منظمات حقوقية تطالب الولايات المتحدة بالضغط على السعودية خلال زيارة محمد بن سلمان
طالبت 11 منظمة حقوقية أمريكية الحكومة الأمريكية، بما في ذلك الكونغرس، بالتركيز على ملف حقوق الإنسان خلال الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.
وتأتي هذه المطالبة في ظل سجلات مثيرة للجدل لولي العهد، تشمل القتل المروّع للصحفي جمال خاشقجي وحملة قمع غير مسبوقة للحقوق في المملكة.
وقالت سارة ياغر، مديرة فرع واشنطن في “هيومن رايتس ووتش”: “يحاول ولي العهد إعادة رسم صورته كرجل دولة عالمي، لكن الواقع في بلاده هو القمع الجماعي والإعدامات بأرقام قياسية، وعدم السماح بأي شكل من المعارضة. على المسؤولين الأمريكيين الضغط من أجل التغيير وليس الوقوف لالتقاط الصور.”
وأشار مات ويلز، نائب مدير “ريبريف – أمريكا”، إلى بعض التحسن الطفيف تحت الضغط الدولي بعد اغتيال خاشقجي، مثل إعادة محاكمة بعض المدانين المحكوم عليهم بالإعدام لجرائم ارتكبوها حين كانوا أطفالًا، لكنّه أكد أن الإعدامات الأخيرة بحق جلال اللباد وعبد الله الدرازي تظهر استمرار النظام السعودي في ممارسة القسوة بحصانة، محذرًا من ضرورة استخدام الولايات المتحدة لنفوذها لوقف هذه الممارسات.
كما نبه عبد الله العودة، المدير الأول لمكافحة الاستبداد في “مركز الديمقراطية في الشرق الأوسط”، إلى أن السعودية تنفذ عددًا قياسيًا من الإعدامات، بما فيها الصحفي البارز تركي الجاسر، في الوقت الذي يزور فيه ولي العهد واشنطن لأول مرة منذ مقتل خاشقجي.
ولفتت ليزل غيرنهولتز، المديرة الإدارية لـ “منظمة القلم/مركز بارنبي لحرية الكتابة”، إلى أن السعودية تحتل باستمرار المراتب العليا عالميًا في قمع الكتاب والصحفيين، معتبرة أن النظام القضائي يستخدم كسلاح لإسكات المعارضين، مطالبة البيت الأبيض بإدانة هذا القمع علنًا.
فيما وصف رائد جرار، مدير المناصرة في “الديمقراطية الآن في العالم العربي”، الاستقبال الرسمي لولي العهد بأنه “سجادة حمراء للرجل الذي وافق على قتل خاشقجي”، داعيًا الرئيس ترامب إلى الضغط علنًا على السعودية لإطلاق سراح النشطاء والكتاب المحتجزين لمجرد التعبير عن آرائهم.
من جهته، أكد عبد الله الجريوي، مسؤول الرصد والحملات في “القسط لحقوق الإنسان”، أن القمع مستمر وراء الواجهة البراقة للسعودية، ودعا الولايات المتحدة لاستخدام نفوذها لضمان الإفراج عن المحتجزين ووقف الإعدامات المسيّسة ومنع السفر التعسفي.
وتضم قائمة المنظمات الموقعة: الديمقراطية الآن للعالم العربي، ريبريف، العمل من أجل السلام، فريدوم هاوس، القسط لحقوق الإنسان، لجنة حماية الصحفيين، مركز الخليج لحقوق الإنسان، مركز الديمقراطية في الشرق الأوسط، منّا لحقوق الإنسان، منظمة القلم – أمريكا، وهيومن رايتس ووتش.
وأكد البيان أن “أقل ما يمكن للولايات المتحدة فعله هو الضغط علنًا على محمد بن سلمان لضمان التزامات ملموسة تشمل الإفراج عن النشطاء ووقف الإعدامات التي تستهدف الشباب والصحفيين والكتاب، حفاظًا على الحقوق الأساسية وحرية التعبير في المملكة”.