مركز حقوقي يستنكر صدور حكم بالسجن على أربعة من نشطاء الإنترنت في اليمن

الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – رحب مركز الخليج لحقوق الإنسان بإتمام اتفاقية تبادل الأسرى المبرمة في اليمن بين مختلف الأطراف والتي ستشهد إطلاق سراح أربعة صحفيين من بين مئات آخرين.

ودعا المركز جميع أطراف النزاع إلى إطلاق سراح جميع معتقلي الرأي وإجراء تبادل كامل. لجميع أسرى الحرب.

في الوقت نفسه، عبر مركز الخليج عن شعوره بالفزع من أن أربعة من نشطاء الإنترنت قد حكم عليهم بالسجن، من بين انتهاكات أخرى.

بتاريخ 21 مارس/آذار 2023، أصدرت المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة في العاصمة صنعاء أحكامها ضد أربعة من نشطاء الأنترنت السلميين.

حيث قضت بسجن أحمد يحيى علاو لمدة ثلاث سنوات، مصطفى محمد المومري لمدة سنة ونصف السنة، أحمد عبد الخالق حجر لمدة سنة، وحمود محمد المصباحي لمدة ستة أشهر.

قررت المحكمة ايضاً حذف قنواتهم على اليوتيوب وحساباتهم من مواقع التواصل الاجتماعي، ومصادرة عدد من المضبوطات التي تتضمن كاميرات وهواتف وحاسوب واحد.

تتضمن تهم الإدانة والتي وجههتها النيابة الجزائية المتخصصة ضد المومري وحجر وعلاو مايلي:

  • إذاعة أخبار وبيانات وإشاعات كاذية ومغرضة وإذاعتها في قنوات أنشأوها بأسمائهم على موقع اليوتيوب بقصد تكدير الأمن العام وإلحاق الضرر بالصالح العام.
  • تحريض الناس على الفوضى والخروج الى الشوارع واقتحام الوزارات وشل وظيفتها وعدم الانقياد للقوانين النافذة.

لقد تمت إدانة المصباحي بأنه قام زعماً بتنسيق محتويات الفيديوات التي قام بنشرها المومري.

يستمر جهاز الأمن والمخابرات في احتجاز المدافعة عن حقوق الإنسان ورئيسة منظمة الموئل للتنمية الحقوقية، فاطمة صالح العرولي، 35 سنة، تعسفياً ومنعها من الزيارات أو الاتصال بأسرتها.

أكد محامي حقوق الإنسان البارز عبد المجيد صبره في نداءٍ نشره على صفحته في الفيسبوك، أن شقيقها المواطن طارق صالح العرولي قد تم منعه من زيارتها من قبل ممثل النيابة الجزائية المتخصصة الذي لم يقم بمخاطبة إدارة السجن للسماح بإجراء هذه الزيارة بالرغم من صدور توجيه صريح من قبل رئيس النيابة الجزائية المتخصصة بالموافقة على إجرائها.

منذ اعتقالها في بتاريخ 14 أغسطس/آب 2022، لم يتم السماح لها بمقابلة افراد أسرتها أو الاتصال بهم في انتهاكٍ صارخ للقوانين المحلية والقوانين الدولية.

بتاريخ 23 مارس/آذار 2023، كتبت الدكتورة إلهام المتوكل على صفحتها في الفيسبوك ما يلي:

حين سمعت بالاتفاق الاخير على صفقة تبادل الأسرى، خفق قلبي المريض فرحاً وأملاً أني أخيراً قد أرى زوجي الأسير لدى السعودية منذ 6 سنوات، رجوت قلبي أن يصمد ثلاثة أسابيع أخرى حتى يتم ذلك اللقاء واطمئن أنى تركت أولادي في كنف والدهم.

وأضافت بقولها:

لكن الخبر وقع علي وعلى أسرتي كالصاعقة حين سمعنا أن الصفقة لا تشمل الدكتور مصطفى المتوكل.” وكتبت موضحة، “منذ اعتقال زوجي وأنا أوجه اللوم لخاطفيه في مدينة مأرب والسعودية، واطالبهم بالإفراج عنه دون قيد أو شرط لأنه انسان مدني لم يؤذ أحداً ولم يرتكب أي جريمة، وكانت كل جريمته هي لقبه.” وختمت بقولها، “لكني اليوم ولأول مرة سأوجه عتابي لأنصار الله (جماعة الحوثيين)، الذين وعدونا بأنه سيكون ضمن قائمة كشوفات التبادل، ولكن النتيجة اليوم لا تقول شيئاً سوى أنهم خذلونا.

بتاريخ 27 مارس/آذار 2023، توفت الدكتورة المتوكل، استاذة القانون المشارك بجامعة صنعاء، دون أن يتحقق حلمها في جمع شملها مع زوجها المختطف الدكتور مصطفي المتوكل.

تم اعتقال أستاذ الاقتصاد في جامعة صنعاء الدكتور مصطفى المتوكل، 67 سنة، بتاريخ 27 أبريل/ نيسان 2017، من قبل قوات تابعة للحكومة اليمنية التي ترعاها السعودية بتقطة تفتيش الفلج بمحافظة مأرب، شمال شرقي صنعاء، بينما كان في حافلة أثناء عودته الى صنعاء بعد وصوله عبر مطار سيئون بحضرموت قادما من المغرب بعد حضوره مؤتمراً علمياً هناك.

تم السماح له بإجراء مكالمة وحيدة مع زوجته في يوم اعتقاله، حيث ظل محتجزاً بمعزل عن العالم الخارجي حتى يومنا هذا، دون أن يُسمح له بتوكيل محام ٍأوالاتصال بايٍ من افراد اسرته.

هناك تقارير محلية ذكرت أنه تم تسليمه إلى السطات السعودية التي قامت باحتجازه في سجونها.

بتاريخ 19 مارس/آذار 2023، أعلنت إدارة أمن محافظة إب الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين عن مقتل ناشط الإنترنت حمدي عبد الرزاق الخولاني (المكحل) أثناء احتجازه بعد محاولته حسب ادعائها الهروب من إحدى نوافذ المبنى.

تم استدعائه قبل أيام للتحقيق فتم احتجازه، بعد انتقاده حكومة الأمر الواقع، جماعة الحوثيين، على قناته في اليوتيوب.

لقد سبق وأن تعرض للتحقيق والاعتقال والتهديدات بسبب نشاطاته السلمية على الإنترنت.

إجراء عملية تبادل الاسرى

بتاريخ 21 مارس/آذار 2023، أعلن رئيس اللجنة الوطنية للأسرى عبدالقادر المرتضى، التابعة لجماعة الحوثيين، أن الصليب الأحمر سيتولى في غضون ثلاثة اسابيع تنفيذ عملية تبادل للأسرى تشمل الإفراج عن 181 محتجزا، بينهم 15 سعوديا و3 سودانيين، مقابل 706 سجناء من جماعة الحوثيين ستفرج عنهم الحكومة اليمنية التي تدعمها السعودية.

أكدت تقارير موثوقة استلمها مركز الخليج لحقوق الإنسان أن الصحفيين الأربعة عبدالخالق أحمد عمران، أكرم صالح الوليدي، الحارث صالح حامد، و توفيق محمد المنصوري، الذين تم الحكم عليهم بالإعدام سيتم شمولهم بإتفاقية التبادل هذه.

رحب مركز الخليج لحقوق الإنسان باتفاقية تبادل الأسرى ودعا كل أطراف النزاع في اليمن إلى إطلاق سراح جميع سجناء الرأي وإجراء تبادل كامل لجميع أسرى الحرب.

دعا مركز الخليج لحقوق الإنسان كذلك حكومة الأمر الواقع في صنعاء، جماعة الحوثيين، والحكومة اليمنية التي تدعمها السعودية وبقية أطراف النزاع في اليمن إلى:

  1. الإفراج الفوري وغير المشروط عن نشطاء الإنترنت الأربعة وهم أحمد يحيى علاو، مصطفى محمد المومري، أحمد عبد الخالق حجر، وحمود محمد المصباحي بعد إلغاء الأحكام الصادرة بحقهم.
  2. الإفراج الفوري وغير المشروط عن مدافعة حقوق الإنسان فاطمة صالح العرولي.
  3. بذل الجهود بشكل فوري وغير مشروط لضمان الإفراج عن الدكتور مصطفى المتوكل.
  4. إجراء تحقيق مستقل شامل وشامل في وفاة حمدي عبد الرزاق الخولاني (المكحل) في السجن، وتقديم المسؤولين إلى العدالة.
  5. احترام حرية التعبير وحرية الصحافة والسماح للصحفيين بأداء عملهم.
  6. تنفيذ قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء (قواعد نيلسون مانديلا) وخاصة القاعدة الخامسة (1) التي تنص على أن “نظام السجون يجب أن يسعى لتقليل الفروق بين السجن والحياة الحرة”.
قد يعجبك ايضا