كتابٍ للأطفال تصدره “لجين الهذلول” تدون فيه أحلامها

الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – أكدت عائلة الناشطة الحقوقية لجين الهذلول أنه تم نقلها من سجن صغير في السعودية بعد إطلاق سراحها إلى السجن الأكبر كونها لا تزال محرومة من حقوقها المدنية والإنسانية وبضمنها حقها في حرية التعبير والحق في السفر خارج البلاد.

وبحسب مركز الخليج لحقوق الإنسان، أوحى عمل الهذلول الدؤوب في مجال حقوق الإنسان بقصة جميلة للأطفال تحمل عنوان، “لجين تحلم بزهور عباد الشمس”.

بتاريخ 10 فبراير/شباط 2021، أعلنت لجين، طلاق سراحها من قبل السلطات بشكل مشروط من السجن بعد أن قضت أكثر من عامين ونصف فيه لدفاعها عن حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية.

بالرغم من إطلاق سراحها من السجن، تعاني لجين من عدم السماح لها من التعبير عن آرائها بحرية في وسائل التواصل الاجتماعي، أو التحدث بحرية إلى وسائل الإعلام. يتم كذلك منعها من الحصول على وظائف مناسبة.

وبعد كل هذا الاستهداف المباشر لها، يجري منعها من السفر إلى خارج البلاد لبدء حياة جديدة تتمتع فيها بحقوقها كاملة، وتستطيع من خلالها بناء مستقبلها من جديد.

وقد أجرى المدير التنفيذي لمركز الخليج لحقوق الإنسان، خالد إبراهيم مقابلة صحفية مع شقيقة لجين، مدافعة حقوق الإنسان لينا الهذلول تمحورت حول القصة التي كانت كاتبتها الرئيسية، وآخر أخبار لجين.

مقتطفات من المقابلة الصحفية

خالد إبراهيم: هل بإمكانكم توضيح العلاقة بين حلم لجين بالطيران في طفولتها كما تم وصفه في القصة وعملها الدؤوب من أجل حصول النساء في السعودية على حق قيادة السيارة والذي تم قبل خمس سنوات؟

لينا الهذلول: كافحت لجين من أجل حق المرأة في القيادة في السعودية. كان حلماً حلمت به وقد فعلت كل ما في وسعها لتحقيق هذا الهدف.

كانت تناقش هذا الموضوع مع أفراد من مختلف فئات المجتمع وتُشير إلى الظلم الذي يُمثله هذا المنع حتى تعلمت أخيراً بنفسها قيادة السيارة لتظهر أنه من الممكن للمرأة في السعودية التمتع بهذا الحق ايضاً.

في القصة، تريد الطفلة لجين أن تطير بأجنحتها، لكن للأولاد لهم الحق فقط في الطيران. بعد معاناتها وتصميمها على النجاح تفهمت أسرتها رغبتها ووافقوا على تعليمها الطيران لتصبح قصتها قصة بطلة ملهمة شجعت الفتيات الصغيرات على تعلم الطيران ايضاً.

 

خالد إبراهيم: الأسرة احتضنت لجين حتى حققت حلمها في الطيران والهبوط وسط حقل نباتات عباد الشمس، هل لكم توضيح دور الأسرة في الإنجازات الكبيرة التي حققتها لجين بعملها في مجال حقوق الإنسان؟

لينا الهذلول: صوّر والدي لجين في عام 2013 عندما قادت سيارتها للمرة الأولى في السعودية في وقتٍ كان لا يزال فيه ممنوعاً على النساء القيادة.

انتشر الفيديو على نطاق واسع، وبصفته ولي أمرها تحمل المسؤولية كاملةً. لطالما كانت عائلتي داعمة لنا جميعاً، وتريد مستقبلًا أفضل لبناتها.

بالطبع، كان دعم والدي واضح للجميع لكنني أردت أيضاً أن اشكر والدتي في القصة لأنها في الحياة الواقعية هي التي ضحت أكثر وناضلت لكي نصبح نساء مستقلات.

 

خالد إبراهيم: تكررت هذه العبارة عدة مرات في هذه القصة، هل لكم أن توضحوا إن كان هذا يمثل انعكاساً باعتقادكم بأن التغيير السلمي وبناء مستقل زاهر لكل المواطنين في السعودية قد لا يحصل حالاً ولكنه سيحصل بشكل مؤكد؟

لينا الهذلول: هذه العبارة كانت الصورة الرئيسية لحساب لجين على الفيسبوك عندما كانت في السجن. كنا نظن أنه معبر للغاية ويعبر عن رؤية لجين لنشاطها في مجال حقق الإنسان.

تستغرق الأمور وقتاً طويلاً حتى تتغير، ونحن نعمل على بناء بلد ناضج ومعافى، وهو أمر سيستغرق أجيالاً وليس سنوات فقط. أردت أن يعرف الأطفال أنه يجب عليهم التحلي بالصبر وأن الظلم قد يستمر لفترة طويلة، ولكن العدالة ستسود دائماً.

 

خالد إبراهيم: هل لكم أن تحدثونا عن كيفية تبلور فكرة القصة لديكم؟

لينا الهذلول: أوما التي شاركتني في كتابة القصة كانت ناشطة حقوقية، وقد دعتني للتحدث أمام مجلس حقوق الإنسان عندما كانت لجين في السجن. عندما ذهبت إلى جنيف، قابلت ابنتها البالغة من العمر 5 سنوات والتي كانت تسمع الكثير عن لجين.

كأي طفلة، كان لديها الفضول لمعرفة سبب وجود لجين في السجن، وكانت أسئلتها المتعددة قد أقنعتنا أنه من المهم أن يكون لدينا قصة تروي نضال لجين بطريقة جميلة وخيالية، لجعلهم يفهمون أن الظلم يجب الوقوف ضده وكذلك نستطيع محاولة التغيير في مجتمعاتنا نحو الأحسن.

وعلى المستوى الشخصي بالنسبة لي، أردت أن أخلد اسم لجين كيما تتذكر الأجيال القادمة أن اختي كانت من أبرز الاسماء التي ساهمت في التغيير وفي انتزاع هذا الحق، وبغض النظر عن مدى محاولة السلطات تشويه صورتها، سيظل الناس يتذكرونها كبطلة وصاحبة حق وليس كخائنة كما حاولت السلطات وسمها وتشويه سمعتها.

 

خالد إبراهيم: هل لكم أن تحدثوا القراء بآخر أخبار مدافعة حقوق الإنسان لجين الهذلول؟

لينا الهذلول: لقد تم نقلها من سجن صغير بعد إطلاق سراحها إلى السجن الأكبر فهي محرومة من حقوقها المدنية والإنسانية وبضمنها حقها في حرية التعبير والحق في السفر خارج البلاد.