المتظاهرون وعناصر قوات الأمن يضايقون الصحفيين الذين يغطون التظاهرات في تونس
قام متظاهرون وعناصر من قوات الأمن في تونس العاصمة في يومي 25 و 26 تموز/ يوليو 2021 بمهاجمة ومضايقة ما لا يقل عن ستة صحفيين يغطون التظاهرات.
هذا وفقاً لتقارير الأنباء ولما أفاد به صحفيون تحدثت معهم لجنة حماية الصحفيين أو نشروا تجاربهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك وفقاً لبيان صدر عن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.
وكان الصحفيون يغطون التظاهرات المناهضة للحكومة في منطقة باردو بتونس العاصمة، والتي انطلقت في 25 يوليو/ تموز بعد أن أقال الرئيس “قيس سعيد” رئيس الوزراء “هشام المشيشي” وعلّق البرلمان، حسبَ تقارير الأنباء.
وفي 25 تموز/ يوليو، قام متظاهرون لم تُعرف هوياتهم بإلقاء حجارة على المصور الصحفي “ياسين القايدي” الذي يعمل مع وكالة الأناضول التركية، وأصيب الصحفي برأسه وقدميه، وفقاً لمادة نشرها الصحفي على موقع فيسبوك، ووفقاً لتقارير الأنباء، والبيان الصادر عن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.
وتلقى “القايدي” علاجاً في مستشفى محلي بعد الاعتداء، وخرج من المستشفى في اليوم نفسه، وفقاً للمصادر نفسها ولمادة على موقع فيسبوك نشرها المصور الصحفي “حمزة كريستو” الذي شهد الحادثة.
كما ألقى المتظاهرون أثناء التظاهرة نفسها حجارة وقوارير مياه نحو المراسلة الصحفية “يسرى الشيخاوي” التي تعمل مع الموقع الإلكتروني الإخباري المستقل ’حقائق أون لاين‘؛ والمراسل الصحفي “زياد حسني” الذي يعمل في إذاعة ’شمس إف إم‘ الخاصة؛ والمصور الصحفي المستقل محمد طاطا، وفقاً لتقارير الأنباء والبيان الصادر عن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، وكذلك وفقاً ليسرى الشيخاوي التي تحدثت مع لجنة حماية الصحفيين عبر تطبيق تراسُل.
وأفادت الشيخاوي إنها أصيبت بعدة رضوض بجسدها من جراء المقذوفات التي ألقاها المتظاهرون. وأصيب حسني في الصدر والساقين، وأصيب طاطا بالساقين أيضاً، وفقاً للمصادر نفسها ولمادة نشرها حسني على موقع فيسبوك ولكنها لم تُحدِّد شدة الإصابات.
وفي 25 تموز/ يوليو أيضاً، أمسك عناصر من قوات الأمن بالمصور الصحفي “حمزة كريستو” من ذراعيه وظهره لإيقافه عن تغطية الاحتجاجات في “باردو”، ويعمل هذا الصحفي مع وكالة تونس أفريقيا للأنباء التي تديرها الدولة، وفقاً للبيان الصادر عن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ومادة نشرها الصحفي على موقع فيسبوك.
وفي 26 تموز/ يوليو، قام متظاهرون بدفع المراسل الصحفي “وليد عبدالله” الذي يعمل مع قناة ’العربية‘ الإخبارية السعودية، واتهموه بأنه جاسوس بينما كان يحاول تغطية الاحتجاجات، وفقاً لتقرير صحفي بثته قناة ’العربية‘ تضمّن مقطع فيديو للاعتداء.
وفي 26 تموز/ يوليو أيضاً، داهمت قوات الأمن التونسية مكتب قناة ’الجزيرة‘ القطرية، وأمرت الموظفين بمغادرة المبنى وصادرت المعدات، حسبما وثّقت لجنة حماية الصحفيين آنذاك.
وما زال المكتب مغلقاً لغاية الآن، مما اضطر الموظفين إلى العمل عن بُعد دون أن يتمكنوا من استخدام معداتهم المهنية، وفقاً لرئيس مكتب القناة في تونس، “لطفي حجي”، الذي تحدّث مع لجنة حماية الصحفيين عبر تطبيق تراسُل.
وفي حادث منفصل، قام عناصر شرطة يرتدون ملابس مدنية في 28 تموز/ يوليو باحتجاز فريق مراسلين صحفيين يعملون مع صحيفة ’نيويورك تايمز‘ يتألف من رئيسة مكتب القاهرة، “فيفيان يي”، ومراسل الصحيفة في تونس، “ماسينيسا بالأكحل”، وصحفي ثالث لم يرغب بالكشف عن اسمه، وفقاً لتقرير نشرته الصحيفة والصحفية “فيفيان يي” التي تواصلت مع لجنة حماية الصحفيين عبر البريد الإلكتروني.
وكان الفريق الصحفي يغطي الاحتجاجات في حي التضامن في تونس العاصمة عندما قام عناصر من قوات الأمن باحتجاز أفراد الفريق واقتيادهم إلى مركز محلي للشرطة للتحقُّق من وثائقهم، وفقاً للمصادر نفسها.
واحتجزتهم الشرطة لمدة ساعتين، وحققت مع “بالأكحل”، ثم أفرجت عنهم دون أن توجه إليهم أية اتهامات؛ وقالت الصحفية “فيفيان يي” للجنة حماية الصحفيين إنها لا تعرف الأسئلة التي وجهها عناصر الأمن للصحفي “بالأكحل”.
وأرسلت لجنة حماية الصحفيين رسالة بالبريد الإلكتروني إلى المكتب المركزي للشرطة في تونس العاصمة، وإلى “نوري اللجمي”، رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، وهي الهيئة المسؤولة عن البث الإعلامي في البلد، وذلك للحصول على تعليق منهم بخصوص هذه الحادثة، إلا أن اللجنة لم تتلقَ أي رد.
اقرأ أيضاً: اعتقال نائبين وانتهاكات اخرى للحقوق والحريات في تونس