وكالات أممية تدعو لحماية الفئات الضعيفة خلال العنف الدائر في الأراضي المحتلة

توالت ردود فعل الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والمسؤولين الأممين إزاء تدهور الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة.

ودعت الوكالات إلى إنهاء العنف وحماية المدنيين وخاصة الأطفال، الذين غالبا ما يعانون أكثر من غيرهم في أوقات الصراعات.

وفي تغريدة عبر تويتر، أفاد المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، بإصابة مدرستين تابعتين للأونروا ومبنى إداري خلال الغارات الإسرائيلية على غزة.

وذكر أن هناك أضرارا مادية، مشيرا إلى أنه تم التأكد من سلامة الموظفين. غير أنه أكد قائلا: “بموجب القانون الدولي، لا يجوز انتهاك حرمة مباني الأمم المتحدة والأونروا.”

وكان مدير عمليات الأونروا في غزة، ماتياس شمالي، قد وجه نداء عبر توتير أيضا يدعو فيه الجميع إلى التوقف عن القصف قائلا إن ذلك ليس الحل!

وقال شمالي: “بعد ليلة عنيفة من المواجهات العسكرية، يشعر أهالي غزة بالرعب. توقفوا عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل! توقفوا عن قصف غزة! هذا ليس حلا. والمدنيون يدفعون الثمن. احترموا كرامتهم!”

وبحسب بيان صادر عن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فقد أدى العنف إلى مقتل ما لا يقل عن 14 طفلا في دولة فلسطين وطفل واحد في إسرائيل منذ يوم الاثنين بحسب التقارير.

وتفيد التقارير أيضا بإصابة 95 طفلا آخر في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وثلاثة أطفال في إسرائيل في الأيام الخمسة الماضية.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور: “وصل الوضع إلى منعطف خطير. إن مستوى العنف وتأثيره على الأطفال مدمر، نحن على حافة حرب شاملة. وكما في أي حرب، يعاني الأطفال – كل الأطفال – أولا، وهم الأكثر معاناة”.

ودعت فور جميع الأطراف إلى إنهاء العنف وتهدئة التوتر وقالت: “أحثهم على حماية جميع المدنيين وتجنب الهجمات على البنية التحتية المدنية ووضع حد للانتهاكات ضد الأطفال. أذكرهم بالتزاماتهم بحسب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان”.

وفي بيان آخر، أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأطفال والصراعات المسلحة، فيرجينيا غامبا، عن قلقها العميق إزاء دوامة العنف الأخيرة في إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة، والتي قتل فيها وأصيب مدنيون بجراح، بمن فيهم أعداد كبيرة من الأطفال.

ودعت غامبا جميع الأطراف لضمان حماية الأولاد والبنات من تأثير العنف وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لمنع المزيد من تصعيد العنف.

وقالت: “إنني أشعر بقلق إزاء التداعيات الخطيرة وطويلة الأمد للعنف على الصحة البدنية والعقلية للأطفال وأناشد جميع الأطراف التحرك فورا لحماية الأطفال”.

وأضافت أن الوقت حان لاتخاذ تدابير ملموسة لتحسين حماية الأطفال والمدارس والمستشفيات من آثار العنف.

وفي بيان منفصل، صدر عن مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين، أعربت هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن القلق البالغ إزاء استمرار العنف في الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، ولا سيما استهداف الفئات المدنية وقتل الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال.

وقال البيان: “تدعو هيئة الأمم المتحدة للمرأة المجتمع الدولي إلى الإحاطة علما بأثر دوامة العنف على الفئات التي تعيش ظروفا هشة، وبخاصة النساء والأطفال العرضة حاليا لخطر الإخلاء القسري في القدس الشرقية وهدم المنازل في غزة”.

ودعت المجتمع الدولي لأن يأخذ بعين الاعتبار ضرورة اتخاذ تدابير تقدم دعما إنسانيا شاملا ومستجيبا لاعتبارات النوع الاجتماعي، بما يتضمنه ذلك من تقديم خدمات الاستجابة إلى العنف القائم على النوع الاجتماعي والصحة الجسدية والعقلية، وخاصة ضمن سياق جائحة كـوفيد-19.

وأضاف البيان: “مع الاعتراف بالطابع غير المتوازن للتصعيد الجاري وعواقبه، تدعو هيئة الأمم المتحدة للمرأة جميع الأطراف إلى احترام حقوق الإنسان وممارسة أعلى درجات ضبط النفس والعمل على إلغاء التدابير التي تسببت في الوضع الحالي”.

وحثت على التوصل إلى هدنة فورية تمهد الطريق لحل سلمي وعادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وفقا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

رجّح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن يؤدي الخطر الحالي للتصعيد في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى تفاقم الوضع الإنساني، خاصة في غزة، حيث كان قطاع الصحة يكافح أصلا من أجل توفير الخدمات الأساسية لسنوات، وقد زاد العبء عليه بسبب كوفيد-19.

وفي تقرير موجز عن الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه حتى الساعة الخامسة مساء، في 11 أيار/مايو، تم الإبلاغ عن مقتل 28 فلسطينيا بينهم 10 أطفال في غزة و154 إصابة بضربات جوية إسرائيلية. وقُتلت سيدتان في إسرائيل من جراء إطلاق صواريخ من غزة، وتم الإبلاغ عن العشرات من الإصابات.

وأضافت أوتشا أنه منذ مساء 10 أيار/مايو، أطلقت مجموعات فلسطينية مسلحة 250 صاروخا باتجاه إسرائيل، وشنت إسرائيل غارات جوية متعددة على غزة. ويستمر ارتفاع عدد الضحايا في غزة وإسرائيل.

هذا وقد تم إغلاق معبري إيريز وكرم أبو سالم الخاضعين للسيطرة الإسرائيلية حتى إشعار آخر، كما تم حظر جميع عمليات الصيد قبالة سواحل غزة.
وفي المؤتمر الصحفي اليومي من المقر الدائم بنيويورك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن تمويل الاستجابة الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة أمر بالغ الأهمية.

وأضاف: “تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للأرض الفلسطينية المحتلة، التي تطلب 417 مليون دولار لمساعدة 1.8 مليون فلسطيني ضعيف، بنسبة 29 في المائة”.

وأشارت أوتشا إلى إصابة ألف فلسطيني في الشيخ جراح والبلدة القديمة بالقدس الشرقية، بين 7 أيار/مايو و10 أيار/مايو وحدها، على يد القوات الإسرائيلية. 735 إصابة منها بأعيرة مطاطية.

وتصاعدت الاضطرابات في القدس الشرقية منذ بداية شهر رمضان في 13 نيسان/أبريل، بعد أن أقامت السلطات الإسرائيلية حواجز معدنية خارج باب العامود (المؤدي للبلدة القديمة) مما منع وصول الفلسطينيين إلى الأماكن العامة.

وعلى الرغم من استعادة الهدوء النسبي في 25 نيسان/أبريل، مع إزالة الحواجز، تصاعدت التوترات أيضا بسبب الإخلاء الوشيك من قبل السلطات الإسرائيلية لأربع عائلات ممتدة من اللاجئين الفلسطينيين من منازلها في حي الشيخ جراح.

وبحسب أوتشا، في 10 أيار/مايو، أصيب 657 فلسطينيا، معظمهم في الأجزاء العلوية من جسدهم، وعلى الأقل فلسطيني واحد فقد عينه. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية وتقارير شرطية إسرائيلية، أصيب 32 جنديا إسرائيليا في 10 أيار/مايو، 21 منهم في محيط المسجد الأقصى.

اقرأ أيضاً: التصعيد الاسرائيلي الأخير يُبرز واقع الفصل العنصري والاضطهاد الذي يعيشه الفلسطينيين

قد يعجبك ايضا