مركز حقوقي يحتفي باليوم العالمي للمدافعات عن حقوق الإنسان

الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – في اليوم العالمي للمدافعات عن حقوق الإنسان، وجه مركز الخليج لحقوق الإنسان التحية إلى المدافعات عن حقوق الإنسان كافة،

وألقي المركز الضوء على إنجازات هاتيك المدافعات اللائي حضرن المنتدى الإقليمي للمدافعات عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

انعقد منتدى المدافعات عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في سبتمبر/ أيلول 2022، وقد نظَّمته شبكة الابتكار للتغيير – الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومركز الخليج لحقوق الإنسان.

شاركت في أعمال المنتدى مجموعة من المدافعات عن حقوق الإنسان من العراق، والأردن، ولبنان، وفلسطين، والجزائر، واليمن، والسودان، والمغرب، وتونس، وليبيا، وسوريا، والبحرين، واللائي يشتغلن على مختلف قضايا حقوق الإنسان.

كانت هذه هي المرة الأولى التي فيها اجتمعت مدافعات عن حقوق الإنسان من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مكان صممنَه بأنفسهن.

وقد تم عقدُ سلسلة من لقاءات مجتمع الممارسة قبل المنتدى، وساهمت تلك الاجتماعات في إعداد جدول أعمال المنتدى وموضوعاته الرئيسية.

وكان المنتدى يسعى إلى إيجاد مساحة آمنة للمدافعات عن حقوق الإنسان من دول المنطقة بُغية التشارك في تجاربهن وقصصهن، وليكُنَّ مبعث إلهام بعضهن لبعض، وللاحتفاء بنجاحاتهن، والاستجابة للتحديات التي يواجهنها.

وقد هدف المنتدى أيضاً إلى إنشاء أُطُر مستدامة من أجل رفع مستوى التأثير وإيجاد مساحات تكون فيها للمدافعات عن حقوق الإنسان الكلمةُ الفَصلُ في حملاتهن وسردياتهن.

لدى الافتتاح، قالت ريم السالم، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات: “إنَّ ثمة ضعفاً في ما يردنا من معلومات حول حالة حقوق المرأة في المنطقة، و مردُّ هذا إلى أسباب كثيرة من بينها التضييق الشديد على الفضاءات المدنية في دول المنطقة”.

حاورت الصحافية البارزة ديانا مقلَّد خمس مدافعات عن حقوق الإنسان، من بينهن امرأة من العراق روت قصة مروِّعة عن نجاتها. ولا بد من أن تظل مجهولة الهوية لأسباب تتعلق بسلامتها.

تعرضت ابتسام الصايغ، وهي مدافعة بحرينية عن حقوق الإنسان، إلى الاعتداء والمضايقات والسجن عدة مرات. وتم اختراق هاتفها ببرمجية التجسس بيغاسوس سيئة الصيت.

في عام 2017، تم استدعاؤها للاستجواب في وقت متأخر من الليل. وقالت: “تعرضت أثناء جلسة الاستجواب تلك إلى الاعتداء البدني والإساءات اللفظية، بالإضافة إلى مختلف صنوف التعذيب”.

لقد كانت تلك تجربة صادمة، كما استُهدفت عائلة الصايغ، باعتقال ولدها، بالإضافة إلى تعرُّض ابنتها إلى المضايقات المستمرة في الجامعة.

وعلى الرغم من ذلك، فقد دعمت الصايغ عدداً كبيراً من ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، وزادها ما لاقته عزماً على مواصلة الكفاح، وحملها على تذكير الآخرين بما قدَّمه الضحايا من تضحيات. يمكنكم مشاهدة الفيديو الخاص بها هنا.

تعمل المحامية الأردنية هالة عاهد على قضايا تتعلق بالمتظاهرين وسجناء الرأي، وقضايا النساء اللواتي يتعرضن إلى العنف القائم على النوع الاجتماعي.

تم اختراق هاتفها أيضاً باستخدام برمجيات بيغاسوس، بيد أنها تواصل عملها على العديد من القضايا، بما في ذلك قضية تزويج الطفلات.

وقالت إنَّ: “استغلال التخوف من تدهور الوضع كما في باقي دول المنطقة أجَّج وضعية الانتهاكات في الاردن”.

“إنَّ الاختراق يمكن أن يتحول الى سلاح لاغتيال المدافعين، ولا سيما النساء المدافعات”، بحسب ما قالته مروة فطافطة، مستشارة سياسات منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا بمنظمة آكسِس ناو، من فلسطين”.

وتابعت بالقول: “إنَّ أساليب القمع السياسي، والتشهير والتضييق تضطرُّ المدافعاتِ إلى الانسحاب من الحياة العامة”. يمكنكم مشاهدة الفيديو الخاص بها هنا.

تشتغل سناء العاجي، وهي صحافية ومديرة نشر موقع “مرايانا”، من المغرب، على جملة قضايا فكرية نقدية سياسية ودينية واجتماعية.

وقالت: “ما زال كثيرون، بمن فيهم عدد لا يُستهان به من المناضلين الحقوقيين واليساريين، يعتبرون الدفاع عن حقوق النساء وعن الحريات الفردية (كحرية المعتقد، والحريات الجنسية، إلخ) مجرد ترف حقوقي، وقد يتصور هؤلاء أحياناً أن المرأة التي تدافع عنها هي “امرأة مستباحة”.

وأضافت بالقول إنَّ “من شأن هذا أن يعقد مهمتها وحياتها اليومية”.

قالت وئام يوسف، مديرة برنامج المدافعات عن حقوق الإنسان بمركز الخليج لحقوق الإنسان: “على الرغم من جميع الصعاب والعقبات المستمرة”،

وأضافت: “فإنَّ المدافعات عن حقوق الإنسان سيواصلن المضيَّ في هذه الرحلة. إنها ليست بالرحلة اليسيرة، غير أنها حتمية وضرورية”.

وتابعت: “سنواصل عملنا الجماعي في المجالات كافة، سواء أكان ذلك أمراً محفوفاً المخاطر أم كان آمناً كاجتماعنا هذا، حيث تتولَّد أفكار ملهمة وتنبعث مشروعات مهمة”.

وأردفت يوسف: “وحتى في المساحات العسيرة حيث نعمل في كثير من الأحيان، فإننا نزدهر في حالٍ من التضامن! إنَّ الإبقاء على فضاءات آمنة للمدافعات عن حقوق الإنسان ليلتقين ويفكرن أمرٌ لا غنى عنه للحفاظ على استدامة حركتنا”.

وقالت أيضاً: “إنَّ جوهر نضال النساء هو التضامن وتنويع أدوات العمل”، كما قالت سارة الشيخ علي، رئيسة مجلس إدارة شبكة الابتكار للتغيير – الشرق الاوسط وشمال إفريقيا، لدى افتتاح أعمال المنتدى.

وأكدت: “إننا نأمل أن يكون المنتدى مساحة لإعادة التفكير في أدوات اشتغال المدافعات عن حقوق الانسان وإعادة صَوغ السرديات الخاصة بهن”.

وقد أعقبَ يومَ الافتتاح يومان من ورشات العمل التدريبية، تناولت جوانب مبتكرة لرفاه المدافعات واهتمامهن بأنفسهن، بالإضافة إلى نشاطات خلاقة،

حيث تم وضع خطط عمل تتعلق بالأمن الرقمي، والمناصرة، والحماية، والحفاظ على مساحات العمل المشترك للمدافعات عن حقوق الانسان في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا.

قد يعجبك ايضا