الأمم المتحدة: الهجوم العسكري الروسي خطأ ومخالف لميثاق الأمم المتحدة وغير مقبول
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – دعا مسؤولون أمميون يوم الخميس روسيا إلى وقف العملية العسكرية ضد أوكرانيا والعودة إلى الدبلوماسية والحوار. ودعا الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إلى إعادة قواته إلى روسيا.
وقال: “نحن نعرف الخسائر التي تنجم عن الحرب”. ووصف الأمين العام الهجوم العسكري الحالي بأنه “خطأ، ومخالف للميثاق وغير مقبول. لكنه ليس أمرا لا يمكن الرجعة عنه”.
واستشهد الأمين العام بميثاق الأمم المتحدة: “يمتنع أعضاء الهيئة جميعاً في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد الأمم المتحدة”.
وقال إن استخدام القوة من قبل دولة ضد دولة أخرى هو رفض للمبادئ التي التزم كل بلد بدعمها. “هذا ينطبق على الهجوم العسكري الحالي”.
وأضاف الأمين العام قائلا: “نشهد عمليات عسكرية روسية داخل الأراضي السيادية لأوكرانيا على نطاق لم تشهده أوروبا منذ عقود. يوما تلو آخر، كنت واضحا أن مثل هذه التدابير الأحادية تتعارض، بشكل مباشر، مع ميثاق الأمم المتحدة”.
في بيان، قال رئيس الجمعية العامة، “عبد الله شاهد”، إن ميثاق الأمم المتحدة يقوم على مبدأ المساواة في السيادة. وأكد أن الميثاق يدعو الدول الأعضاء إلى تسوية منازعاتها الدولية بالوسائل السلمية دون التلويح باستخدام القوة. وأنه لا يجوز استخدام القوة ضد وحدة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة.
وقال السيد “شاهد” في البيان: “إن الهجوم العسكري الروسي المستمر على أوكرانيا يتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة”. وجدد دعوته إلى جميع الدول الأعضاء للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. قال: “أدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتهدئة التوترات وعودة حازمة إلى الدبلوماسية والحوار”.
كما أشار إلى أن وصول المساعدات الإنسانية الآمن ودون عوائق إلى أوكرانيا وشعبها يمثل أولوية قصوى وحاجة آنية.
وقال “أنطونيو غوتيريش” إننا نرى صور الخوف والألم والرعب في كل ركن من أركان أوكرانيا، مع ارتفاع معدلات الوفيات. وأشار “غوتيريش” إلى أن الناس الأبرياء يدفعون دائما الثمن الباهظ. هذا هو السبب في أن الأمم المتحدة تعمل على توسيع نطاق عملياتها الإنسانية في أوكرانيا وحولها”.
وأعلن الأمين العام تخصيص 20 مليون دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ لتلبية الاحتياجات العاجلة. وأكد التزام الأمم المتحدة وشركائها في المجال الإنساني بالبقاء وتقديم الدعم للأشخاص في أوكرانيا في أوقات الحاجة.
وقال إن موظفي الأمم المتحدة يعملون على جانبي خط التماس، مسترشدين دائما بالمبادئ الإنسانية المتمثلة في عدم التحيّز والإنسانية.
وأضاف “غوتيريش”: “نحن نقدم الإغاثة الإنسانية المنقذة للحياة للأشخاص المحتاجين، بغض النظر عن هويتهم أو مكان وجودهم”.
وفي بيان، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، “مارتن غريفيثس”: “إن أموال الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ “منقذة للحياة”.
وأضاف أن الأموال ستساعد في مجالات الرعاية الصحية والمأوى والغذاء والمياه والصرف الصحي “للأشخاص الأكثر ضعفا المتضررين من النزاع. بما في ذلك النساء والفتيات وكبار السن والنازحين”.
من جانب آخر، شدد “غوتيريش” على ضرورة أن تحتل حماية المدنيين الأولوية القصوى. وأكد على أهمية التمسك بالقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.
وأضاف أن القرارات التي يتم اتخاذها خلال الأيام القادمة ستشكل عالمنا وستؤثر بشكل مباشر على حياة الملايين من الناس.
واختتم الأمين العام حديثه بالقول: “تماشيا مع الميثاق، لم يفت الأوان لإنقاذ هذا الجيل من ويلات الحرب. نحن بحاجة إلى السلام”.
في تقريرها عن الحالة الإنسانية الصادر يوم الخميس، قالت اليونيسف، إن النزاع المسلح في شرق أوكرانيا – في عامه الثامن – تسبب في خسائر فادحة للسكان المدنيين البالغ عددهم 4.3 مليون شخص، بينهم 510,000 طفل يعيشون في منطقتي دونيتسك ولوهانسك.
أدت هذه الأزمة التي طال أمدها إلى تعطيل الحياة اليومية للأطفال والأسر الذين يعيشون على جانبي خط التماس. وهذا يتركهم في حاجة مستمرة إلى المساعدة الإنسانية.
وبحسب اليونيسف، أدى تفشي شلل الأطفال في غرب أوكرانيا إلى مزيد من التحدي لنظام الرعاية الصحية الهش بالفعل في البلاد.
ووفقا لأحدث المعلومات المتاحة، تضررت ثلاث منشآت تعليمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة. بالاضافة لتضرر ثلاثا أخرى في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة خلال الأسبوع الماضي.
في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة، تم إغلاق المدارس منذ 21 شباط/فبراير ولا توجد معلومات حول موعد إعادة فتح المدارس أو طرق التعلّم البديلة. ولا يحصل أكثر من 350,000 تلميذ حاليا على التعليم.
وفي المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، أفادت وزارة التربية والتعليم بأن 33 مدرسة يرتادها أكثر من 5,500 طالب مغلقة أمام التعلم الوجاهي بسبب انعدام الأمن في المناطق الواقعة على طول خط التماس.
أما المدارس في دونيتسك ولوهانسك فهي مفتوحة، باستثناء تلك المرافق المغلقة بسبب جائحة كـوفيد-19. ولن تؤدي العملية العسكرية إلا إلى تفاقم التأثير على الأطفال وحصولهم على الخدمات الأساسية.
وتطلب اليونيسف 66.4 مليون دولار لتأمين الوصول إلى الخدمات الأساسية بما فيها الماء والصرف الصحي والتطعيم والرعاية الصحية والمدارس والتعليم والدعم السيكو-اجتماعي ومساعدات النقد الطارئة إلى ما يصل إلى 7.5 مليون طفل.
وكان مجلس الأمن، قد عقد، مساء أمس الأربعاء، اجتماعا طارئا، هو الثاني خلال يومين، بشأن الأزمة الأوكرانية، في خضم التقارير التي كانت تتحدث عن هجوم روسي وشيك ضد أوكرانيا. وأثناء انعقاد الجلسة، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين عن “عملية عسكرية خاصة” في دونباس.
الأمين العام وفور خروجه من قاعة مجلس الأمن تحدث إلى الصحفيين واصفا ذلك “بأشد اللحظات حزنا في فترة عمله كأمين عام للأمم المتحدة”.
وأوضح أنه قد بدأ اجتماع مجلس الأمن هذا بمخاطبة الرئيس بوتين ومناشدته من صميم قلبه أن يوقف قواته عن شن هجوم ضد أوكرانيا، وأن يعطي السلام فرصة لأن الكثير من الناس قد ماتوا.