مركز الخليج يطالب بالإفراج عن الممثلتيْن اليمنيين انتصار الحمادي وزميلتها
ناشد مركز الخليج لحقوق الإنسان وصندوق التمويل الطارئ، حكومة الأمر الواقع في صنعاء، جماعة الحوثيين، للإفراج الفوري وغير المشروط عن ممثلتين من سجنٍ في العاصمة اليمنية صنعاء.
إن إحداهما، الممثلة وعارضة الأزياء “انتصار الحمادي” والممثلة الأخرى التي لا ترغب في الكشف عن اسمها.
في 20 فبراير/شباط 2021، اعتقل حوثيون بملابس مدنية الممثلتيْن دون مذكرة توقيف على حاجز في منطقة شملان، غربي صنعاء، واحتجزوهما بمعزل عن العالم الخارجي.
بعد إطلاق حملة تويتر واسعة النطاق (#الحرية_لانتصار_الحمادي)، أحال الحوثيون قضيتها للتحقيق في أبريل/نيسان.
تم استجواب المرأتيْن من قبل النيابة العامة في 18 أبريل/نيسان 2021. التقت “الحمادي” بمحاميها “خالد الكمال” لأول مرة في 21 أبريل 2021، وكانت معها زميلتها التي كان محاميها حاضراً أيضاً، تم التحقيق معهما من قبل عضو النيابة العامة والمحقق الرئيسي “رياض الإرياني”.
لقد كان مقتنعاً بعدم وجود تهم حقيقية ضدهم وأمر بالإفراج عنهم، مما أدى إلى إقالته من القضية.
وبدلاً من إحالة مذكرة الإفراج عنهم إلى رئيس النيابة، وفق الإجراءات القانونية، قام وكيل النيابة بتحويل المذكرة إلى عضو نيابة آخر هو “عادل الضاعني”، الذي أوقف إطلاق سراح المرأتين.
لقد ُوجهت تهم حيازة المخدرات والدعارة إلى النساء رغم عدم وجود أدلة. لم يكن معهم أي مواد ممنوعة عندما تم القبض عليهم في شارع ٍ عام، ولم يكونوا في مكان تجريم. إن هذا يدل على أن النيابة العامة اختلقت ضدهم اتهامات باطلة.
الممثلتان محتجزتان الآن في قسم النساء في سجن صنعاء المركزي حيث تتعرضان لمعاملة سيئة للغاية بما في ذلك التحرش اللفظي بالكلمات البذيئة.
تقدمت “الحمادي” وزميلتها بشكوى ضد محققي الأجهزة الأمنية، حيث تم استجوابهن معصوبات الأعين، قبل اجبارهن على وضع بصمتهن في محاضر تحقيق جاهزة.
كما كشفت تحقيقات النيابة، ان “الحمادي”، وزميلتها نقلن بعد احتجازهن، الى جهة امنية، حيث امضيا هناك أكثر من عشرة ايام، تعرضن فيها للتعذيب والتحقيقات الليلية، فضلا عن حرمانهن من الطعام والشراب.
بتاريخ 05 مايو/أيار 2021، أمر عضو النيابة العامة الضاعني بخضوع “الحمادي” وزميلتها لفحص طبي يتضمن فحصاً للعذرية، خلافًا للقانون والدستور.
إن هذا يعد تعسفاً وينتهك كرامتهم وحقوقهم الإنسانية. في 10 مايو/أيار 2021، خلال مكالمة هاتفية، أخبرت “الحمادي” محاميها أنها وزميلتها سترفضان الخضوع لهذا الفحص.
أمرت النيابة العامة بحظر النشر عن القضية، وهو القرار الذي انتقده المحامي، واصفة إياه بأنها غير قانوني. وفي 05 مايو/أيار2021، كتب “الكمال” صفحته في الفيسبوك تعليقاً ورد فيه، “أتمنى عدم تسيّس القضيةـ موكلتي في حالة سيئة ولا تتوقف عن البكاء واسال الله ان يفرج عنها.”
من ضمن المخالفات القانونية بعد اعتقال “الحمادي” وزميلتها بمنطقة شملان، حصلت التحقيقات الأولية وجمع الاستدلالات في قسم مكافحة المخدرات بمركز البحث الجنائي في محافظة صنعاء بالرغم من ان منطقة شملان ليست من اختصاص هذا المركز. بهذا تكون جميع التحقيقات حسب القانون باطلة ببطلان الاختصاص المكاني.
إن تمديد حبسهم لمدة 45 يومًا عن طريق المراسلات الورقية دون عرضهم شخصيًا على رئيس محكمة الاستئناف، وفقاً للإجراءات القانونية المعمول بها، هو انتهاك آخر للإجراءات القانونية الواجبة.
تبلغ “الحمادي” من العمر 20 سنة، من أب يمني وأم اثيوبية، اشتهرت بترويجها للأزياء اليمنية الفلكلورية، وأدت عدداً من الأدوار التمثيلية التي عكست موهبتها، كان اخرها في مسلسلي “سد الغريب” و”غربة البن” خلال شهر رمضان من السنة الماضية. لقد تعرضت للعنصرية وادينت بسبب مهنتها. الممثلة الأخرى هي من أب يمني وأم سورية.
لقد تم تهديد المحامي “الكامل” لدفاعه عن “الحمادي”. أصدرت نقابة المحامين اليمنيين بيانا في 02 مايو/ايار 2021 أفادت فيه أن مسلحاً بملابس مدنية هدد “الكمال” في 27 أبريل 2021 أمام منزله، مطالبا إياه بترك القضية نهائياً.
صرح المحامي والمستشار القانوني “خالد الكامل” لمركز الخليج لحقوق الإنسان بما يلي، “إن النيابة العامة تحاول إلصاق أية تهمة بموكلتي انتصار الحمادي وزميلتها”.
وأضاف الكامل: “هناك تعسف واضح بسبب عدم تمكيني من استلام ملف القضية لحد الآن وهذا انتهاك صارخ لحقوق الدفاع عنها ويمنع تحضير دفاعي عنها وهو بلا شك خلاف القانون.”
أدان مركز الخليج لحقوق الإنسان وصندوق التمويل الطارئ، بشدة الاعتقال والاحتجاز التعسفيين للممثلة “انتصار الحمادي” وزميلتها، دون أية مسوغ قانوني، حيث لم يرتكبن أي جريمة بموجب القانون، وما جرى هو انتهاك صارخ لحقوقهن المدنية والإنسانية.
طالب مركز الخليج لحقوق الإنسان وصندوق التحرك العاجل لحقوق النساء، حكومة الأمر الواقع في صنعاء، جماعة الحوثيين، إطلاق سراح المرأتين دون قيد أو شرط. كذلك.
دعا مركز الخليج السلطات إلى الاحترام الكامل لحقوق المرأة في العيش دون قيود على أساس جنسها. وأخيراً دعا المركز جماعة الحوثيين إلى وقف الاعتداءات على المحامي “خالد الكمال” والسماح له بممارسة عمله بحرية.
اقرأ أيضاً: تقرير للأورومتوسطي يوثق معاناة الأسرى المحررين من سجون الحوثي في اليمن