حسابات مدعومة من السعودية تشن حملات تحريض دون محاسبة من إدارة تويتر
ستوكهولم- قالت مؤسسة “سكاي لاين” الدولية اليوم إن حسابات على موقع تويتر تابعة للحكومة السعودية تشن حملات تحريض على الفضاء الأزرق بحق نشطاء بما يمثل تقييدا لحرية الرأي والتعبير دون إجراءات محاسبة من إدارة الشركة.
وأبرزت “سكاي لاين” التي تتخذ من ستوكهولم مقرا لها في تقرير أصدرته بهذا الخصوص، أن مجموعات من مستخدمي تويتر تنشأ نوعًا من “فرق” التنمر تعمل على دعم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وتشويه سمعة المنتقدين له.
وتناولت سكاي لاين في تقريرها الذي حمل عنوان “وحيدة في مواجهة حملات تويتر”، حالة الشابة الأمريكية “جينيفر بوست” التي واجهت التمييز والمضايقة وتم إغلاق حسابها نظرا لتعبيرها عن آرائها والدفاع عن نفسها عبر الإنترنت، من دون أن تحصل على أي مساعدة من شركة تويتر.
وقال “دانيال ريفيرا” مدير سكاي لاين إن جينيفر انضمت إلى تويتر منذ فترة من الزمن واستخدمت حسابها للتفاعل مع العائلة والمتابعين، وهي تعتبر مستخدم “عادي ومحايد” يمكنها ببساطة أن تشارك وجهات نظرها حول العديد من القضايا وأن تخوض أي نقاش حينما أرادت.
وفي عام 2018 أثارت قضية الأميرة لطيفة ابنة حاكم دبي محمد بن راشد اهتمام جنيفر، وهي شابة هربت من دبي في أواخر فبراير 2018، حيث دفعها الاهتمام بهذه القصة إلى التعرف على فتيات أخريات على الإنترنت تعاطفن مع الأميرة.
ثم بدأت جينفر بمقابلة المزيد من النساء، بعضهن من السعودية ومنطقة الخليج، حيث كان هدفهم فقط مشاركة قصص عزلتهم ووحدتهم أو دعم الأميرة لطفية، وفقا لما ذكرته الشابة الأمريكية لفريق سكاي لاين.
وفي أكتوبر / تشرين الأول أيدت جنيفر رد فعل الرئيس الأمريكي على اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي كان يعمل في واشنطن بوست، خلال زيارته لمقر القنصلية السعودية في اسطنبول.
وكتبت جنيفر في إحدى تغريداتها أنه ليس من الضروري التدخل في الشؤون التركية والسعودية وأن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل في هذا الشأن. وقد حظيت هذه التغريدة على شعبية كبيرة بين أنصار محمد بن سلمان الذين بدأوا في الإشادة بجرأتها ، وربما زاد شعبيتها أيضا إعجاب إريك ترامب ببعض تغريداتها.
وعرض تقرير سكاي لاين نماذج لرسائل نصية تلقيتها جنيفر لحثها على الانضماا للآلة الدعائية لصالح السعودية، ولدى رفضها ذلك بدأت تتلقي جميع أنواع الرسائل المسيئة من عدة حسابات لها علاقة بنشطاء سعوديين.
وقد راسلت جينيفر إدارة تويتر بهذه الأحداث، لكن الشركة لم تقم بشيء فاعل لوقف هذه المشكلة، حيث استمرت الاعتداءات، وأصبح الحديث مشحونا بالإهانات والافتراءات العنصرية وتم اتهامها بإدارة مجموعة من الحسابات المزيفة.
واكتشفت جينفير في نيسان/أبريل الماضي أن حسابها تعرض للحظر. تلقت بريدًا إلكترونيًا تقول فيه شركة تويتير إن جينيفر كانت تعرض سلوكًا بغيضًا.
وفقا لشركة تويتير، فإن السبب الرئيسي لحظر حساب جينيفر هو الكم الهائل من البلاغات التي وصلت ضد تغريداتها. أما بالنسبة للشابة الأمريكية فان الحظر تم نظرا لأن مئات الحسابات السعودية كانت تعارض كل تغريدة تكتبها.
وأكدت جينيفر أن تويتر لم يفعل شيئًا لحمايتها على الرغم من حقيقة وجود حسابات عديدة ضدها وتعرضها لحملة تشهير وإساءات، وبرغم أن قوانين الشركة تمنع التحريض على مهاجمة الآخرين.
وأشارت سكاي لاين إلى أن جينيفر لم تسترد حساباتها مطلقًا واضطرت إلى اختيار منصات أخرى لمواصلة التعبير عن آرائها وأفكارها، فيما من غير الواضح تمامًا كيف تقوم شركة تويتر بمراجعة ومعالجة الطلبات والشكاوي التي تصلها حول الحسابات المبلغ عنها.
وأكدت تويتر لسكاي لاين أن موقعها عبر الانترنت يأخذ هذا الأمر على محمل الجد، وأنها ترد وتراجع الطلبات في غضون 24 ساعة، لكن هذا الأمر لا يحدث غالبًا. على سبيل المثال، تم اغلاق الحسابات الستة لمديرة الأزمات والمدافعة عن حقوق الإنسان ومؤسسة “محتجز في دبي” لرادها ستيرلنغ بشكل مفاجئ دون سبب.
وشددت سكاي لاين على أن هنالك نقصا كبيرا وغير مقبول في شفافية مراجعة البلاغات التي تصل تويتر، داعية الشركة إلى تزويد مستخدميها بجميع المعلومات التي يحتاجونها للدفاع عن قضاياهم بشكل صحيح.
كما يجب على تويتر أن توفر حلولا ووضع إجراءات لإعادة تشكيل حسابات مستخدميها بعد تعرضهم للانتهاكات، وأن يصبح الاتصال بالشركة أكثر سهولة للإبلاغ عن هذه الانتهاكات وأن يتم تقديم الدعم عند الحاجة.
اقرأ أيضاً: حسابات مدعومة من السعودية تشن حملات تحريض دون محاسبة من إدارة تويتر