وفاة رجل أثناء احتجازه في السجون المصرية بشكل جائر

(بيروت)–قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم إن رجلا مصريا (64 عاما)، كانت أسرته المستقرة في الولايات المتحدة قد طالبت بإطلاق سراحه في عدة مناسبات بسبب وضعه الصحي.

توفي في 2 سبتمبر/أيلول 2020 فيسجن طرة-2 شديد الحراسة“، المعروف بسجن العقرب، بعد عامين تقريبا من احتجازه دون محاكمة. 

اعتُقل أحمد عبد النبي محمود في 23 ديسمبر/كانون الأول 2018 مع زوجته ريا عبد الله (62 عاما)، وابنتهما يسر عبد النبي(24 عاما).

أُخفي محمود وعبد الله قسريا ثلاثة أسابيع تقريبا، قبل أن تُحيلهم السلطات إلى “نيابة أمن الدولة العليا” في 10 يناير/كانون الثاني 2019.

في حين احتُجزت ابنتهما 22 يوما في مطار القاهرة ثم أُفرِج عنها دون توجيه تهمة. أُخلي سبيل  ريا عبد الله في 23 مايو/أيار 2019، مع فرض تدابير احترازية،بانتظار المحاكمة.

قال جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “عندما تحتجز السلطات المصرية أحد الأشخاص، تُصبح مسؤولة عن سلامته. على السلطات فتح تحقيق شامل في أسباب وفاة أحمد محمود، لمعرفة إذا ما كان للإهمال الطبي دور”.

اتهمت السلطات المصرية أحمد وريا بالانتماء إلى “جماعة أسست على خلاف أحكام القانون”.

قالت ابنتا أحمد، اللتان تحملان الجنسيتين المصرية والأمريكية وتعيشان في الولايات المتحدة، لـ هيومن رايتس ووتش إنه كان لديه عدة أمراض مزمنة، بما في ذلك السكري وارتفاع ضغط الدم والربو.

أصيب أيضا في السجن بحصى في الكلى لكنه لم يتمكن من الحصول على الرعاية الصحية اللازمة أو كشف طبي على يد أطباء مستقلين.

قالتا إنه أخبرهما أنه تعرض للضرب خلال الاحتجاز السري الأول، ما أدى إلى ظهور أعراض تشبه اضطراب ما بعد الصدمة، والتي لم يتلق أي علاج لها. لم تُبَلَّغ أسرة أحمد فورا بسبب وظروف وفاته. 

قال أحد أفراد أسرته: ” بقي طيلة أشهر في زنزانة ضيقة مظلمة وقذرة من دون إمكانية الحصول على المياه النظيفة أو الغذاء أو الدواء أو العلاج الطبي. كان أطباء السجن يقولون له إنه يدّعي المرض في كل مرة كان يشتكي”.

قالت ابنتاه إن السلطات لم تعطِ محامي أحمد نسخة عن التهم الرسمية الموجهة إليه وإلى ريا، ولم تسمح لهم بمراجعة أو الطعن في أي دليل على ارتكابهما جرم.

أعلنت ابنتا أحمد وفاته على صفحتيهما على فيسبوك. أفادت “التنسيقية المصرية للحقوق والحريات”، جماعة حقوقية محلية، عن وفاة ثلاثة مصريين آخرين، كانوا محتجزين في سجون أخرى، خلال يومين فقط، في 31 أغسطس/آب والأول من سبتمبر/أيلول.

الثلاثة الآخرون اللذين توفوا هم صبحي السقا في سجن برج العرب في الإسكندرية وشعبان حسين خالد في سجن الفيوم، وعبد الرحمن يوسف زوال في سجن تحقيق طرة. سجن تحقيق طرة وسجن طرة-2 هما جزء من مجمع سجون طرة في القاهرة.

بعد استلام الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة فعليا في 2013، توفي مئات السجناء في الاحتجاز، والأرجح أن العديد منهم توفوا بسبب الرعاية الصحية غير الملائمة أو التعذيب.

بحسب “كوميتي فور جستس”، وهي جماعة حقوقية سويسرية، قد يصل عدد حالات الوفاة في السجون المصرية بين يونيو/حزيران 2013 وديسمبر/كانون الأول 2019 إلى 958؛ لم يتم التحقيق جدياً في أي منها تقريبا.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، كتب خبيران من “الأمم المتحدة” أن ظروف الاحتجاز الوحشية في مصر “تهدّد صحّة آلاف السجناء الآخرين وحياتهم بشكل خطير”.

خلال تفشي فيروس “كورونا”، وثقت هيومن رايتس ووتش وكوميتي فور جستس وفاة 15 سجينا على الأرجح بسبب مضاعفات العدوى بالفيروس.

قال ستورك: “لا يزال المحتجزون والسجناء يموتون في السجون المصرية رغم المناشدات الحثيثة لتوفير رعاية صحية مناسبة. يعكس هذا الأمر إهمالا غير مقبول من جانب سلطات السجون المصرية”.

 

اقرأ أيضاً: المطالبة بتحقيق دولي في وفاة القيادي الاخواني عصام العريان داخل السجون المصرية

قد يعجبك ايضا