الأمم المتحدة تدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي المجاعة في مناطق شديدة الجوع
قال موظفو إغاثة أمميون، يوم الجمعة الماضي، إن الناس في أربع مناطق شديدة التأثر بالمجاعة -هي بوركينا فاسو ونيجيريا وجنوب السودان واليمن- يحتاجون إلى مساعدة عاجلة لتجنب مخاطر الانزلاق إلى المجاعة.
وحذرت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي، في بيان مشترك، من أن 16 دولة إضافية تواجه “حالة طوارئ غذائية رئيسية – أو سلسلة من حالات الطوارئ” خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة.
وعزت الوكالتان الأمميتان حالات الطوارئ هذه إلى الصراع طويل الأمد ونقص وصول المساعدات الإنسانية إلى المجتمعات المحتاجة، والظواهر المناخية المتطرفة والتداعيات الاقتصادية لجائحة كـوفيد-19.
وتشمل قائمة الدول المعرضة للخطر أفغانستان؛ وجمهورية أفريقيا الوسطى؛ وجمهورية الكونغو الديمقراطية التي يعاني فيها 22 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق في دولة واحدة؛ إضافة إلى هايتي وفنزويلا.
وخلال حديثها للصحفيين في جنيف، قالت كلوديا بو، كبيرة مستشاري الأمن الغذائي في برنامج الأغذية العالمي:
“ينتابنا القلق بشأن عشرين دولة تم تحديدها على أنها مناطق شديدة التأثر بالمجاعة. هذه البلدان لديها بالفعل مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي في عام 2020 … وتواجه الآن خطر حدوث مزيد من التدهور السريع خلال الأشهر المقبلة.”
من بين 20 منطقة شديدة التأثر، أضافت كلوديا بو أن “هناك أربع مناطق نشعر بالقلق من أنها قد تواجه خطرا متزايدا بشأن الوقوع في براثن المجاعة إذا تدهور الوضع أكثر خلال الأشهر المقبلة، وهي بوركينا فاسو، شمال شرق نيجيريا، جنوب السودان واليمن”.
وتأكيدا على مستوى الحاجة في البلدان الأفريقية الثلاثة، المشمولة ضمن الدول الأربع الأكثر عرضة لخطر المجاعة، أوضح المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، تومسون فيري، أن بوركينا فاسو تشهد تمردا في الجزء الشمالي من البلاد.
الأمر الذي ينطبق على شمال شرق نيجيريا وجنوب السودان، مشيرا إلى أن الصراع المستمر لعقود في هذه المناطق أفقد الناس أصولهم، وأفقدهم أيضا القدرة على التعامل مع أي صدمات.
وقد أظهرت بيانات أخرى تم تسجيلها في الفترة من آذار/مارس إلى أيلول/سبتمبر أنه في حين تم رفع القيود المتعلقة بكوفيد-19 في العديد من البلدان بشكل تدريجي، مما يسمح باستئناف النشاط الاقتصادي، فإن أكثر من 104 ملايين شخص في 27 دولة متأثرة بأزمات الغذاء العام الماضي، يواجهون الآن يواجهون أزمة غذائية.
في عام 2019، بلغ عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات مماثلة من انعدام الأمن الغذائي في هذه البلدان الـ 27 أكثر من 97 مليونا، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي.
وأشار لوكا روسو، كبير محللي الأزمات الغذائية في منظمة الفاو، إلى أن الهدف الرئيسي من التحذير هو تجنب وقوع كارثة إنسانية من خلال تحديد العوامل العديدة التي تسهم في حدوث المجاعة، وأي إجراءات محددة من شأنها أن تساعد المجتمعات الضعيفة أكثر من غيرها.
وقال إنه تم إعلان المجاعة في جنوب الصومال في شهر تموز/يوليو من عام 2011، لكن معظم الناس قد لقوا حتفهم بالفعل بحلول أيار/مايو من ذلك العام.
أما مدير الطوارئ والصمود في منظمة الأغذية والزراعة، دومينيك بيرجن، فقد دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة.
فيما حذرت مديرة الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، مارجوت فان دير فيلدين، من أن العالم يمر “بنقطة تحول كارثية”، مع خطر المجاعة الذي يلوح في أربعة أجزاء مختلفة من العالم في نفس الوقت.
تُعرَّف المجاعة بأنها أشد أنواع الجوع، وفقا لمقياس التصنيف المتكامل لمراحل لأمن الغذائي، والذي يستخدمه العاملون في المجال الإنساني لقياس مستويات الأمن الغذائي، حيث يتدرج المقياس من 1-5 درجات.
وفقا للتصنيف، يشير إعلان المجاعة (الدرجة الخامسة) فقط إلى المناطق التي تعاني فيها أسرة واحدة على الأقل من بين كل خمس أسر من الحرمان الشديد من الغذاء”، إضافة إلى المناطق التي تحدث فيها “الوفيات بصورة الكبيرة، بسبب الجوع أو التفاعل بين سوء التغذية والمرض”.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تحذر من مجاعة قادمة في اليمن، ومحادثات تبادل السجناء ستستأنف في جنيف