اختراق هواتف وحسابات صحفيين وحقوقيين ومعارضين في الأراضي الفلسطينية عمل غير مشروع

الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – قالت منظمة سكاي لاين الدولية لحقوق الإنسان، إنها تتابع بقلق ما أعلنه المحاميان الفلسطينيان مهند كراجة، وظافر صعايدة، من الضفة الغربية، عن تعرضهما لمحاولات مستمرة لعمليات اختراق واستخدام غير مشروع لأرقام هواتفهم الشخصية.

وأشارت المنظمة -في بيانٍ لها إلى أنها تابعت الإعلان الصادر أمس عن المحاميين “كراجة” و”صعايدة” -وهما عضوان في مجموعة محامون من أجل العدالة، المهتمة في قضايا المعتقلين السياسيين والحريات- وأكدا فيه تعرضهما خلال الفترة الماضية وباستمرار لمحاولات اختراق باستخدام أرقام هواتفهما الشخصية.

ونبه المحاميان إلى أن هذه الإجراءات ربما تهدف إلى إنشاء حسابات بريد إلكتروني وهمية أو حسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو أي وسائل أخرى لا يستخدماها، وأكدا أن هذه المحاولات لم تكن الأولى إذ قالا إنهما يتعرضان بشكل متكرر لهذا النوع من المحاولات الخارجة عن القانون والمألوف لمحاولة كسر مسارهم القانوني والحقوقي.

وأدانت منظمة سكاي لاين الدولية، محاولات الاختراق المذكورة، مشيرة إلى أنها تلقت في الآونة الأخيرة، عدة شكاوى من صحفيين، ومدافعين عن حقوق الإنسان، ونشطاء في حراكات معارضة في الضفة الغربية، عن تعرض حساباتهم وصفحاتهم الشخصية على فيسبوك، إلى جانب الإيميلات والواتساب والتلجرام الخاص بهم، للاختراق والسيطرة من جهات تبدو منظمة ولها صبغة أمنية.

ووفق هذه الشكاوى؛ فإن بعض هذه الحسابات المسيطر عليها إما جرى إغلاقها، أو السيطرة عليها وبقيت مفتوحة واستخدمت للتواصل مع الأشخاص والمجموعات المضافة فيها، في شكل من أشكال اختراق الخصوصية، ومحاولة التجسس على محادثات ودوائر علاقات هذه الشخصيات.

وأظهرت هذه الشكاوى أن بعض الحسابات جرى السيطرة عليها بعد اختراق منظم للهواتف المحمولة الخاصة بهذه الشخصيات، حيث استخدمت رسائل المصادقة الثنائية مباشرة من جهة المخترقين؛ ما يدلل على وجود جهة منظمة بإمكانيات كبيرة تقف وراء الأمر.

وذكّرت المنظمة الدولية بما أعلنته شركة فيسبوك في 21 إبريل 2021، أنها أوقفت حسابات تُستخدم من جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني للتجسس على حسابات مستخدمين، منهم معارضين للسلطة الفلسطينية ونشطاء حقوق إنسان وصحفيين.

ووفق ما أعلنه فيسبوك في حينه فإنه أوقف شبكة من الحسابات الوهمية تتبع جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، تعمل على كسب ثقة المستخدمين من خلال الظهور كشخصيات اجتماعية، ومن ثم إرسال “روابط اختراق إلكتروني مموهة” للحسابات المستهدفة، مما يمكنهم من التجسس على هذه الحسابات.

وفي حينه، رفض جهاز الأمن الوقائي، الاتهامات الموجهة للجهاز من إدارة فيسبوك مدعيًا أن الجهاز يحترم الإعلام ويعمل وفق القانون والنظام، وأنه يحترم الحق في الخصوصية والسرية.

غير أن منظمة سكاي لاين الدولية لحقوق الإنسان، أكدت أن هذه المعطيات والشكاوى تتطلب من النائب العام الفلسطيني فتح تحقيق مهني وشفاف، وكذلك تستدعي قرارًا سياسيًّا بوقف هذه العمليات التي تخترق القانون ومحاسبة المتورطين فيها.

كما أشارت المنظمة الدولية إلى ما كشفته مؤسسة “فرونت لاين ديفندرز” الإيرلندية في 9 نومفبر 2021 عن وجود حملة ممنهجة وسريّة من برامج التجسس والمراقبة التي تهدف إلى اختراق أجهزة مدافعين/ات عن حقوق الإنسان فلسطينيين/ات ومحامين.

وبحسب ما كشف النقاب عنه في حينه فقد استخدم برنامج التجسس “بيغاسوس” ضد ستة مدافعين حقوقيين فلسطينيين عن سبع منظمات حقوقية، بما في ذلك “هيومن رايتس ووتش“، ومؤسسة الحق الفلسطينية التي صنفتها إسرائيل مع 5 منظمات مجتمع مدني فلسطيني أخرى كمنظمات إرهابية ضمن محاولتها نزع الشرعية عن عمل هذه المؤسسات وعزلها عن المؤسسات الشريكة وشبكات التضامن حول العالم.

وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن تزامن هذا الاختراق مع التصنيف الإسرائيلي بخصوص منظمات المجتمع المدني الفلسطيني، يعطي مؤشرات حول تورط السلطات الإسرائيلية في هذه العملية.

وأكدت منظمة سكاي لاين الدولية لحقوق الإنسان، أن اختراق أجهزة وحسابات الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، لا ينتهك خصوصيتهم فقط، إنما ينتهك أيضًا من هم على صلة بهم من الضحايا ومصادر المعلومات.

وشددت على أن أي اختراق سواء من جهات فلسطينية أو إسرائيلية هو عمل مدان، ويمثل انتهاكا للحق في الخصوصية وفي سرية المراسلات وهو حق دستوري لا يجوز المساس به.

وطالبت باتخاذ إجراءات فعالة لمكافحة وتجريم صناعة التجسس والمراقبة على الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، واحترام القوانين المحلية والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي تجرم انتهاك الخصوصية.

قد يعجبك ايضا