حرية الصحافة تختنق في بلدان الشرق الأوسط وسط انتهاكات واسعة
أعربت الفدرالية الدولية للحقوق والتنمية (إفرد) عن بالغ قلقها من استمرار تدهور حرية العمل الصحافي في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ظل ما يتم رصده من انتهاكات واسعة.
وأكدت الفدرالية الدولية في بيان صحفي أن اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من أيار/مايو من كل عام، يأتي بينما توسع الحكومات في الشرق الأوسط هيمنتها على وسائل الإعلام وتعمد عبر سياسات الاعتقال والتهديد قمع الحق في تداول المعلومات وحرية الوصول إليها.
وتبرز الفدرالية الدولية تنامي سياسة التضييق على وسائل الإعلام وحجب المواقع الإلكترونية فضلا عن وضع العقبات المتزايدة أمام الصحفيين للتحقيق في المواضيع الحساسة والكشف عنها.
ومؤخرا أبرز التصنيف العالمي لحرية الصحافة الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود لعام 2021، حدة ما يواجهه العمل الصحافي من عراقيل شديدة وفرض القيود على حرية الصحافة لاسيما في بلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا والتي لم تُسجل تغييرات كبيرة وحافظت على موقعها في مؤخرة التصنيف العالمي.
ففي الجزائر (146) والمغرب (136)، ساهم تسييس القضاء في إسكات الصحفيين الناقدين، بينما كثفت أكثر دول الشرق الأوسط استبداداً، المملكة العربية السعودية (170) ومصر (166) وسوريا (173)، ممارساتها القمعية المتمثلة في تكميم الصحافة، لتحكم قبضتها على وسائل الإعلام.
وفي سياق استعراض بعض الأمثلة الصارخة للانتهاكات ضد حرية الصحافة، تشير الفدرالية الدولية إلى توثيق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل 709 من الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام على يد أطراف الصراع في سوريا منذ مارس/ آذار 2011، بينهم ست صحافيات، و52 قتلوا بسبب التعذيب، إضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 1563 بجراح متفاوتة.
وتنبه الفدرالية الدولية إلى صدور حكما في 16 فبراير/شباط 2021، عن محكمة جنايات أربيل الثانية، بعاصمة إقليم كردستان العراق، على خمسة صحافيين بالسجن لمدة ستة أعوام، بعد محاكمة جائرة استندت إلى اتهام مُلفَّق بـ “المساس بأمن واستقرار إقليم كردستان العراق”.
وتبرز اليمن كنموذج لواقع صارخ من استهداف حرية الصحافة. وأصدرت محكمة خاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله “الحوثي” في صنعاء، حكماً بإعدام أربعة صحافيين في 11 إبريل/ نيسان من العام الماضي. وتحولت المدن التي تسيطر عليها الجماعة إلى معتقلات للصحافة الحرة، وما زال أحد عشر صحافياً مختطفين بحسب ما نشرته آخر إحصاءات نقابة الصحافيين اليمنيين. كما تورط أطراف الصراع الأخيرة في اليمن بانتهاكات جسيمة لحرية الصحافة في ظل توثيق عمليات قتل واعتقال متكررة لصحافيين.
وفي مصر تم الترحيب مؤخرا بالإفراج عن ثمانية صحافيين في مصر، والدعوة للإفراج عن 70 آخرين لا يزالون معتقلون في البلاد من دون سند قانوني.
وفي المملكة العربية السعودية يتواصل اعتقال أكثر من 20 صحفيا بينهم سيدات بشكل تعسفي ومن دون سند قانوني على خلفية عملهم الإعلامي وسط شكاوى من تقييد كبير لحرية الإعلام في البلاد.
في هذه الأثناء تواصل إسرائيل شن حملات استهداف ممنهج بحق الصحافيين العاملين في الأراضي الفلسطينية. واعتقل الجيش الإسرائيلي في 21 نيسان/أبريل 2021 الصحافي علاء الريماوي وأحالته إلى الاعتقال الإداري لمدة ثلاثة شهور دون عرضه على محاكمة. وتوثق إحصائيات فلسطينية رسمية اعتقال 18 صحافيا فلسطينيا في سجون إسرائيل حاليا.
تدعو الفدرالية الدولية للحقوق والتنمية (إفرد) حكومة بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى الإفراج عن جميع الصحافيين المعتقلين واحترام نصوص الدستور والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي كفلت حرية الصحافة واستقلالها وتنوعها.