في جريمة مزدوجة.. الاحتلال يلاحق الصحفيين حتى غرف العناية ويغتال حسن إصليح

الأراضي الفلسطينية المحتلة – يدين مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين (PJPC) بأشد العبارات جريمة الاغتيال النكراء التي راح ضحيتها الصحفي حسن عبد الفتاح إصليح، فجر اليوم الثلاثاء، بينما كان يتلقى العلاج داخل مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، مطالبًا بفتح تحقيق دولي عاجل في هذه الجريمة، وفي سلسلة الانتهاكات المتصاعدة بحق الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع.

ويُعدّ حسن إصليح (41 عامًا) من أبرز الصحفيين الميدانيين في قطاع غزة، وقد عُرف بتغطيته المكثفة لانتهاكات الاحتلال في المناطق الحدودية. وكان قد أُصيب الشهر الماضي في قصف استهدف خيمته داخل مخيم الصحفيين بخان يونس، قبل أن يُلاحَق إلى سريره في المستشفى، حيث جرى استهدافه مجددًا بغارة إسرائيلية أدّت إلى استشهاده.

ويؤكد المركز أن هذه الجريمة تُضاف إلى سلسلة ممنهجة من الاستهدافات المباشرة التي طالت الصحفيين الفلسطينيين، حيث تجاوز عدد الشهداء من الصحفيين حاجز 200 صحفي وصحفية منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، في واحدة من أكثر الحروب دموية ضد الإعلام في التاريخ الحديث.

ويصف المركز عملية الاغتيال بأنها “استهداف متعمد لصوت الحقيقة”، مشيرًا إلى أن اغتيال إصليح داخل منشأة طبية يُعد خرقًا جسيمًا لأحكام القانون الدولي الإنساني، لا سيّما اتفاقيات جنيف الأربع، التي تحظر استهداف المدنيين والكوادر الطبية، وتُلزم أطراف النزاع بحماية العاملين في مجال الصحافة أثناء النزاعات المسلحة.

ويشير المركز إلى أن هذه الانتهاكات تعكس سياسة ممنهجة تتبعها قوات الاحتلال الإسرائيلي لقمع حرية التعبير، وطمس الرواية الفلسطينية، ومنع توثيق الجرائم على الأرض، ولا سيما في ظل القيود المفروضة على دخول وسائل الإعلام الدولية إلى قطاع غزة.

ويطالب مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين المجتمع الدولي، ومنظمات الأمم المتحدة، وخصوصًا المقررين الخاصين المعنيين بحرية التعبير وحماية المدافعين عن حقوق الإنسان، باتخاذ خطوات فاعلة لتأمين الحماية القانونية والميدانية للصحفيين الفلسطينيين، ومساءلة سلطات الاحتلال عن هذه الجرائم التي ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

كما يشدد المركز على أن “الحقيقة ستبقى أقوى من الرصاص، والصوت الفلسطيني سيبقى شاهدًا رغم الاستهداف”، مؤكدًا أن الصحفيين الفلسطينيين سيواصلون أداء رسالتهم المهنية والإنسانية، رغم الظروف الكارثية والمخاطر المتزايدة.

قد يعجبك ايضا