الأورومتوسطي: حماية معتقلي الرأي في السعودية تستدعي تدخلًا أمميًا

دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الفريق الأممي العامل المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي إلى إيفاد بعثة ميدانية إلى السعودية.

فجميع المؤشرات تدل على تصاعد حالات حرمان الأفراد من حريّتهم تعسفيًا على خلفية ممارستهم لحقوقهم المشروعة.

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان له، إنّ السلطات في المملكة العربية السعودية باتت تتبع نهجًا أكثر قسوة.

حيث يتعرض المنتقدين وأصحاب الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان، لأحكام قضائية جائرة خلال المدة الأخير في البلاد.

وأبرز المرصد إصدار حكمًا بحبس إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ “صالح آل طالب” عشر سنوات. ما لتنقض حكم براءته الذي صدر في وقت سابق.

وأشار المرصد إلى أنّ الحكم بحق الشيخ “صالح آل طالب يعطي إشارات على المدى الانتقام من المنتقدين وأصحاب الرأي. حيث لا يوجد أي التفات إلى أي من الاعتبارات القانونية أو المجتمعية.

إذ يعد “آل طالب” من أبرز الشخصيات الدينية في المملكة. وكان نشاطه الدعوي يحظى بتأييد ومتابعة عدد كبير من الأشخاص حتى خارج البلاد.

وعلى نحو مشابه، رفعت محكمة في سعودية الحكم على المغرّدة “سلمى الشهاب من السجن 6 سنوات إلى 34 سنة.

تليها مدة حظر سفر لمدة 34 عامًا أيضًا، وهي أطول مدة حكم بحق ناشط مدني بالسعودية. هذه الأحكام صدرت على خلفية تغريدات تضامنت فيها مع معتقلي الرأي في المملكة وطالبت بالإفراج عنهم.

والمغرّدة “الشهاب” أم لطفلين، وتدرس الدكتوراه في جامعة “ليدز” بالمملكة المتحدة. حيث اعتقلها الأمن السعودي العام الماضي بعد عودتها من المملكة المتحدة لقضاء عطلة في بلدها.

ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ الحكم غير المسبوق على المغرّدة “الشهاب” يحمل رسالة ترهيب.

ليس فقط للنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان، بل لجميع الأشخاص الذين يعيشون في المملكة العربية السعودية.

إذ تسعى السلطات على نحو دائم إلى تعظيم تكلفة الانتقاد أو الدفاع عن حقوق الإنسان. وهذا ضمن استراتيجيتها في محاربة وخنق الأصوات المعارضة لسياساتها الداخلية أو الخارجية.

وأكّد المرصد أنّ التعاطي الأممي والدولي الخجول مع انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية لا يفي بالغرض.

فهو يسهم في تشجيع المسؤولين السعوديين على توسيع وتصعيد تلك الانتهاكات. ويشجع التصرف بثقة أكبر في هذا الإطار، لأنّهم يدركون أنّ أفعالهم ستبقى دون مساءلة أو عقاب.

وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان السلطات السعودية بالإفراج غير المشروط عن الشيخ “صالح آل طالب” والمغرّدة “سلمى الشهاب“.

وطالب أيضاً بالإفراج عن جميع معتقلي الرأي في المملكة، والتوقف عن تجريم الانتقاد. ودعا المرصد إلى احترام حق الأفراد في حرية الرأي والتعبير.

وحث المرصد الأورومتوسطي هيئات وآليات الأمم المتحدة المعنية على التعامل بمسؤولية أكبر مع التهديد الذي يواجهه المنتقدون والنشطاء المعارضون والمدافعون عن حقوق الإنسان في السعودية.

ودعا إلى العمل على نحو حثيث للضغط على السلطات السعودية من أجل التراجع عن سياساتها التعسفية، وتمكين الأفراد من ممارسة حقوقهم المشروعة في التعبير وإبداء الرأي.

قد يعجبك ايضا