عقوبات بالسجن ذات دوافع سياسية بحق العشرات من الفلسطينيين والأردنيين
أدانت منظمة القسط لحقوق الإنسان الأحكام التي أصدرتها المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض في 8 أغسطس 2021 ضد مجموعة من الفلسطينيين والأردنيين مرتبطين بالقضية الفلسطينية
حيث حكمت المحكمة بالسجن على المتهمين بأحكام تتراوح بين ستة أشهر و 22 سنة في محاكمة جماعية لا تستوفي أيًّا من الضمانات الدولية للمحاكمة العادلة.
وأكدت القسط أن من بين المحكومين القيادي الفلسطيني البالغ من العمر 84 عامًا “محمد صالح الخضري” الذي حكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة، نصفها مع وقف التنفيذ.
وأكدت القسط أيضاً أن المحكمة حكمت على “هاني الخضري” ابن القيادي “محمد الخضري” بالسجن لمدة 3 سنوات. فيما حكم على عدد قليل منه المتهمين بالبراءة. هذه الأحكام أولية ويمكن استئنافها في غضون 30 يومًا.
أغلب التهم كانت تتمحور حول الانضمام لحركة حماس وحركة الإخوان المسلمين وجمع التبرعات لفلسطين، واستخدام الشبكة العنكبوتية في الكتابة حول حركة الإخوان المسلمين.
الأحكام على خلفية دعاوى وجهها الادعاء العام استنادًا إلى نظامي مكافحة الإرهاب والجرائم المعلوماتية رغم أن لائحة الدعاوى لا تتضمن أفعالًا أو ممارسات يمكن وصفها بالعنف أو الإرهاب، بل أغلبها متعلق بالعضوية في الجماعة الفلسطينية حماس أو في الإخوان المسلمين أو دعمهما.
وبعضها الأحكام متعلق بجمع التبرعات لفلسطين، ليتماشى مع توجه السلطات من توظيف للمواد الفضفاضة للنظامين لقمع الحريات الأساسية في البلاد.
يذكر أن المجموعة مثلت أمام القضائية المتخصصة لأول مرة في 8 مارس 2020 في جلسة جماعية لا تستوفي أيًّا من الضمانات الدولية للمحاكمة العادلة، فلم يسمح لذويهم أو للمراقبين الدوليين من السفارات بحضورها، ولم يسمح لهم بتوكيل محامين مستقلين.
وأكدت القسط أن المتهمون تعرضوا إلى عدد من الانتهاكات أثناء اعتقالهم الجماعي في مطلع 2019، منها الإخفاء القسري لعدة أشهر، ومدد طويلة في الحجز الانفرادي، والتعذيب.
وقالت المنظمة أن العديد منهم يعاني من حالات صحية حرجة، مثل “محمد صالح الخضري” الذي كان يتلقى علاجًا للسرطان ما بعد الجراحة وقت اعتقاله في أبريل 2019، وقد حرم من الرعاية الصحية اللائقة في السجن.
وأعلنت عائلة الخضري عن قلقةها على وضع ابنهم وتعتقد أن حياته في خطر بسبب الإهمال الطبي الذي سبق وأن عانى منه عدد من المعتقلين داخل سجون السلطات السعودية.
في الوقت الحالي، ابن “محمد الخضري”، “هاني”، والذي كذلك في المعتقل، يعاني من حصوة في المرارة تتطلب تدخل جراحي عاجل قبل أن تسوء حالته الصحية، وقبل أن ينتشر المرض وينتقل إلى الحالب.
وغيره من المعتقلين الذين يعانون من حالات مزمنة مثل التهاب الكبد، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والتهاب المفاصل دون أن يتلقوا الرعاية الصحية الضرورية.
علق المدير التنفيذي المكلف للقسط نبهان الحنشي: “لقد صدرت هذه الأحكام في محاكمة جماعية مخزية، بتهم من الواضح جدا أنها ذات دوافع سياسية.
لقد وضعت السلطات السعودية هؤلاء الضحايا تحت محنة السجن القاسية لأكثر من عامين. وتجاهلوا بطريقة فجّة وضعهم الصحّي والنفسي في المعتقل. أنه من الضروري أن تُسقط عنهم التهم ويطلق سراحهم فوراً”.
دعت القسط السلطات السعودية للإفراج عن هؤلاء المعتقلين وإسقاط كافة التهم عنهم والتحقيق في الانتهاكات التي تعرضوا لها أثناء الاحتجاز.
وكذلك حملت القسط السلطات السعودية مسؤولية صحة وسلامة المعتقلين وعليها أن توفر لهم الرعاية الطبية التي يحتاجونها.
اقرأ أيضاً: سكاي لاين تدعو السلطات السعودية لمراجعة أحكام بحق معتقلين فلسطينيين وأردنيين