادة الأطراف المتحاربة ودعم المنطقة والمجتمع الدولي من أهم عوامل ثبات الهدنة والمحافظة على الزخم وتحقيق إمكانية المضي قدمًا نحو عملية سياسية والتوصل إلى نهاية شاملة سلمية مستدامة للنزاع”.

قد يعجبك ايضا