تقرير بعثة مركز الخليج حول التحديات التي واجهها المدافعون عن حقوق الإنسان في العراق

الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – نشر مركز الخليج لحقوق الإنسان تقريراً جديداً بخصوص حقوق الإنسان في العراق، استناداً إلى بحث تم إجراؤه خلال بعثة إلى البلاد في أوائل عام 2022.

التقرير بعنوان: “لن يقتلوا حلمنا بالرصاص: تحديات المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان في العراق بعد حراك تشرين الشعبي”.

وجدت البعثة إلى العراق أن المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والنشطاء ما زالوا يأملون في إنهاء الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

لكنهم بحاجة ماسة إلى دعم دولي للمساعدة في تعزيز حقوق الإنسان وحرية الصحافة والمساءلة. وينتهي التقرير بقائمة توصيات للحكومة العراقية لدعم وحماية مدافعي حقوق الإنسان.

قال مركز الخليج: “يواصل مركز الخليج لحقوق الإنسان لعب دور أساسي لإعطاء صوت لمئات من المدافعين العراقيين عن حقوق الإنسان والنشطاء والمتظاهرين والصحفيين وغيرهم من أعضاء المجتمع المدني الذين تعرضوا لانتهاكات حقوق الإنسان مع إفلات شبه كامل من العقاب”.

وأضاف المركز: “يوضح هذا التقرير مدى أهمية الاستماع إلى المحتجين العراقيين السلميين الذين يسعون لتحقيق العدالة، ودعم حلمهم بحياة أفضل للجميع”.

قال أحد المدافعين عن حقوق الإنسان من الذين تمت مقابلتهم أن، “أبرز نشطاء حراك أكتوبر/تشرين الشعبي قد غُيبّوا قسراً بسبب نشاطاتهم ودعواتهم وتنظيمهم للتظاهرات ولا نعلم مصيرهم! هل سجنوا أو اختطفوا أو اختفوا إلى الأبد؟”

لقد قال أحدهم واصفاً ذلك، “نعيش في قلق واضطراب نفسي باستمرار، والمجتمع الدولي صامت رغم رفع العديد من التقارير المهمة بشأن تقييد حريات الرأي والتعبير وحريات التجمع والتظاهر السلمي”.

وأضاف مدافع حقوق إنسان بقوله: “نحن نعلم أننا عندما اخترنا أن نكون مدافعين عن حقوق الإنسان ستكون حياتنا مشوبة بالمخاطر”.

يشعر بعض المدافعين بالخيبة وقد قال مدافع آخر عن ذلك: “لقد تم تُركنا دون أية متابعة. ونحن نحتاج إلى حماية والتفكير في سبل العيش بعد كل ما خسرناه”.

مدافع آخر عن حقوق الإنسان قال: “القواعد كانت واضحة – كونوا بمأمن على حياتكم واتركوا القضايا الحساسة التي يجب ان لا تُثار وخاصة المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان- الاحتجاجات، التغييب، الاعتقالات، الاختفاء القسري، التعذيب، الفساد والرشوة”.

تتصاعد حالات العنف الموجهة المدافعات عن حقوق الإنسان. لقد أبلغن البعثة بما يلي: “كنا شركاء أساسين في الحراك الشعبي، وخرجنا نطالب بالعدالة الاجتماعية”.

وأضاف: “ونعترض على السياسات القمعية وانعدام الأمن وسوء الإدارة والفساد، ولكننا تلقينا تهديدات بالقتل، وتم استهدافنا بحملات الوصم المجتمعي عن طريق تشويه السمعة والتشهير والابتزاز الالكتروني والتنمر دون أن نملك وسائل الحماية”.

قال أحد المدافعين عن حقوق الإنسان: “نعيش في خوف، ونخشى من أن أعمال القتل هي واجهة من حملة أوسع لإسكات النساء المدافعات”.

كان الهدف من البعثة هو تطوير اتصالات جديدة ومتابعة بعض الحالات التي أثيرت في التقارير الدورية لمركز الخليج لحقوق الإنسان حول العراق، مع تقييم ظروف المدافعين عن حقوق الإنسان للإبلاغ عن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق.

منذ عام 2020، أصدر مركز الخليج لحقوق الإنسان 21 تقريراً دوريًاً حول انتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العراق، مثل عمليات القتل والاغتيال والاختطاف التي طالت مدافعين عن حقوق الإنسان وصحفيين ونشطاء المجتمع المدني.

هذا بالإضافة إلى استهداف المتظاهرين في ساحات الاعتصام، والاعتداء على التظاهرات السلمية، في اضافة الى سبعة تقارير دورية (وتسعة نداءات) عن اقليم كردستان العراق منذ ديسمبر/كانون الاول 2020.

إن المهمة إلى العراق تم إجراؤها من قبل امرأتين يجب عدم الكشف عن هويتهما لأسباب أمنية، وكذلك جميع من تمت مقابلتهم.

التقى فريق البعثة 60 شخصاً من الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمتظاهرين والناشطين بشكل فردي وفي بعض مجموعات التركيز الصغيرة، معظمها في بغداد والبصرة (بسبب قضايا أمنية)، بما في ذلك النشطاء الذين فروا من المدينة لتجنب الاغتيال.

كان هناك توازن بين الجنسين في المقابلات ومجموعات التركيز. في مجموعات التركيز، أجرى فريق البعثة مقابلات مع العديد من النشطاء العاملين في مجال حقوق المرأة الملهمين للغاية، وكذلك الشباب والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين يعملون في مجال حقوق الأقليات.

كما أجروا مقابلات مع صحفيين ومدافعين عن حقوق الإنسان في المنفى عبر الإنترنت فروا من البلاد بسبب التهديدات أو استهداف عائلاتهم.

قد يعجبك ايضا