80 % من اليمنيين يعانون انعدام الأمن الغذائي و 3.6 مليون شخص نزحوا داخلياً
تشتد المأساة باليمنيين يوماً وراء آخر، في ظل استمرار الصراع وانغلاق أفق الحل السياسي، وتراجع كمية المساعدات الإنسانية التي كانت تقدمها منظمات أممية.
ويأتي هذا التراجع في المساعدات بسبب نقص التمويل، مع عودة القتال مجدداً إلى أغلب الجبهات في البلاد بعد هدوءٍ دام لأشهر.
وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة اليمنية، نجيب العوج – بحسب وكالة الأنباء الحكومية (سبأ) – إن التقديرات تشير إلى حوالي 80% من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي نتيجة انخفاض مستوى المساعدات الغذائية وتفشي جائحة فيروس كورونا وغزو أسراب الجراد وكارثة السيول التي شهدتها البلاد مؤخراً.
وفي الثاني من أكتوبر الجاري، قال برنامج الأغذية العالمي، إنه بحاجة إلى 427 مليون دولار أمريكي لمواصلة عملياته في اليمن دون عوائق خلال الأشهر الستة المقبلة. مؤكداً أن 24.3 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى مساعدة إنسانية.
وكان مكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أعلن في وقت سابق، عن تضرر أكثر من 9 ملايين يمني من تخفيض برامج المساعدات، وإغلاق 15 برنامجاً، من أصل 41 برنامج مساعدات رئيسياً باليمن، بسبب نقص التمويل.
وأشار الوزير اليمني، خلال مشاركته عبر الاتصال المرئي، في اجتماع الطاولة المستديرة بشأن تعزيز الأمن الغذائي لعام 2020 وما بعده، الجمعة، إلى أن هناك أكثر من 3.6 مليون شخص نزحوا داخلياً نتيجة الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي.
وذكر وزير التخطيط اليمني، أن الحكومة تبذل جهوداً لمواجهة تلك التحديات من خلال السعي في توفير وزيادة حجم المساعدات الغذائية والإنسانية لحماية الأسر الواقعة في المراحل الطارئة من التصنيف المرحلي للأمن الغذائي.
مشدداً على ضرورة حشد المزيد من الدعم والموارد التمويلية في سبيل تعزيز الجهود الرامية لتحسين أجندة الأمن الغذائي في اليمن لأحياء الاستقرار والتعافي الاقتصادي للفترة القادمة.
وغير بعيدٍ عن فصول المأساة القائمة في البلاد، أفادت المنظمة الدولية للهجرة، بنزوح ما يقارب 24 ألف أسرة لمرة واحدة على الأقل في مختلف أنحاء اليمن، وذلك في الفترة منذ يناير حتى سبتمبر الماضي.
وقالت المنظمة على صفحتها في «تويتر» إنها وثقت هذا العدد من الأسر النازحة، «وفقاً لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة».
وذكرت المنظمة، أنها تقدم الدعم حالياً لأكثر من 13 ألف أسرة تعيش في 55 موقعاً للنزوح في أنحاء البلاد من خلال فرق إدارة المخيمات وتنسيق أنشطتها.
وفي الخامس من أكتوبر الجاري، أعلنت المنظمة ذاتها عن وجود ما لا يقل عن 14 ألف مهاجر إفريقي قد تقطعت بهم السبل في مختلف أنحاء اليمن، الذي يشهد صراعاً منذ 6 أعوام بفعل انقلاب ميليشيات الحوثي.
وأعلن مكتب حقوق الإنسان بمديرية الدريهمي، في محافظة الحديدة الساحلية غرب اليمن، في وقت متأخر من ليلة الجمعة، عن توثيقه مقتل 6 مدنيين، نصفهم نساء، بنيران ميليشيات الحوثي، يوم الخميس الماضي.
وقال المكتب في بلاغ صحفي، تحصلت «الرؤية» على نسخة منه، إنه سجل حالات القتل تلك في قريتي الحائط والقازة. مشيراً إلى أن من بين القتلى 3 نساء، هنّ «بدور عمر صغير عديني (25 سنة)، لطيفة أحمد صغير هندي (20 سنة)، وعائشة إبراهيم هبه، (60 سنة)».
وبحسب البلاغ، فقد منعت الميليشيات، الموالية لإيران، الأهالي في قرية الحائط، من النزوح من منازلهم واتخذت البيوت والمزارع مواقع لتمركز قناصيها واستهداف المدنيين الذين يحاولون الخروج من هذه المناطق إلى المناطق المحررة.
ومنذ أكثر من أسبوع شنت ميليشيات الحوثي هجمات مكثفة على مدينة الدريهمي، وُصفت بأنها الأشرس منذ توقيع اتفاق ستوكهولم بين الحكومة اليمنية والحوثيين أواخر 2018م، ما أدى إلى حدوث موجة نزوح جديدة.
اقرأ أيضاً: الحوثيون يتنصلون من مسؤولية المآسي الانسانية في اليمن