سوريا: “قانون تنظيم الإعلام الإلكتروني” أداة النظام السوري في إسكات منتقديه

عبرت منظمة سكاي لاين الدولية عن قلقها البالغ جراء تصاعد عمليات التوقيف والإعتقال التي تقوم بها الأجهزة الأمنية السورية، والتي كان آخرها إحتجاز الإعلامية العاملة بالتلفزيون السوري “هالة الجرف”.

ودعت “سكاي لاين” السلطات إلى ضرورة الإفراج الفوري عنها وعن النشطاء الذين يتم توقيفهم إستنادًأ لقانون تنظيم الإعلام الإلكتروني الذي تتخذه السلطات كذريعة في إنتهاكاتها المتواصلة بحق الإعلاميين ونشطاء مواقع التواصل الإجتماعي.

وأشارت “سكاي لاين” في بيان صدر عنها الأحد أن عناصر من فرع “الأمن الجنائي” بالعاصمة دمشق قاموا بإعتقال “الجرف” بتاريخ 23يناير/ كانون الثاني وذلك بعد يوم واحد فقط على نشرها على حسابها في فيسبوك منشورًا قالت فيه “ليكن شعارك للمرحلة القادمة (خليك بالبيت) والتزم الصمت المطبق”.

إضافة للعديد من المنشورات التي تتحدث عن الوضع المعيشي السيء الذي تعاني منه المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.

وأكدت المنظمة الدولية على عدم صدور أي تعليق رسمي من السلطات الأمنية في دمشق أو من قبل وزارة الإعلام بشأن حادثة اعتقال الجرف.

غير أن رئيس إتحاد الصحفيين التابع للنظام السوري، “موسى عبد النور” أكد في تصريحاته لبعض المواقع المحلية يوم الثلاثاء خبر توقيف الإعلامية “الجرف”، حيث قال بأن اعتقالها جاء من قبل “فرع مكافحة الجرائم الالكترونية” التابع للأمن الجنائي بدمشق.

وأضاف “عبد النور” في تصريحاته ” بأن الجرف تجاوزت محظورات النشر، وارتكبت مخالفة فيما يتعلق بالنشر الإعلامي على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وأشار إلى أن “هذا ما تم إبلاغهم به كاتحاد من قبل الجهات المعنية وفرع مكافحة الجريمة الالكترونية وأن إجراء إجراء التوقيف تم وفق الأصول القانونية، بناء على مخالفة “الجرف” الواضحة لقانون النشر الإلكتروني”. حسب ما صرح به.

من جانبها قالت سكاي لاين بأن حادثة توقيف الإعلامية السورية “الجرف” ليست الأولى من جانب الأفرع الأمنية التابعة للنظام، فقد سبقتها عدة حوادث مشابهة في السنوات الماضية، أبرزها في يناير 2019.

عندما قامت قوات الأمن السورية بإعتقال الإعلامي “وسام الطير” مدير موقع وصفحة “دمشق الآن” الإخبارية، بعد أن داهمت دورية أمنية مكتبه، وصادرت معداته.

كما قامت القوات الأمنية في أيلول/سبتمبر الماضي، إعتقال الصحفي “كنان وقاف” على خلفية نشره مقالاً عن الفساد في قطاع الطاقة بجريدة الوحدة اليومية، ليُطلق سراحه بعدها بأيام قليلة بعد تدخل وزير الاعلام عماد سارة.

وانتقدت سكاي لاين من جانبها قانون “تنظيم الإعلامي الإلكتروني” رقم 26 الصادر عام 2011 مؤكدة بأن الهدف من إقرار هذا القانون هو إضفاء الشرعية على ممارسات الأجهزة الأمنية في ملاحقتها للنشطاء والإعلامين.

وأكدت على أن نصوص القانون مبهمة وغير محددة المعنى الأمر الذي يعني إعطاء صلاحيات واسعة للأجهزة الأمنية والحكومية في الرقابة على المحتوى الرقمي لا سيما مواقع التواصل الإجتماعي ، إضافة للسلطات الواسعة للأجهزة التنفيذية لا سيما الأمنية في توقيف وإحتجاز الأفراد بحجة تهديد أمن الوطن والنيل من وحدته وبث الأخبار الكاذبة والتعامل مع جهات أجنبية.

شددت المنظمة الدولية على أن ممارسات الأجهزة الأمنية والنظام السوري المتمثلة في توقيف النشطاء وإحتجازهم والتحقيق معهم تخالف المبادئ الأساسية التي كفلها القانون الدولي في الحق في حرية الرأي والتعبير لا سيما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية اللذان أكدا في المادة 19 منهما على:

  1. لكل إنسان الحق في اعتناق آراء دون مضايقة.
  2. لكل إنسان الحق في حرية التعبير.

ويشمل هذا الحق حريته في التماس وتلقي ونقل المعلومات والأفكار من جميع الأنواع، دونما اعتبار للحدود، سواء بالقول أو الكتابة أو بالطباعة أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها “.

ونوهت المنظمة الدولية إلى أن تصاعد عمليات الإعتقال بحق النشطاء والإعلاميين السوريين بما فيهم العاملين في القنوات والمواقع التابعة للنظام، تعكس العقلية القمعية لدى النظام السوري في إسكاته وملاحقته للمنتقدين أو حتى المطالبين بتحسين الأوضاع المعيشية في ظل تدهور الأوضاع الإقتصادية في البلاد.

وفي نهاية بيانها وجهت منظمة سكاي لاين الدولية دعوتها للنظام السوري إلى ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن كافة النشطاء والإعلاميين والعمل على توفير المناخ الديموقراطي للأشخاص للتعبير عن آرائهم.

وشددت على ضرورة قيام تلك السلطات بإعادة النظر الشاملة لقانون “تنظيم الإعلام الإلكتروني” والعمل على ذكر الممارسات المخالفة للقانون بشكل محدد وواضح.

كما وتطالبها بوجوب تضيق نطاق الصلاحيات الممنوحة للأجهزة التنفيذية والأمنية في تعاملها مع المحتوى الرقمي والتأكيدعلى مبدأ الحق في حرية الرأي والتعبير.

اقرأ أيضاً: منظمة دولية تبرز واقع الاعتقال التعسفي وسوء المعاملة في سوريا

قد يعجبك ايضا