مركز الخليج: النساء السوريات في مقدمة احتجاجات حقوق الإنسان
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – في 04 أسبتمبر/أيلول 2023، دخلت الاحتجاجات السلمية في سوريا أسبوعها الثاني، دون أي مؤشرات على التراجع.
تظهر الاحتجاجات في مدينة السويداء جنوب غرب البلاد خلال موجة ملحوظة من الحراك المناهض للحكومة والتي اتخذ طابعاً فريداً حيث تتقدم النساء إلى طليعة الصفوف في منطقة ظلت تحت سيطرة الحكومة السورية منذ انتفاضات عام 2011. تلعب النساء في السويداء الآن دوراً مركزياً في التعبير عن آرائهن ضد الحكومة.
تظهر هذه الاحتجاجات بشكل بارز نساء سوريات من خلفيات وفئات عمرية مختلفة يتحدن ليس فقط لتحدي الأدوار التقليدية، ولكن أيضًا للتأكيد على شدة الصعوبات التي يواجهها السوريون في السويداء وسوريا على حدٍ سواء.
أنهم يطالبون بإنهاء الاستبداد، الإصلاح السياسي، تحسين الظروف المعيشية، والمزيد من الحقوق لجميع المواطنين دون أي استثناء أو تمييز.
قبل كل شيء، هم يطالبون أيضاً بالإفراج عن السجناء السياسيين، والشفافية الكاملة بشأن مصير 112,713 شخصاً اعتقلوا في سوريا منذ مارس/آذار 2011 وما زالوا مختفين قسرياً، بينهم 3,105 أطفال و6,698 امرأة.
لقد تزايدت المظاهرات التي كانت تهتف “عاشت سوريا، يسقط الاستبداد” بشكل مطرد في جميع أنحاء جنوب سوريا، وهو أمر نادر في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، مما ألهم أجزاء أخرى من البلاد للنزول إلى الشوارع تضامناً.
كنقطة انطلاق في السويداء، أغلق المتظاهرون مقر حزب البعث الحاكم وأحرقوا الملصقات الحكومية وصور رئيس الجمهورية.
عانى المتظاهرون من اشتباكات مع قوات الأمن. لقد دعا بعض المتظاهرين إلى إضراب عام لإنهاء الاستبداد.
في الوقت الذي تُركز فيه وسائل الإعلام العالمية على الظروف المعيشية السيئة والوضع الاقتصادي المتدهور كوقود للاحتجاجات الأخيرة، لكن الأصوات المحلية تكرر تأكيد جوع الناس “للكرامة، وليس للطعام”.
ومثل الاحتجاجات علامة على أن الشعب السوري لا يزال مصمماً على إحداث التغيير، حتى بعد مرور سنوات من معاناته من ويلات الحرب والقمع.
لطالما القى المسؤولون السوريون اللوم في فشل اقتصاد البلاد على العقوبات الدولية، الا انع في واقع الحال، السلطات الحاكمة هي من استنفذ جميع موارد البلاد، في صراعٍ طويل الأمد تسبب في معاناة شعبها.
إن الشعب السوري، والذي يعاني بشكلٍ مستمر من كافة أشكال الانتهاكات ويعيش في حالة من الانهيار شبه الكامل، ما زال على استعداد للوقوف والاحتجاج، ولذلك يستحق استجابة المجتمع الدولي وتضامنه ودعمه لمطالبهم.
تشكل هذه الاحتجاجات التحدي الأكبر للسلطات الحاكمة منذ الأيام الأولى للانتفاضة الشعبية في عام 2011، وتأتي في وقت تحاول فيه الحكومة الحفاظ على واجهة عامة من خلال تطبيع العلاقات مع الدول العربية الأخرى واستعادة مكانتها وكرسيها في منظمة الجامعة العربية.
“تكشف الإجراءات القمعية التي تمارسها السلطات الحاكمة، بقيادة من نصب نفسه رئيساً مدى الحياة، عن نمط فاضح من انتهاكات حقوق الإنسان التي تركت وصمة عار لا تمحى على الضمير العالمي وأثرت على الشعب السوري إلى الأبد”. قالت وئام يوسف، مديرة برنامج المدافعات عن حقوق الإنسان في مركز الخليج لحقوق الإنسان.
مع استمرار تطور الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تقودها النساء في السويداء، والتي يتردد صدى تأثيرها خارج حدود المدينة.
اختتمت يوسف حديثها قائلةً: “إن تصميمهم هو بمثابة شهادة على قوة الحركات الشعبية والروح الثابتة لأولئك الذين يسعون إلى مستقبل أكثر إشراقاً”.
وقالت: “إن العالم يشاهد نساء السويداء يتحدين الوضع الراهن، ويذكرن بقوة التغيير الفعالة التي يمكن أن تظهر من أكثر الأماكن غير المتوقعة وفي أوقات غير متوقعة”.