وول ستريت جورنال: انفجار بيروت يفاقم معاناة اللاجئين السوريين في لبنان
تناول تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال (Wall Street Journal) تأثير انفجار بيروت على أكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان. وأشارت مراسلة الصحيفة رجاء عبد الرحيم إلى جانب من المعاناة التي حلت باللاجئين السوريين بعد الانفجار الذي دمّر معظم وسط المدينة الشهر الماضي.
فقد أدى الحادث إلى إصابة اللاجئ عبد الخالد العبيد بجروح بليغة مع كسر في فخذه الأيمن وكسور أخرى بالجسم. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أصبح العبيد “27 عاما” عاطلا ودون صاحب عمل لبناني يكفل إقامته التي انتهت بعد فترة وجيزة.
وحتى وهو يتعافى الآن من إصاباته قد يواجه عامل تنظيف النوافذ في النهاية الترحيل إلى البلد الذي فر منه قبل 8 سنوات.
ويقول العبيد الذي كان يعيل زوجته وابنته الصغيرة وأفراد عائلته الممتدة “أين يمكنني الذهاب الآن وأجد كفيلا جديدا؟ وكحال السوريين عندما تفقد عملك تفقد كل شيء، ولكني لا أستطيع العودة إلى سوريا.. لا أستطيع العودة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن تداعيات الانفجار عمّقت بؤس العديد من اللاجئين السوريين في البلاد وفاقمت الانقسام بينهم وبين اللبنانيين الذين يلقي بعضهم باللائمة بشكل متزايد في مشاكل بلادهم على السوريين.
ومع أن عشرات السوريين قتلوا أو أصيبوا بجراح أو فقدوا ممتلكاتهم في الانفجار لكنهم يقولون إنهم يُردون على أعقابهم في مواقع توزيع المساعدات، كما أنهم حرموا من المساعدة في إعادة بناء المنازل المتضررة، وفي بعض الحالات تعرضوا للمضايقات لأنهم ساعدوا في جهود التنظيف والإغاثة بعد الانفجار.
وذكرت الصحيفة أن السلطات اللبنانية رحلت آلاف السوريين في عام 2019 عندما بدأت تضيق على المقيمين في البلاد بطريقة غير شرعية، لكن الترحيلات توقفت منذ أن أغلق لبنان الحدود مع سوريا عقب وباء كورونا.
ومع أنهم كانوا يعانون من الضغوط في لبنان لفترة طويلة، فإن وجودهم منذ انفجار 4 أغسطس/آب أصبح غير مقبول بشكل متزايد، وهو ما جعل جماعات سورية تقلق من أن الزيادة في التمييز يمكن أن يدفع اللاجئين السوريين إلى العودة لوطنهم بالرغم من المخاطر الكثيرة التي ما زالوا يواجهونها هناك.
وتعلق على هذا الأمر ياسمين صبرا، مؤسسة مشاركة لجمعية بسمة وزيتونة الخيرية في لبنان لمساعدة السوريين، “إذا انقطعت الكهرباء يقولون لأنه يوجد مليون سوري هنا.
وإذا شح الطعام يقولون لأنه يوجد مليون سوري. وإذا لم توجد مدارس عامة يقولون بسبب السوريين”. وأضافت “كسورية في لبنان تشعر دائما أنك في موقف الدفاع”.
اعلان
وختمت الصحيفة بأن الخوف الآن يتملك الكثير من السوريين في لبنان. فعندما تأتي شاحنات خيرية لتوزيع المساعدات في أحد الأحياء غالبا ما يقول عمال الإغاثة إنها ليست للسوريين، ولذلك ينفضّون عنها بهدوء منعا للمشاكل.
ويقول أحد اللاجئين متحسرا “الانفجار لم يميز. لكن بعد الانفجار عانينا من التمييز”.
اقرأ أيضاً: لبنان: وحده التحقيق الدولي يضع ضحايا انفجار بيروت على طريق العدالة