مستقبل الطلبة الفلسطينيون في لبنان مرهون بمرسوم متأخر للسماح لهم بالتسجيل

ككلّ عام، يتأخر وزير التربية والتعليم العالي، أيًّا كان اسمه أو تياره السياسي، بإصدار قرار يسمح بتسجيل الطلبة الفلسطينيين بالمدارس الرسمية اللبنانية.

صورة ذاك القرار يأتي على شاكلة، إصدار مرسوم تسجيل الطلبة في المدارس، فيتغاضى الوزير عن ذكر كلمة فلسطينيين في قراره، فيتخبط أو يتعنت مدراء المدارس في تسجيل الطلبة الفلسطينيين في مدارسهم.

وكان قد جاء في مرسوم وزير التربية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال، طارق المجذوب، أنّالأحقية في التسجيل للطلاب اللبنانيين ومن ثمّ مكتومي القيد من أصول لبنانية والتلاميذ من أم لبنانية“، متجاهلًا ذكر الفلسطينيين وحقهم في الالتحاق بالمدارس الحكومية.

وبعد مماطلة ومطالبات واتصالات امتدت لأشهر، قرر الوزير المجذوب إصدار مرسوم جديد يقضيبقبول تسجيل التلامذة غير اللبنانيين في المدارس والثانويات الرسمية في الصفوف القائمة أصلًا، وفي ضوء القدرة الاستيعابية“.

وأوضح المرسوم، “تسجيل الطلبة الفلسطينيين المقيمين في لبنان، منذ ما قبل الأزمة السورية، الذين لا تتوافر مدارس للأونروا في نطاقهم الجغرافي لإقامتهم، ومن غير الذين تابعوا الدراسة العام الماضي في مدارس الأونروا“.

مدير مكتب خدمات الطلبة الفلسطينيين في لبنان، عاصف موسى، قال: “هي قضية متجددة وسيف مسلط على رقاب الطلبة الفلسطينيين، بسبب تأخر وزارة التربية، بإصدار قرار ينص على استقبال الطلبة الفلسطينيين“.

وتابع موسى خلال حديثه معقدس برس“، “هذا العام أيضًا صدر القرار متأخرًا، ونتيجة للأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بلبنان، والهجرة الكبيرة للطلبة من المدارس الخاصة إلى المدارس الرسمية رخيصة التكلفة، تأخر الفلسطينيون بالتسجيل، ما تسبب بفقدانهم لمقاعدهم“.

وعدّد موسى، بعض المدارس التي امتنعت عن التسجيل، من بينهامدرسة العمانية الرسمية في مدينة صيدا، والتي فقد 400 طالب فلسطيني مقاعدهم، ومدرسة معروف سعد الرسمية، التي فقدَ نصف طلابها الفلسطينيين لمقاعدهم“.

وهنا وضع موسى، “علامة استفهام على هذه السلوكيات“، وعدّهاهجمة على الطالب الفلسطيني“.

بدوره، حذر اللقاء التشاوري في مدينة صيدا من خطورة عدم قبول الطلاب الفلسطينيين في المدارس الحكومية، “الأمر الذي سيزيد من الضغوطات النفسية والمالية على الأهالي والطلاب ذاتهم“.

وفي بيان صادر عن اللقاء، حصلتقدس برسعلى نسخة عنه، فإنّعدم تسجيل الطلاب سيزيد من معاناة الطالب الفلسطيني في إيجاد مقعد دراسي، مما سيؤدي إلى زيادة نسبة التسرب المدرسي، وبالتالي ضياع مستقبل آلاف الطلاب“.

وأشار البيان إلىاتفاق تم التوصل إليه لتصعيد التحركات لتشمل الأصعدة السياسية والشعبية والإعلامية“، مشددين علىضرورة تحرك الأونروا والضغط لتسجيلهم“.

وأكدوا على أن نقل الطلاب سيؤدي إلى مضاعفات نفسية لدى الطالب وأهله، كما وسيزيد الأعباء على صفوف مدارس الأونروا المكتظة أصلًا.

 

اقرأ أيضاً: الدواء، البنزين، الخبز، احتكار التجار.. أزمات متجددة في لبنان

قد يعجبك ايضا