الجمعية العامة تعتمد قرارا يدعو إلى التضامن مع باكستان وتكثيف جهود الإغاثة والإعمار
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة جلسة للتضامن مع باكستان، في أعقاب الفيضانات الكارثية التي ضربت البلاد.
اعتمدت قرارا بعنوان: “التضامن والدعم لحكومة وشعب باكستان وتعزيز الإغاثة الطارئة وإعادة الإصلاح والإعمار والوقاية في أعقاب الفيضانات المدمرة”.
وخلال حديثه في الجلسة، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، من أن تبعات الكارثة في باكستان ستظل باقية لسنوات قادمة. وقال إن الاحتياجات الهائلة تتطلب دعماً هائلاً.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تعمل مع حكومة باكستان لعقد مؤتمر إعلان التبرعات بهدف تقديم دعم ملموس لجهود الإصلاح والتعمير.
وحث “أنطونيو غوتيريش” البلدان المانحة والمؤسسات المالية الدولية والمنظمات الدولية ذات الصلة، إلى جانب القطاع الخاص والمجتمع المدني على تقديم الدعم الكامل لهذه الجهود.
وشدد على ضرورة تكثيف الجهود والاستجابة لنداء شعب باكستان. وأشار إلى أن هذه الأزمة العالمية تتطلب تضامنا عالميا واستجابة عالمية.
وقال “غوتيريش” إن الخطة المنقحة للاستجابة لفيضانات باكستان تسعى حاليا للحصول على 816 مليون دولار – بزيادة قدرها 656 مليون دولار عن النداء الأولي.
ونبّه الأمين العام إلى أن شعب باكستان يقع ضحية لحسابات قاتمة للظلم المناخي. وأشار إلى أن باكستان مسؤولة عن أقل من 1 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.
ومع ذلك فهي تدفع ثمنا باهظا لتغير المناخ الذي هو من صنع الإنسان، على حد تعبيره.
وقال إنه رأى مذبحة مناخية تفوق الخيال خلال زيارته الشهر الماضي إلى باكستان. وأشار إلى أنه برغم توقف الأمطار وبدء انحسار المياه، لا تزال العديد من المناطق في جنوب باكستان تغمرها المياه.
وحذر من أن يسوء الوضع أكثر مع اقتراب فصل الشتاء في باكستان. لافتا الانتباه إلى أن باكستان على شفا كارثة صحية عامة.
وقال “غوتيريش“: “تهدد مخاطر تفشي الكوليرا والملاريا وحمى الضنك حياة عدد أكبر بكثير مما تهدده الفيضانات”.
وأضاف: “تم تدمير ما يقرب من 1500 مرفق صحي، مما أعاق بشكل كبير القدرة على اكتشاف حالات تفشي المرض والاستجابة لها”.
وأفاد الأمين العام بتضرر أو تدمير أكثر من مليوني منزل. قائلاً: “وهذا يعني أن أكثر من مليوني أسرة فقدت ممتلكاتها ويفتقر الكثير منها إلى المأوى مع اقتراب فصل الشتاء”.
وفي الوقت نفسه، يتسبب حجم تدمير المحاصيل والثروة الحيوانية في أزمة غذائية اليوم ويعرض موسم الزراعة للخطر. وحذر “أنطونيو غوتيريش” من إمكانية وقوع أكثر من 15 مليون شخص في براثن الفقر.
وقال الأمين العام إن زيارته إلى باكستان أتاحت له فرصة لرؤية المستقبل الذي قد نواجهه.
ومع اقتراب مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في شرم الشيخ، دعا إلى ضرورة أن تكون القمة المكان المناسب لعكس اتجاهات تغير المناخ.
قال “غوتيريش“: “ينبغي أن يكون المؤتمر هو المكان المناسب لاتخاذ إجراءات جادة بشأن الخسائر والأضرار”.
وأضاف: “ينبغي أن يكون المكان المناسب للتوضيح بشأن التمويل الحيوي المخصص للتكيف والمرونة”.
وقال إن البلدان الغنية، على وجه الخصوص، تتحمل مسؤولية أخلاقية لمساعدة أماكن مثل باكستان على التعافي والتكيف وبناء المرونة في مواجهة الكوارث التي تسببها أزمة المناخ.
وذكّر بأن 80 في المائة من الانبعاثات التي تسبب هذا النوع من التدمير المناخي تأتي من مجموعة العشرين.
من جانبه، ذكّر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، “تشابا كوروشي” بموضوع الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة والذي يتمحور حول “الحلول من خلال التضامن والاستدامة والعلوم”.
ودعا “كوروشي” إلى أن: “نستفيد من العلم والتضامن لتعزيز قدراتنا على إدارة الأزمات”. وقال إن باكستان شهدت أسوأ فيضان في تاريخها الحديث.
وقال: “تأثرت حياة 33 مليون شخص، ويحتاج 6.4 مليون شخص، بصورة ماسة، إلى المساعدة الإنسانية”.
وأضاف “كوروشي“: “جعلت الفيضانات ما لا يقل عن 3.4 مليون طفل في حاجة إلى المساعدة المنقذة للحياة. تم تدمير أكثر من تسعة ملايين فدان من المحاصيل. نفق مليون رأس من الماشية”.
وحذر رئيس الجمعية العامة من الثمن الذي سندفعه مقابل أي تأخير في التصدي لتغير المناخ. وشدد على ضرورة أن تتركز جهود الإغاثة الدولية- أكثر من أي وقت مضى- على الحلول التحويلية.
ووصف التكيف والقدرة على الصمود بأنهما يمثلان “بذور الاستدامة”.
وقال إن الجفاف والأمطار سيعودان، ولكن عندما يحدث ذلك، ينبغي علينا أن نكون جميعا أكثر استعدادا.
مندوب باكستان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير “منير أكرم” قدم مشروع القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة.
ودعا القرار من بين أمور أخرى، الأسرة الدولية إلى تقديم كافة أنواع الدعم إلى حكومة باكستان في محاولتها التصدي للآثار السلبية للفيضانات والاستجابة إلى احتياجات جهود إعادة التأهيل والإعمار القصيرة والمتوسطة الأمد.
ويأخذ القرار علما بدعوة الأمين العام إلى مساعدة باكستان ودعوة رئيس الوزراء الباكستاني إلى إحقاق العدالة المناخية.
وقال السفير “منير أكرم” إن البلدان الأكثر عرضة لمخاطر تغير المناخ لا ينبغي أن تترك لوحدها في سبيل حماية نفسها في مواجهة الكوارث.
وأعرب “أكرم” عن أمله في أن يساهم مؤتمر الأطراف في مصر في التوصل إلى اتفاق على حل من خلال التضامن.