الأمم المتحدة: على الإسرائيليين والفلسطينيين خفض حدة التوتر في الضفة المحتلة

الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – أكد منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط على الحاجة الماسة إلى خطوات ملموسة من قبل الإسرائيليين والفلسطينيين لمعالجة الوضع على الأرض.

ودعا القيادات الإسرائيلية والفلسطينية إلى بذل الجهود لاستعادة الهدوء في خضم تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة.

وقدم تور وينسلاند إحاطة إلى مجلس الأمن أمس الجمعة بشأن تردي الوضع الأمني ​​في الضفة الغربية المحتلة.

وأشار إلى مقتل وجرح عدد كبير من الأشخاص، غالبيتهم من الفلسطينيين، في أعمال عنف يومية.

وحذر من أنه ما لم تتم معالجة القضايا السياسية الجوهرية، فإن عدم الثقة والعداء المتجذر سيستمران في النمو.

وقال إنه يرى بوضوح إحباط وغضب الفلسطينيين المتزايدين في مقابل عقود من الاحتلال الإسرائيلي.

وقال إن عقودا من العنف وما خلفته من خسائر لدى كلا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني تشكل كلها أرضا خصبة لهذه الديناميكية.

وأعرب تور وينسلاند عن قلقه إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك العدد الكبير من الفلسطينيين الذين قتلوا على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية والعديد من الهجمات المسلحة التي شنها فلسطينيون ضد إسرائيليين.

وجدد التأكيد على وجوب محاسبة مرتكبي جميع أعمال العنف، وضرورة أن تمارس قوات الأمن الإسرائيلية أقصى درجات ضبط النفس.

وطالب بعدم استخدام القوة المميتة إلا عندما يتعذر تجنب ذلك من أجل حماية الأرواح.

وأعرب عن جزعه إزاء استمرار وقوع الأطفال ضحايا للعنف، مشددا على ضرورة ألا يكون الأطفال أبدا أهدافا للعنف أو يتم تعريضهم للأذى.

وقال منسق عملية السلام إن الأمم المتحدة لا تزال منخرطة بفعالية مع جميع الأطراف ذات الصلة.

وأكد أن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم الفلسطينيين والإسرائيليين لحل النزاع من خلال إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين على أساس خطوط 1967.

وقد أجرى مناقشات في الأسابيع الأخيرة مع مسؤولين وفصائل فلسطينية في جميع أنحاء الضفة الغربية وغزة.

من جهة أخرى ناقش مجموعة من المسؤولين الإسرائيليين وأعضاء المجتمع الدولي لمعالجة هذا الوضع المتقلب.

قال وينسلاند: “كانت رسالتي واضحة: الأولوية الملحة هي العمل على تهدئة الوضع وعكس الاتجاهات السلبية على الأرض”.

وأضاف: “وسيتطلب ذلك إجراءات حازمة من كلا الطرفين، بدعم من المجتمع الدولي”.

كما ازدادت أعمال العنف والاستفزازات المرتبطة بالمستوطنين خلال الفترة المشمولة بالتقرير، مما ساهم في تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، وفقا للمنسق الأممي.

نظم المستوطنون العديد من المظاهرات في جميع أنحاء الضفة الغربية. حيث قام المتظاهرون في مناسبات عديدة بإغلاق الطرق الرئيسية وإلقاء الحجارة وإعاقة حركة السكان الفلسطينيين.

خلال الفترة المشمولة بالتقرير، هدمت السلطات الإسرائيلية أو استولت أو أجبرت أصحابها على هدم 38 مبنى مملوكا لفلسطينيين في المنطقة (ج) وثلاثة في القدس الشرقية، مما أدى إلى تهجير 81 فلسطينيا، من بينهم 26 امرأة و47 طفلا.

وقد نُفِّذت عمليات الهدم بسبب عدم وجود تصاريح بناء إسرائيلية، والتي يكاد يكون من المستحيل على الفلسطينيين الحصول عليها، حسبما أفاد تور وينسلاند.

ودعا السلطات الإسرائيلية إلى وقف تهجير وإخلاء الفلسطينيين والموافقة على خطط إضافية من شأنها أن تمكن الفلسطينيين من البناء بشكل قانوني وتلبية احتياجاتهم التنموية.

ورغم استمرار العنف في الضفة الغربية، أشار المنسق الأممي إلى “بعض التطورات الإيجابية”، من بينها توقيع 14 فصيلا فلسطينيا، بما في ذلك فتح وحماس، على إعلان الجزائر.

وقد وافقت الفصائل الفلسطينية على جملة من الأمور من بينها الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.

بالإضافة إلى إجراء انتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية والمجلس التشريعي الفلسطيني والمجلس الوطني الفلسطيني.

وضم صوته إلى الأمين العام في الترحيب بالاتفاق، مؤكدا على أهمية المصالحة الفلسطينية من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقرة سياسيا وقابلة للحياة اقتصاديا وذات سيادة ومستقلة.

السفير رياض منصور، مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة قال إن الفلسطينيين يختارون المسار السلمي.

وقال: “لكن إسرائيل استجابت بمزيد من العنف وبمزيد من الاستيطان وبمزيد من الضم وبمزيد من العدوان”، على حد تعبيره”.

ووجه سؤالا لأعضاء المجلس قائلا: “لقد خصصتم الكثير من الوقت والجهد والكثير من الموارد للنهوض بحل الدولتين فهل ستقفون وقفة المتفرج في حين تدمره إسرائيل؟”

وتابع قائلا: ” شعبنا ينظر من حوله ويرى مزيدا من المستوطنات ومزيدا من المستوطنين. شعبنا يرى الجدران والحصار والبيوت المدمرة والأسر المشردة. أينما يولوا وجوههم يرون الضم”.

وقال السفير رياض منصور إن الفلسطينيين يعرفون أن المجتمع الدولي يعترف بحقوقهم، “لكن الوقوف إلى جانبنا يعني أيضا التصدي للاحتلال”.

مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة، غلعاد إردان، قال إن السلام لا يتحقق إلا من خلال المفاوضات المباشرة ومن خلال التنازلات المتبادلة، “ولكن الفلسطينيين يرفضون ذلك،” على حد تعبيره.

وقال إن “الأمم المتحدة وهيئاتها والكثير من الدول الأعضاء يفضلون شيطنة إسرائيل وإلقاء اللائمة على جانب واحد”. واتهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالتحيز.

وأشار إلى أن المجلس “يرصد موارد غير متناسبة على نحو سخيف لإدانة إسرائيل فقط. وقد باتت إسرائيل بندا دائما على جدول أعمال هذا المجلس”، لضمان أن توفر كل جلسة فرصة لمهاجمة الدولة اليهودية.

وقال إن التقرير الذي تم تقديمه يوم أمس الخميس يثبت ما يقوم به مجلس حقوق الإنسان من مناهضة لإسرائيل، على حد تعبيره.

قد يعجبك ايضا