إصابة صحفيين فلسطينيين برصاص إسرائيلي امتداد لقمع ممنهج ضد العمل الصحفي
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – أدانت منظمة سكاي لاين الدولية لحقوق الإنسان، استمرار قوات الجيش الإسرائيلي في استهداف صحفيين خلال تغطيتهم الميدانية للأحداث في الضفة الغربية، مشددة على أن تلك الممارسات تنتهك بشكل غير مقبول القواعد القانونية التي كفلت الحماية الخاصة للطواقم الصحفية.
وقالت المنظمة في بيان صدر عنها اليوم الخميس، أن الصحفي “ناصر اشتية”، مصور وكالة اسيوشيتد برس، أصيب بعيار ناري في فخذه الأيسر، في حين أُصيب الصحفي “حسن قمحية”، بعيار ناري في ساقه اليمنى، جراء تعرضهما لإطلاق نار قوات الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس الموافق 12 يناير/كانون الثاني، خلال عملهما في تغطية اقتحام تلك القوات البلدة القديمة من نابلس، شمال الضفة الغربية.
كما أصيب 8 مواطنين فلسطينيين جراء إطلاق النار المفرط للقوة من الجيش الإسرائيلي.
وأشارت “سكاي لاين” إلى أن هذا الاستهداف المتعمد يأتي بالتوازي مع تصاعد الانتهاكات المرتكبة ضد الصحفيين الفلسطينيين من الجيش الإسرائيلي، الذي يأخذ منحنىً تصاعدي كبير منذ العام الماضي.
ولفتت المنظمة إلى ما وثقته نقابة الصحفيين الفلسطينيين من انتهاكات عام 2022، منها رصد 90 جريمة وانتهاك من السلطات الإسرائيلية تسببت بأضرار جسيمة كان أبرزها مقتل الصحفية “شيرين أبو عاقلة” مراسلة قناة الجزيرة وكذلك مقتل الصحفية “غفران وراسنة” العاملة في احدى الإذاعات المحلية.
وأكدت نقابة الصحفيين في بيانها على أن “52 رصاصة أصابت أجساد الصحفيين بالميدان من الجيش الإسرائيلي الذي تعمد ذلك عبر بنادقه التي أطلقت رصاصا متنوعا منه الرصاص الحي والرصاص المعدني والرصاص المطاطي والرصاص البلاستيكي، كما أن ثلاثة صحفيين أصيبوا بشظايا الصواريخ في قطاع غزة”.
ونبهت النقابة إلى أن الشكل الأوسع ضرارا هو “احتجاز الطواقم ومنعها من العمل والذي وصل لـ 316 واقعة”، في حين وصل عدد المتضررين من الإصابات المباشرة بقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والمياه العادمة الى 95 حالة صحفية تعرضت للإصابة بالجسد، يضاف لها 68 حالة تعرضت للاختناق نتيجة استنشاق الغاز السام المسيل للدموع.
كما وثقت نقابة الصحفيين تعرض 117 صحفيا وصحفية للاعتداء الجسدي من القوات الإسرائيلية إن كان بالعصي، أو التروس، أو بأعقاب البنادق، أو بقبضات الأيدي، أو بالركل بالأقدام.
كما وثقت 40 حالة اعتقال لصحفيين بقي منهم حوالي 17 في السجون الإسرائيلية، وعرض 58 صحفيا على محاكم عسكرية جائرة فرضت على البعض منهم السجن وكذلك الغرامات المالية العقابية دون وجه حق.
وأكدت منظمة “سكاي لاين” أن هذه الأرقام الصادمة لحجم الانتهاكات، تأتي نتيجة حالة الصمت التي يمارسها المجتمع الدولي، بما في ذلك المؤسسات الدولية ذات العلاقة بحرية العمل الصحفي، وهو ما يشجع إسرائيل على الاستمرار في اقتراف الانتهاكات بحق العمل الصحفي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشددت على أن الدور السلبي للمجتمع الدولي تجاه ممارسات الأجهزة الإسرائيلية بحق حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي –لا سيما الاعتداء على الصحفيين- واستمرار سياسة الإفلات من العقاب، شكّل غطاءً ضمنيًا لاستمرار إسرائيل في انتهاكاتها.
وذلك دون أي اعتبار للمخالفات القانونية الصارخة لقواعد القانون الدولي الذي حرية الرأي والتعبير وحماية الصحفيين من الملاحقة والاعتداء.
وطالبت منظمة سكاي لاين الحقوقية في نهاية بيانها السلطات الإسرائيلية بضرورة وقف اعتداءاتها المستمرة على الصحفيين الفلسطينيين، وضمان احترام عمل الطواقم الصحفية أثناء قيامها بأداء عملها في نقل وتغطية الأحداث في الأراضي الفلسطينية.