سكاي لاين تطالب بإنهاء الاعتداءات المتكررة ضد الصحفيين الفلسطينيين
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – أعربت منظمة سكاي لاين الدولية لحقوق الإنسان عن بالغ قلقها من تصاعد الانتهاكات المرتكبة ضد الصحفيين الفلسطينيين والحريات الإعلامية من قبل السلطات الإسرائيلية ومواقع التواصل الاجتماعي والجهات الداخلية الفلسطينية.
وأكدت على أن سياسة التقييد والملاحقة التي رصدتها، تنتهك وبشكل خطير مجموعة كبيرة من المواثيق الدولية التي كفلت الحماية الخاصة للصحفيين، داعيةً المجتمع الدولي إلى ضرورة التحرك وممارسة دور أكثر فعالية في هذا الجانب.
وقالت المنظمة في بيان صدر عنها اليوم الجمعة، أنها تنظر بقلق واستنكار بالغ، للأرقام الصادمة التي تم توثيقها من انتهاكات خلال شهر مايو/ أيار 2023 ، ضد الحريات الإعلامية والتي بلغت 53 انتهاكًا وفقًا للتقرير الصادر عن “لجنة دعم الصحفيين” وهي -منظّمة عربية- تُعنى برصد الانتهاكات بحقّ الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية.
وبينت “سكاي لاين” إلى أن شهر مايو/ أيار المنصرم شهد أكثر من 37 انتهاكاً إسرائيلياً بحق الإعلاميين العاملين في الميدان أو في السجون الإسرائيلية.
كما سجل التقرير 8 من الانتهاكات من قبل جهات فلسطينية داخلية بالضفة الغربية، وبشأن محاربة المحتوى الفلسطيني سجل التقرير 8 حالات من الانتهاكات من قبل مواقع التواصل الاجتماعي.
حيث تم تسجيل إصابة واستهداف 9 صحفيين من قبل الجيش الإسرائيلي وبعض المستوطنين، خلال تغطيتهم انتهاكات الجيش بحق الفلسطينيين بالضفة الغربية والقدس.
واستخدام الجيش للرصاص المطاطي وقنابل الغاز السام لمنع الصحفيين عن التغطية والتواجد في الحدث، عدا عن الشتم والركل، وإلقاء الحجارة والزجاجات على الصحفيين من قبل المستوطنين.
ووفقًا لمتابعة “سكاي لاين” فقد قام الجيش الإسرائيلي باعتقال واحتجاز واستدعاء عدد 3 من صحفيين، من بينهم اعتقال الصحفي “رمزي عباسي” الذي لا يزال معتقلاً، واحتجاز كل من الصحفي “عاصف نوفل” وسائق وكالة “وفا” أحمد قزاز.
وبشأن تأجيل المحاكمات وتمديد وتثبيت الاعتقال فقد تم تسجيل 4 حالات انتهاك في هذا الشأن، بعد أن مددت السلطات الإسرائيلية اعتقال الصحفي “رمزي عباسي” ثلاث مرات متتالية، وتثبيت الاعتقال بحق الصحفي “محمد بدر” لمدة 4 أشهر.
إلى ذلك، منعت القوات الإسرائيلية، أكثر من15 حالة تغطية، وعرقلت أداء مهامهم وتغطيتهم لانتهاكات الجيش في الأراضي الفلسطينية، في الضفة الغربية ومنعتهم من العمل، تخللها الشتم والسب والألفاظ النابية، والتهديد الذي سجل حالة واحدة.
فيما تعرض منزل الصحفي “يوسف فارس” مراسل فضائية “تونس”، لأضرار جسيمة أدى لتحطيم الأبواب والنوافذ وسقوط شظايا داخل المنزل، جرّاء استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي لمنزل مجاور لها وسط مدينة غزة.
أما على صعيد التضييق والتعذيب بحق الصحفيين الأسرى في السجون الإسرائيلية، فقد تم تسجيل 6 حالات.
حيث رُصد تعرض الأسير الكاتب “وليد دقة“، والمعتقل منذ أكثر من 37 عامًا، إلى الإهمال الطبي عدة مرات بعد نقله إلى مشفى “آساف هروفيه” نتيجة اختناق تنفسي شديد وتلوث في مكان في مكان استئصال رئته اليمنى، ثم نقله لعيادة سجن الرملة دون رعاية طبية، رغم خطورة حالته.
وعلى صعيد انتهاكات مواقع التواصل الاجتماعي تابعت “سكاي لاين” استمرار انتهاكات شركة “ميتا” بحق المحتوى الفلسطيني الذي يتعرض بشكل مستمر للحذف والتقييد.
حيث تم رصد أكثر من (8) حالات قامت شركة فيسبوك بحذف وحجب وإغلاق 6 صفحات وحسابات كان من ضمنهم حساب وكالة “صفا”، ومنصة “ساحات” وحجب محتواها، كما تم تسجيل حالة حجب وحالة تحذير على منصة انستغرام تلقاها صحفيين بسبب تغطيتهم للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
أما على صعيد الانتهاكات الفلسطينية الداخلية، فقد تم تسجيل(8) حالات خلال شهر مايو/ أيار2023 من الانتهاكات.
تمثلت في إغلاق مؤسسة ثقافية بقلقيلية، وهو مركز عصفور فلسطين الثقافي بقضبان من حديد دون إنذار، ومصادرة لممتلكات المركز. كما تم تسجيل 2 حالة اعتداء من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، على الصحفيين “جعفر اشتيه” وابنه “زين” ، كما تم رصد حالتي منع من التصوير وحالتي احتجاز تعسفي لعدة ساعات.
أما في قطاع غزة، فقد تم تسجيل حالة انتهاك واحدة تمثلت في استدعاء الصحفي “هاني أبو رزق“، مراسل صحيفة الحياة الجديدة والتحقيق معه وتم الافراج عنه لاحقا.
وأكدت “سكاي لاين” على أن ما تم رصده من أرقام واعتداءات غير مبررة، تشكل إنتهاكًا صارخًا للقواعد القانونية التي كفلت حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي.
وشددت على وجوب ممارسة الأجهزة الدولية المختصة لدورها في الرقابة على انتهاكات الجيش الإسرائيلي ومواقع التواصل الاجتماعي والجهات الداخلية.
ولفتت المنظمة الدولية إلى أن الدور السلبي للمجتمع الدولي تجاه ممارسات الأجهزة الإسرائيلية بحق حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي –لا سيما الاعتداء على الصحفيين- وغياب الرقابة القانونية على عملها، شكّل غطاءً ضمنيًا لاستمرار إسرائيل في انتهاكاتها، دون أي اعتبار للمخالفات القانونية الصارخة لقواعد القانون الدولي الذي حرية الرأي والتعبير وحماية الصحفيين من الملاحقة والاعتداء.
وطالبت منظمة سكاي لاين الحقوقية في نهاية بيانها السلطات الإسرائيلية بضرورة وقف اعتداءاتها المستمرة على الصحفيين الفلسطينيين، والعمل على إطلاق سراح كافة المعتقلين وضمان احترام الأجهزة الأمنية والعسكرية للطواقم الصحفية أثناء قيامها بأداء عملها في نقل وتغطية الأحداث في الأراضي الفلسطينية.
كما طالبت مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة وقف ممارساتها التقييدية ضد المحتوى الفلسطيني وضرورة مراعاة قواعد حرية الرأي والتعبير التي نص عليها القانون الدولي.