تأكيد أممي على الحل لإنهاء معاناة السوريين بعد 12 عاما
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – بعد مرور 12 سنة على اندلاع الحرب في سوريا جاء الزلزال ليفاقم معاناة السوريين الإنسانية ويترك أكثر من 15 مليون شخص(70 % من السكان) بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
وحذرت الأمم المتحدة من استمرار معاناة السوريين ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي شامل يعيد سيادة سوريا ووحدة أراضيها ويُمكّن الشعب السوري من العيش بكرامة ورسم مستقبله.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا، غير بيدرسون في بيان بمناسبة الذكرى السنوية للنزاع السوري إن: “الوضع الراهن في سوريا أصبح يفوق الاحتمال، والاستمرار بنفس الاسلوب يجافي الانسانية والمنطق”.
وأضاف: “لقد كانت التحديات التي واجهت عمليات الاستجابة للزلازل الكارثية بمثابة تذكير صارخ بأن الوضع الراهن غير قابل للاستدامة ولا يمكن القبول به”.
وشدد على أن واجبنا الإنساني الجماعي يحتم علينا عدم تسييس جهود الإغاثة في أعقاب الزلازل، “فنحن بحاجة إلى الوصول، عبر جميع الوسائل؛ وبحاجة إلى موارد سخية وبحاجة إلى هدوء مستمر”.
وأكد غير بيدرسون على ضرورة عدم حصر جهودنا الجماعية في الاستجابة الإنسانية فقط. وأشار إلى أن سوريا تعاني من التدمير والانقسام والفقر، والصراع المستمر، وتتعرض وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها للخطر.
وأضاف: “قد يشكل الزلزال الذي ضرب سوريا نقطة فاصلة. لقد اتخذت جميع الأطراف في الأسابيع الماضية خطوات إنسانية تجاوزت المواقف التقليدية، ولو بشكل مؤقت”.
وتابع بيدرسون بقوله: “نحن نسعى لتطبيق نفس المنطق على الصعيد السياسي، لإيجاد سبيل للمضي قدما نحو حل شامل للصراع يطالب به السوريون ويستحقونه”.
ولا تزال سوریا واحدة من أكثر حالات الطوارئ الإنسانية والحمایة تعقیدا في العالم، حیث یقدر عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانیة ھذا العام بنحو 15.3 ملیون شخص في جمیع أنحاء البلاد؛ وھو أكبر عدد للمحتاجین منذ بدایة الصراع.
هذا ما أكده بيان مشترك صادر عن المصطفى بن المليح، القائم بأعمال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، والمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، مهند هادي.
ولا تزال سوريا كذلك واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم، حیث نزح 6.8 ملیون شخص عدة مرات داخل البلاد، ویعیش حالیا أكثر من 6.6 ملیون سوري لاجئین خارج البلاد.
وأشار المسؤولان الأمميان إلى أن الزلزال فاقم المعاناة الناجمة عن انھیار الخدمات الأساسیة وتفشي الكولیرا المستمر وزیادة أسعار الغذاء والطاقة والأزمة الاقتصادیة
وأردف بيدرسون قائلاً: “مع ذلك، فإن المساعدة الإنسانیة لیست كافیة ولیست مستدامة، فیجب أن یكون ھناك حل دائم وشامل لإنھاء الصراع في سوريا”.
ودعا المسؤولان جمیع الأطراف المعنیة إلى إظھار التصمیم على مواصلة السعي لتحقیق سلام دائم للناس في سوریا لإعادة بناء حیاتھم المدمرة.
على صعيد ذي صلة، حذرت اليونيسف من أزمة تغذية تلوح في الأفق للأطفال في سوريا بعد 12 عاماً من النزاع والزلازل المميتة.
وأفادت المنظمة باستمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال.
“منذ بداية النزاع، قُتل أو جُرح حوالي 13 ألف طفل في سوريا، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة. لا يزال الأطفال يعيشون في خوف من الهجمات والنزوح ومستويات سوء التغذية الآخذة في الارتفاع”.
وفقاً للتقديرات، فإن أكثر من 609,900 طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم في سوريا. وينجم التقزم عن نقص التغذية
المزمن ويسبب أضرارا بدنية وعقلية للأطفال لا يمكن التعافي منها. ويؤثر ذلك على قدرتهم على التعلم وإنتاجيتهم في مرحلة البلوغ.
كما أن سوء التغذية الحاد بين الأطفال في ارتفاع مستمر. فقد ارتفع عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-59 شهرا الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم بنسبة 48 في المائة من عام 2021 إلى 2022، وفقا لليونيسف.
وقالت أديل خُضُر، المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “لا يمكن لأطفال سوريا الانتظار أكثر من ذلك”.
وأضافت: “بعد سنوات من النزاع، وزلزالين كارثيين، أصبح مستقبل ملايين الأطفال في خطر. إنها مسؤوليتنا جميعاً أن نؤكد للأطفال أن مستقبلهم هو أولويتنا”.
وشددت المسؤولة الأممية على ضرورة “أن نستجيب لاحتياجات الأطفال أينما كانوا في جميع أنحاء سوريا وأن ندعم الأنظمة التي تقوم عليها الخدمات الأساسية التي يحتاجونها بشدة”.