قلق من تصاعد شكاوى العاملات المنزليات في دول الخليج عبر مواقع التواصل الاجتماعي
ستوكهولم- قالت منظمة سكاي لاين الدولية لحقوق الإنسان بأن تصاعد شكاوى العاملات المنزليات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤشر مقلق على الانتهاكات التي يتعرضن لها.
ودعت المنظمة الحكومات والمنظمات الحقوقية العاملة في تلك الدول، التحرك العاجل لوقف تلك الانتهاكات وضمان تمتع العاملات بحقوقهم المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
وبينت المنظمة أنها تابعت باهتمام مجموعة من مقاطع الفيديو المنتشرة عبر تطبيق “تيك توك” والذي ظهرت فيه العديد من العاملات المنزليات المتواجدات في بعض دول الخليج وهن يتحدثن عن الانتهاكات التي يتعرضن لها كالحرمان من الأجور والعمل لساعات طويل والتحرش الجنسي وسياسة التمييز العنصري.
ولفتت سكاي لاين إلى أن العديد من العاملات المنزليات يقمن بنشر مقاطع فيديو هزلية عبر حساباتهم على تطبيق “تيك توك” يظهرن حجم المعاناة والضغوط التي يتعرضن لها أثناء عملهم في دول الخليج على يد أصحاب العمل وأسرهم.
فمن جانبها تقوم ” بريندا داما” 26 عاما، وهي عاملة منزلية سافرت من كينيا عام 2019 للعمل في المملكة العربية السعودية بنشر مقاطع فيديو مستمرة عبر حسابها على تطبيق “تيك توك” والتي غالبًا ما تكون مشوبة بالسخرية، حول ما تتعرض له هي وصديقاتها العاملات خلال عملهم المنازل.
فيما قالت “ميريجين كاجوتو” 35 عاما والتي تعمل كعاملة منزلية في المملكة العربية السعودية “الطريقة التي تعبر بها العاملات المنزليات عن اكتئابهن، والضغوطات التي يتعرضن لها ، ما نقوم بنشره على تطبيق تيك توك الذي أضحى أحد أهم الأدوات للتنفيس عن الممارسات التميزية التي نتعرض لها”.
وذكرت المنظمة الحقوقية من جانبها، أنه يتواجد في دول الخليج ما يقارب من أربعة ملايين ونصف عاملة منزلية ، وفقًا لدراسة أجراها منتدى حوار أبو ظبي – منتدى متخصص بقضايا العمالة الوافدة-.
كما أظهرت الأرقام بأن نحو 36 ألف عاملة منزلية جديدة يذهبن كل عام إلى دول الخليج، واللاتي يتم توظيفهن من خلال نظام الكفالة الذي يمنح أصحاب العمل سيطرة شبه كاملة عليهم، الذي يضع قيودًا مشددة على العمال في تغير وظائفهم أو مغادرة البلاد دون إذن من صاحب العمل، وغالبًا ما يصادر رؤسائهم هواتفهم المحمولة وجوازات سفرهم.
وأشارت سكاي لاين من جانبها، أنه مع تراجع حرية التنقل والحركة بسبب القيود المفروضة نتيجة لانتشار فايروس كورونا، اتجهت العاملات المنزليات لتطبيق “تيك توك” لإخبار العالم عن الطريقة التي يتم معاملتهن بها برغم الخطورة التي قد تلاحق تلك العاملات من أصحاب العمل.
إذ تسعى العملات من خلال مقاطع الفيديو التي يقوموا بنشرها للتنفيس عما يتعرضوا له من ضغوطات، فيما تسعى أخريات لنشر معلومات مفصلة عن ظروف عملهم الصعبة في كثير من الأحيان، عبر مقاطع فيديو ساخرة.
وشددت المنظمة على أنه بالرغم من إقرار بعض الدول الخليجية لقوانين تساعد في تحسين بيئة العمل داخل بلدانها إلى أن تلك القوانين استثنت العاملات المنزليات بشكل مجحف.
وأكدت أن الانتهاكات الأكبر تتم بحق تلك العاملات سواء كان بالأجور المتدنية أو بساعات العمل الطويلة والتحرش الجنسي من قبل صاحب العمل أو بعض من أفراد عائلته أو بحرمان العاملات من أجورهن. كما أن تلك التشريعات أغفلت حق تلك العاملات في الاتجاه للقضاء في حال تعرضهم لإحدى تلك الانتهاكات.
ونبهت المنظمة إلى أن صعوبة تواصل أصحاب العمل والعاملات المنزليات بسبب فوارق اللغة وعدم توفير ترجمة للعقود المبرمة بين الطرفين، يحرم العاملات من حقوقهن بسبب عدم فهمهن لشروط العقد التي غالبا ما تكون في مصلحة صاحب العمل والشركة التي توفر العمالة المنزلية على حساب حقوق العاملات التي أقرها القانون الدولي في اتفاقية العمل وغيرها من الاتفاقيات.
واختتمت سكاي لاين بيانها بالتأكيد على ضرورة قيام الدول الخليجية المستقدمة للعاملات المنزليات بإقرار تشريعات خاصة توفر لهن الحقوق الكاملة، بما في ذلك الحق في الاتجاه للقضاء في حل تعرضن للتقييد أو الانتهاك.
وشددت على ضرورة تحمل المؤسسات الحقوقية العاملة في تلك الدول لواجباتها القانونية والأخلاقية والعمل على تسليط الضوء على تلك الانتهاكات بشكل أكبر، والضغط على حكومات تلك الدول لوقفها، وخلق بيئة مناسبة تضمن حقوق تلك الفئات من العمال.