استطلاع عالمي للعفو الدولية يُظهر مطالبة الفيفا بتعويضات للعمال الأجانب في كأس العالم

الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – أظهر استطلاع عالمي جديد أجرته منظمة العفو الدولية أن (%73) من البالغين في البلدان التي شملها الاستطلاع يؤيدون بتعويض الاتحاد الدولي لكرة للعمال الأجانب الذين تضرروا أثناء عملهم في التحضير لمباريات كأس العالم لعام 2022 في قطر.

وكانت نسبة الدعم أعلى في صفوف الأشخاص الذين يُرجّح أن يشاهدوا مباراة واحدة على الأقل (%84).

وأظهرت استطلاعات شركة “يوغوف” YouGov التي استطلعت آراء ما يزيد على 17,000 شخص من البالغين في 15 بلدًا أنّ الأغلبية الساحقة (%67) منهم يريدون من اتحادات كرة القدم الوطنية أن تجهر بمواقفها من قضايا حقوق الإنسان المرتبطة بمباريات كأس العالم لعام 2022 في قطر، بما في ذلك دعم تقديم تعويضات للعمال الأجانب.

وقال “ستيف كوكبيرن“، رئيس برنامج العدالة الاقتصادية والاجتماعية في منظمة العفو الدولية: “إنّ نتائج الاستطلاع هذه ترسل رسالة واضحة إلى قيادة اتحاد كرة القدم مفادها أن الناس موحَّدون في رغبتهم في أن يتّخذ الاتحاد خطوات لإنصاف العمال الأجانب في قطر على المعاناة التي ألمَّت بهم”.

وأضاف “كوكبيرن“: “كما أنهم يريدون من اتحاداتهم الوطنية أن تتخذ مواقف أشد صلابة إزاء ذلك”.

وتابع قائلا: “اليوم، وقبل أقل من 50 يومًا على انطلاق البطولة، بدأ العدّ العكسي. إلا أنه لا يزال هناك وقت لأن يقوم الاتحاد الدولي لكرة القدم بالعمل الصائب”.

وقال أيضاً: “إذ أن الداعمين لا يريدون لمباريات كأس العالم أن تكون ملطَّخة بانتهاكات حقوق الإنسان التي لا تُمحى. صحيح أنه لا يمكن تغيير الماضي”.

وأشار”كوكبيرن“: “لكن يمكن لبرنامج تعويضات أن يشكّل طريقة واضحة وبسيطة لأن يتخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم وحكومة قطر إجراءات لتحقيق نوع من الإنصاف لمئات آلاف العمال الذين جعلوا هذه البطولة ممكنة، على الأقل”.

وتدعم نتائج الاستطلاع حملة “#فلتدفع_الفيفا” #PayUpFIFA التي أطلقها ائتلاف منظمات حقوق الإنسان – من بينها منظمة العفو الدولية – وبعض جماعات المشجعين والنقابات العمالية في مايو/أيار 2022.

حيث تدعو كلها الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى تخصيص صندوق لتعويض العمال ومنع وقوع انتهاكات حقوق الإنسان في المستقبل.

وطالب الائتلاف “فيفا” بتخصيص ما لا يقل عن 440 مليون دولار أمريكي للصندوق – وهو مبلغ موازٍ لقيمة الجوائز المقدمة للمنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم. وتُقدّر عائدات البطولة التي يتوقع أن يجنيها “فيفا” بنحو 6 مليارات دولار أمريكي.

وعقب إطلاق الحملة أبلغ الاتحاد الدولي لكرة القدم منظمة العفو الدولية بأنه ينظر في الاقتراح، لكنه لم يُصدر أي رد علني حتى اليوم.

كما سلَّطت حملة “#فلتدفع_الفيفا” الضوء على مسؤولية اتحادات كرة القدم في دعم حملة دفع تعويضات للعمال الأجانب بموجب المعايير الدولية لحقوق الإنسان، نظير مشاركتها في بطولة كأس العالم.

أعربت اتحادات كرة القدم الوطنية في كل من بلجيكا، الدنمرك، هولندا، إنجلترا، ألمانيا والنرويج حتى الآن عن دعمها لمبدأ التعويض عندما سئلت من قبل الصحفيين.

مع ذلك، لم يصدر أي بيان عام رسمي عن أي اتحاد لكرة القدم حتى الآن، يدعو “فيفا” إلى وضع برنامج تعويضات كهذا على وجه التحديد.

قامت شركة “يوغوف” باستطلاع آراء 17,477 شخصًا من البالغين في كل من الأرجنتين، بلجيكا، الدنمرك، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، كينيا، المكسيك، المغرب، هولندا، النرويج، إسبانيا، سويسرا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

وقال %54 من هؤلاء إنهم يُرجح أن يشاهدوا مباراة واحدة على الأقل من مباريات كأس العالم.

وقال حوالي ثلاثة أرباع الأشخاص المستطلعة آراؤهم (%73) – و %84 من الأشخاص الذين يرجح أن يشاهدوا مباراة واحدة على الأقل من مباريات كأس العالم – إنهم يدعمون الاقتراح الذي يقضي بأن يستخدم “فيفا” جزءًا من الأموال التي تدرُّها بطولة كأس العالم لعام 2022 لدفع تعويضات إلى العمال الأجانب الذين تضرروا من جراء عملهم في التحضيرات للبطولة.

وقد جاء الدعم الأقوى للاقتراح من كينيا، حيث دعم %93 من الأشخاص المستطلعة آراؤهم اقتراح التعويضات.

إذ أن آلاف الكينيين عملوا في قطر، حيث وثَّقت منظمة العفو الدولية تعرَّضهم لانتهاكات عديدة، من بينها العمل القسري لحراس الأمن وعمال البناء والعمال المنزليين الكينيين.

كما تجاوز عدد الذين دعموا اقتراح التعويضات ثلاثة أرباع الأشخاص المستطلعة آراؤهم في البلدان التي تشترك في استضافة مباريات كأس العالم لعام 2026.

وبلغت نسبة الداعمين للاقتراح في المكسيك ((%86، إسبانيا (%83)، الأرجنتين (%82)، سويسرا (%81)، فنلندا (%79)، وبلجيكا (%77)، بينما كانت نسبة الدعم بين المشاهدين المحتملين لبطولة كأس العالم أعلى من ذلك – تزيد على %80 في 11 بلدًا من أصل 15 بلدًا.

وقال %10 منهم فقط إنهم يعارضون اقتراح دفع تعويضات من قبل “فيفا”، في حين قال %17 إنهم لا يعرفون أي الخياريْن يدعمون.

ويعتقد أكثر من ثلثي الأشخاص المستطلعة آراؤهم (%67) أن اتحادات كرة القدم الوطنية يجب أن تدافع علنًا عن قضايا حقوق الإنسان المرتبطة ببطولة كأس العالم لعام 2022 في قطر، بما في ذلك الدعوة إلى دفع تعويضات للعمال الأجانب.

وسجّلت كينيا أعلى نسبة دعم (%93)، تليها إسبانيا (%74)، فنلندا (%71)، المكسيك (%71)، فرنسا (%70)، النرويج (%70)، سويسرا (%70) من الأشخاص الذين يُرجح أن يشاهدوا مباراة واحدة على الأقل من مباريات البطولة.

منذ عام 2010، عندما منح الاتحاد الدولي لكرة القدم حق استضافة بطولة كأس العالم لعام 2022 إلى قطر بدون اشتراط تحسين ظروف حماية العمال، تعرَّض مئات الآلاف من العمال الوافدين لانتهاكات حقوق الإنسان أثناء استخدامهم في عمليات إنشاء وخدمة الملاعب والفنادق ووسائل المواصلات وغيرها من أعمال البنية التحتية الضرورية لاستضافة هذه البطولة.

دعت منظمة العفو الدولية الاتحاد الدولي لكرة القدم وحكومة قطر إلى وضع برنامج تعويضات، بمشاركة كاملة للعمال والنقابات ومنظمة العمل الدولية والمجتمع المدني.

وينبغي وضع البرنامج وعقد اجتماع أولي يضم المهتمين الرئيسيين قبل موعد انطلاق البطولة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وبالإضافة إلى تغطية مصفوفة تكاليف التعويضات، بما فيها دفع الأجور غير المدفوعة ورسوم الاستخدام التي تم ابتزازها من مئات آلاف العمال، والتعويضات عن الإصابات والوفيات، يجب أن يدعم البرنامج المبادرات المتعلقة بحقوق العمال في المستقبل.

قد يعجبك ايضا