الأمم المتحدة تحث على “الوقوف في وجه الكراهية” التي يتعرض لها مجتمع الميم
قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن الإذلال وعدم التسامح يظلان “حقيقة صارخة” بالنسبة للعديد من أبناء مجتمع الميم في كافة أنحاء العالم.
جاء هذا في رسالتها بمناسبة اليوم الدولي القادم لمناهضة رهاب المثلية الجنسية وازدواجية الميل الجنسي ومغايرة الهوية الجنسانية (LGBTI) في جميع أنحاء العالم،
وقالت: “غالبا ما يتعرض أفراد مجتمع الميم إلى وصمة عار إضافية، وتمييز وعنف، بما في ذلك عند السعي للحصول على خدمات طبية، بحسب رسالة المفوضة السامية، ميشيل باشليت، التي قالت إن الأمر المؤسف والأكثر حزنا ربما قد يكون ما يتعرض له هؤلاء “داخل أسرهم أثناء عمليات الإغلاق”.
وأضافت: “إنهم يُعاملون في بعض الأماكن على أنهم كبش فداء لانتشار الفيروس”، وحثت الجميع على “الوقوف في وجه الكراهية، وكسر الصمت” المحيط بالمعاناة المفروضة على أفراد مجتمع الميم.
وأشار الأمين العام “أنطونيو غوتيريش” إلى أن جائحة كوفيد-19 تؤدي إلى تفاقم اللامساواة.
منذ بداية الجائحة، أشار الأمين العام في رسالته، إلى أن الأمم المتحدة قد وثقت ارتفاعا في التمييز وخطاب الكراهية والإقصاء الاجتماعي والاقتصادي والوصمة والعقبات التي تواجه مجتمع الميم عندما يتعلق الأمر “بحصولهم على الرعاية الصحية والتعليم والعمالة والخدمات الأساسية”.
وأضاف الأمين العام أن العالم شهد أيضا: “جهودا تثير الانزعاج للتراجع عن تدابير الحماية القانونية والاجتماعية لحقوق الإنسان الأساسية الواجبة لهم”.
وفي سياق العمل للتعافي بشكل أفضل من الجائحة، أشار الأمين العام إلى الحاجة: “إلى اتخاذ خطوات ملموسة لإلغاء القوانين التمييزية، والتصدي للعنف والتمييز القائمين على الميل الجنسي والهوية الجنسانية والخصائص الجنسية، ومكافحة الأسباب الجذرية لهذه المظالم”.
وكان قد أشار الأمين العام إلى ما سبق بما يتفق مع معالجة عدم المساواة وعدم ترك أي شخص خلف الركب من خلال ضمان المساواة في الحقوق للجميع اللذين يشكلان أساس خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
ودعا الأمين العام إلى العمل معا “من أجل عالم احتوائي يستطيع فيه الجميع أن يعيشوا أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق، بغض النظر عمَّن هم، أو أين يعيشون، أو مَن يحبون.”
وفي الوقت نفسه، مع استمرار الفيروس في عزل الناس وفصل العائلات وتدمير المجتمعات، فقد كشف أيضا عن عدم المساواة المتجذر في المجتمعات وزاد من الظلم، خاصة ضد أولئك المهمشين بالفعل.
وبحسب الخبير المستقل المعني بالميول الجنسية والهوية الجندرية، فيكتور مادريجال بورلوز، في بيان صادر يوم الجمعة، فإن “المثليات، والمثليين، ومزدوجي الميل الجنسي، والمتحولين جنسيا، والمتنوعين الذين يتم تمثيلهم بشكل غير متناسب في صفوف الفقراء، والمشردين، والذين ليس لديهم رعاية صحية، سوف يتأثرون بشدة بالجائحة. وما لم نتخذ إجراءات عاجلة، فإن هذا التأثير سيمتد لأجيال”.
علاوة على ذلك، فإن “البيان التاريخي”، الذي وقعه 96 خبيراً من خبراء الأمم المتحدة وخبراء حقوق الإنسان الدوليين العام الماضي، “يعترف بقوة” بأن الكفاح ضد جائحة كوفيد-19 لا يتم خوضه على قدم المساواة.
وقد زادت قوانين التجريم في 70 دولة من مخاطر انتهاكات الشرطة والاعتقال والاحتجاز التعسفيين أثناء حظر التجول، وأعاقت جمع البيانات المجدية.
والعديد من الدول تستخدم الجائحة كذريعة للاضطهاد. قال خبير الأمم المتحدة: “سنت بعض الدول تدابير تستهدف عن عمد المثليين والمجتمعات تحت ستار الصحة العامة، بما في ذلك اقتراح تشريعات لحرمان الأشخاص العابرين والمتنوعين جنسانياً من الاعتراف القانوني بهم”.
وشدد على أنه ينبغي على الدول ضمان أن تُصمم التدابير غير التمييزية المتعلقة بالجائحة بمشاركة مجتم الميم.
من جانبها، أشارت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى “روايات مروعة” عن التمييز العنصري المنهجي ووحشية الشرطة في جميع أنحاء العالم.
علاوة على ذلك، واجهت مجتمعات السود وذوي البشرة البنية والسكان الأصليين ذات الميول الجنسية والهويات الجنسية المختلفة منذ فترة طويلة تهديدات متداخلة بالاستغلال والتهجير القسري وزيادة الضرر، بحسب وكالة الأمم المتحدة المعنية بالمساواة بين الجنسين.
“لقرون، استُخدم سمو العرق الأبيض، وموروثات الاستعمار والإمبريالية، والمعايير غير المتجانسة، والمعايير الثنائية بين الجنسين لتبرير العنف والتجريم”.
من الأذى ونتعافى من الحزن العميق والصدمات التي تحدث بين الأجيال على أيدي مواطنين ودول ومؤسسات في جميع أنحاء العالم”.
وبمناسبة اليوم الدولي لمناهضة رهاب المثلية الجنسية، ورهاب التحول الجنسي، ورهاب ازدواجية الميل، سلطت هيئة الأمم المتحدة للمرأة الضوء على قصص 8 مناصرات ومناصرين من مجتمع الميم شاركن/وا قصصهن/م عن المقاومة والدعم والتعافي.
اقرأ أيضاً: مضايقات واحتجاز تعسفي لناشطة في “مجتمع الميم” في تونس