مركز حقوقي يدعو لحماية الصحفيين في منطقة الشرق الأوسط بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة

الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يُحتفل به في 30 مايو/أيار من كل عام، دعا مركز الخليج لحقوق الإنسان السلطات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى حماية الحق في حرية التعبير، ووضع حد للاعتداءات على الصحفيين.

تأتي الذكرى السنوية الثلاثين لليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام بالتزامن مع الذكرى 75 لتأسيس الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. تحت عنوان “تشكيل مستقبل للحقوق: حرية التعبير كمحرك لجميع حقوق الإنسان الأخرى”.

قال المدير التنفيذي لمركز الخليج لحقوق الإنسان خالد إبراهيم: “في هذا اليوم المهم، ننضم إلى اليونسكو لتسليط الضوء على أهمية دعم الصحفيين المستقلين ونشطاء الإنترنت الذين يحاولون اجتياز الحواجز المفروضة على حرية التعبير في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

وأضاف ابراهيم: “إن الكثير منهم في السجن بسبب دفاعهم عن هذا الحق الأساسي. في إطار جهودنا لحمايتهم، ينشر مركز الخليج لحقوق الإنسان معلومات حول الانتهاكات، كما نقوم أيضاً بتنفيذ ورش عمل لبناء القدرات والسلامة للصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان”.

احتفل مركز الخليج لحقوق الإنسان باليوم العالمي لحرية الصحافة بفعالية أقيمت ببيروت يومي 03 و04 مايو/أيار بالشراكة مع اليونسكو وتضمن ذلك عقد سلسلة من حلقات النقاش حول التحديات التي تواجه الصحفيين في المنطقة العربية.

تهدف الفعالية إلى تسليط الضوء على العلاقة بين حرية التعبير وباقي حقوق الإنسان الأخرى ومناقشة الأدوات وأفضل الممارسات لتعزيز الحق في حرية التعبير. وأعقب ذلك ورشة عمل للصحفيين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

شارك خالد إبراهيم في حلقة نقاش حول “دور حرية الصحافة في ضمان الوصول إلى المعلومات الموثوقة على الإنترنت” والتي تناولت الدور المهم لحرية الصحافة لضمان الوصول إلى المعلومات للجميع على الإنترنت كحق من حقوق الإنسان، ولكن مع الأخذ في الاعتبار حماية البيانات والخصوصية.

لقد تحدث في الندوة وخلال مداخلاته في جلسات أخرى عن ضرورة خلق جيل جديد من الصحفيين الشباب والمستقلين، حيث تعرض الجيل السابق للعديد من الاعتداءات والاغتيالات، فضلًا عن الحاجة إلى دعم الصحفيات.

في 04 مايو/أيار 2023، وبالتعاون مع اليونسكو، نظم مركز الخليج لحقوق الإنسان ورشة عمل تدريبية أولية للصحفيين الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حول كيفية تنفيذ حملة ناجحة لحقوق الإنسان للإفراج عن المدافعين عن حقوق الإنسان أو مكافحة التشريعات القمعية، الأمن الرقمي، وعن برامج اليونسكو المختلفة وبضمنها سلامة الصحفيين.

فازت المدافعات عن حقوق الإنسان والصحفيات الإيرانيات نيلوفر حامدي، إلهه محمدي، ونرجس محمدي بجائزة اليونسكو/غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة لعام 2023.

قام مركز الخليج لحقوق الإنسان بتهنئتهن عبر تغريدة ودعا إلى حريتهن. تم القبض على نيلوفر حامدي وإلهه محمدي في سبتمبر/أيلول 2022 على خلفية تغطيتهما وفاة مهسا أميني، وتقضي نرجس محمدي حكماً بالسجن لمدة 16 عاماً بسبب عملها في مجال حقوق الإنسان.

في إطار مشروع مركز الخليج لحقوق الإنسان مع صندوق الدفاع العالمي للإعلام التابع لليونسكو حول “التحقيق في الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في الدول العربية، مع توفير الحماية”، يدعم مركز الخليج لحقوق الإنسان التحقيقات في الاعتداءات على الصحفيين في جميع أنحاء المنطقة.

من خلال المشروع، استعان مركز الخليج لحقوق الإنسان بصحفيين للتحقيق في أنواع مختلفة من الانتهاكات التي تؤثر على قدرة الصحفي على العمل، بما في ذلك حالة صحفي سوري مختفي ربما يكون قد قُتل، وصحفي فلسطيني أُصيب بطلق في عينه، وكاد أن يفقد حياته.

بالإضافة إلى ذلك، لدينا حالات لصحفيات تعرضن للاعتداء والتحرش في العراق وفلسطين، بما في ذلك الصور على الإنترنت، مما يجعلهن يرغبن في ترك عملهن. كما لدينا تحقيقات في المغرب حول حبس صحفيين باتهامات كاذبة، وتحقيق في لبنان.

قالت زينب الخواجة، منسقة حماية الصحفيين في مركز الخليج لحقوق الإنسان: “يواجه الصحفيون في منطقتنا عدداً لا يحصى من المخاطر العالية، وعادةً من أكثر من مرتكب، باستخدام العديد من الأساليب المختلفة لتخويفهم واستهدافهم.

وأضافت: “من خلال العمل في مثل هذا المشروع نأمل أن نقوم بتسليط الضوء على تلك الجرائم، وكشف المسؤولين عنها، ومساعدة الصحفيين على المواجهة من خلال فضح من يهاجمونهم”.

وتابعت بقولها: “بالطبع التحقيق في مثل هذه الجرائم يزيد من المخاطر على الصحفيين وسأظل دائما منبهرة من شجاعة الأشخاص الذين نعمل معهم”.

فيما يلي ملخص للحالات التي تمت تغطيتها في إطار مشروع مركز الخليج لحقوق الإنسان الممول من صندوق الدفاع العالمي للإعلام التابع لليونسكو.

المغرب: في فبراير/شباط 2023، نُشر تحقيق حول السجن الجائر للصحفيين في المغرب في هوامش، مجلة على الإنترنت.

ويغطي التحقيق استخدام مزاعم كاذبة بالتحرش الجنسي ضد الصحفيين الذكور، والتي تُستخدم لسجنهم وإسكاتهم. التحقيق، الذي استغرق عدة أشهر لإكماله، يأتي مع 3 مقاطع فيديو. تم نشره باللغة الإسبانية في جريدة ال بوبليكو وسيتم نشره بالإنجليزية.

في 23 فبراير/شباط 2023، عمل مركز الخليج لحقوق الإنسان مع منظمة غير حكومية تونسية، وهي منظمة يقظة، لحشد الدعم من 40 شريكاً آخر في نداء مشترك يدعو السلطات المغربية إلى وضع حد فوري لاضطهاد واحتجاز الصحفي المستقل والمحرر البارز توفيق بوعشرين، وعشرات الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان المعتقلين لمجرد ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير.

يأتي هذا بالتزامن مع تاريخ الذكرى السنوية لاعتقال بوعشرين، مؤسس ورئيس تحرير الصحيفة اليومية المستقلة أخبار اليوم، في 23 فبراير/شباط 2018، عقب قيامه بكتابة مقالات تنتقد مسؤولين مغاربة رفيعي المستوى وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وهو يقضي حكماً بالسجن 15 عاماً بتهم باطلة بالاعتداء الجنسي. حُكم على واحدة من المدعيات المزعومات ضده، الصحفية عفاف برناني، بالسجن ستة أشهر لاتهامها علانية ضابط شرطة بتزوير شهادتها.

شأنها شأن صحفيين ناقدين مضطهدين آخرين، ذهبت برناني إلى المنفى فور إطلاق سراحها من السجن.

العراق: كتبت صحفية عراقية تقريراً استقصائياً حول التحرش الجنسي والاعتداء الجنسي على الصحفيات في العمل، إلى حد كبير من قبل زملائهن الأعلى في المناصب، مما يجعل النساء يتركن عملهن.

يبرز التحقيق قصة صحفية تم تجهيل هويتها اضطرت إلى ترك وظيفتها – وحتى مدينتها – بعد تعرضها للتحرش الجنسي، لتسليط الضوء على قضية سبب عدم تمكن الكثير من النساء في العراق من الاستمرار في المهنة.

تكتب: “إن نسبة كبيرة من المجتمع على دراية بالمضايقات المنتشرة في الشوارع، والناجمة عن جرعة مبالغ فيها من الذكورية المفرطة”.

“إلا أن تصريحات العديد من الصحفيات العراقيات تؤكد أن هذه الظاهرة لم تستثني عمل المرأة في الصحافة ووسائل الإعلام، مما أجبر عدداً كبيراً منهن على ترك مجال الصحافة نهائياً”.

ويشير المقال إلى أنه “حسب استطلاع أجراه فريق بحث بتكليف من جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، فإن 41٪ من الصحفيات العاملات تعرضن لأنواع مختلفة من المضايقات، و 15٪ منهن أجبرن على ترك وظائفهن والانتقال إلى مؤسسات أخرى، بينما ترك 5٪ المهنة نهائياً”.

فلسطين: سيتم نشر تحقيقين حول التهديدات التي يتعرض لها الصحفيون في فلسطين، وهي من أكثر الأماكن خطورة على الصحفيين.

قُتل الصحفيون الفلسطينيون بمن فيهم شيرين أبو عاقلة، التي قُتلت برصاص جيش الدفاع الإسرائيلي في 11 مايو/أيار 2022، وغفران وراسنة، التي تم إطلاق النار عليها أثناء التصوير أمام الكاميرا في 01يونيو/حزيران 2022، دون عقاب.

يُظهر أحد التحقيقات صحفياً في فلسطين فقد عينه بسبب استهدافه على وجه التحديد من قبل الجيش الإسرائيلي أثناء عمله، على الرغم من ارتدائه سترة الصحافة، في إطار نمط من الصحفيين الذين تم استهدافهم وقتلهم من قبل الجيش الإسرائيلي أثناء العمل.

في تحقيق منفصل، تتحدث صحفية عن قضية الصحفية نجلاء زيتون، التي تعرضت للضرب خلال مظاهرة في يونيو/حزيران 2021، وهُددت بالتشهير وبصور مزورة، ثم توجهت بعد ذلك إلى المحكمة وتعرضت للمضايقة.

يفيد التحقيق أنه “تم التقاط مشاهد مروعة ولقطات حية للاعتداء على الصحفيات اللواتي يغطين المظاهرة بالكاميرات، حيث قام أفراد أمن بملابس مدنية، رجال ونساء، بقمع المتظاهرين والناشطين وضربهم وجرهم”. وتعرضت زيتون “لاعتداءات جسدية ولفظية خلال هذه المظاهرات.

تعرضت للضرب بعصا من قبل ضابط أمن بملابس مدنية، مما ترك كدمات في جميع أنحاء جسدها، وتم الاستيلاء على هاتفها بالقوة”.

سوريا: يحقق صحفي سوري في قضية صحفي مختفي في سوريا، لمعرفة ما إذا كان مسجوناً أو مخطوفاً أو قد تم قتله. هذا الصحفي هو نفسه في خطر وتم تأجيل تحقيقه بسبب تأثير الزلزال الرهيب الذي ضرب سوريا وتركيا في 6 فبراير/شباط 2023.

قد يعجبك ايضا