منظمات إنسانية تحذر من خطر الوضع الإنساني في اليمن
عدن- طالبت منظمات المجتمع المدني في اليمن على رأسها المنظمة الانسانية للسلام والإغاثة والتنمية HOPRD الأمم المتحدة وأمينها العام والمنظمات الدولية بسرعة رفع الحصار عن الشعب اليمني.
وبعثت المنظمات رسائل إلى أمين عام الأمم المتحدة في إطار حملة نظمها أمين عام المنظمة الإنسانية للسلام والإغاثة والتنمية، د.طارق سلطان الزريقي، نوهت فيها إلى الأوضاع الإنسانية الخطيرة في اليمن، جراء الإجراءات التي تستهدف حياة الإنسان وتنتهك حقوقه المدنية، ومنها احتجاز سفن المشتقات النفطية، الأمر الذي عرض حياة الآلاف من المرضى في المستشفيات إلى خطر الموت، وعطل الحياة وخاصة قطاع المياه والصرف الصحي، في ظل عدم صرف مرتبات أكثر من مليون موظف حكومي منذ أكثر من خمس سنوات، وانتشار الأوبئة والأمراض الصحية والتي كان آخرها كوفيد 19.
وأكدت المنظمات على أن الوضع في اليمن يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة، أولها سرعة الافراج عن السفن المحملة بالوقود والسماح بإفراغها في ميناء الحديدة لتشغيل الخدمات الصحية والحيوية التي لا يستطيع أي إنسان العيش بدونها وسرعة صرف مرتبات الموظفين حتى لا تستمر المجاعة ويموت الأطفال والنساء.
كما أكدت على أهمية تحييد الخدمات والمتطلبات الأساسية عن السياسة ومنع استخدامها، لأنها تصبح قاتلة للشعب اليمني.
وطالبت المنظمات بقرار عاجل يتضمن وقف الحرب والحصار على اليمن، وفتح مطار صنعاء، والسماح بإدخال الأدوية والوقود والاغذية عبر ميناء الحديدة دون قيد أو شرط، وصرف مرتبات موظفي الدولة وعدم استخدامها كورقة ضغط سياسية او عسكرية.
ويعيش اليمن أسوأ مأساة إنسانية في العالم، في ظل الحرب والحصار من قبل التحالف السعودي الإماراتي منذ أكثر من ألفي يوم.
ومؤخرا خلصت دراسة أجرتها لجنة الإنقاذ الدولية في اليمن أن أطفال اليمن مجبرون على التسول، بسبب أزمة الغذاء التي يواجهها سكان هذا البلد الذي مزقته الحرب، مشيرة إلى أن العائلات اليمنية تخشى الجوع أكثر من كورونا .
ووفق الدراسة – التي نشرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية – أن أزمة الجوع في اليمن تجعل العائلات تضطر لإرسال أطفالها للعمل والتسول، خاصة مع تدمير المدارس والمنشآت التعليمية.
ووفق الدراسة، فإن 62% من الذين شملهم المسح غير قادرين أصلاً على شراء الطعام ومياه الشرب، في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الغذاء والماء والمحروقات.
ووجدت الدراسة أن 150 عائلة يمنية في ثلاث مدن جنوبية، قلقة من الجوع أكثر من قلقها من الإصابة بفيروس كورونا.
وقال كبير مستشاري السياسات في لجنة الإنقاذ الدولية، ماركوس سكينر: “نشهد زيادة في تسول الأطفال كرد فعل لنقص الطعام، ونعلم أن الأسر تقلل عدد الوجبات التي تتناولها”.
ويتعرض أكثر من 3 ملايين يمني لخطر انعدام الغذاء، فيما تشير الدراسة إلى أن نصف الأطفال اليمنيين دون سن الخامسة سيعانون من سوء التغذية بحلول نهاية العام الجاري.
وخلفت الحرب بين قوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات، و الحوثيين الذين سيطروا على صنعاء، في عام 2014، أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب وصف الأمم المتحدة التي أكدت حاجة 80% من السكان إلى المساعدة.
لماذا يستهدفون منشآت التعليم ؟
ووثق تقرير أجرته منظمات حقوقية دولية ويمنية أن أكثر من 380 منشأة تعليمية تعرضت للتدمير بسبب الحرب في اليمن منذ، مارس 2015 وحتى ديسمبر 2019.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، في عام 2019، إن أكثر من مليوني طفل أضحوا خارج المدرسة، وأن هناك 3.7 مليون آخرين معرضون لخطر التسرب من التعليم.
ورغم تسجيل 1900 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في اليمن، إلا أن الرقم الحقيقي ربما يكون أعلى بكثير بسبب نقص الفحوصات، وضعف الرعاية الطبية.
وقالت الباحثة الرئيسية في التقرير، نورية الحسيني: “ليس هناك وجود عسكري في المدراس أو بالقرب منها، يبدو وأنهم قصفوا المدارس دون سبب”.
وأضافت الحسيني: “يظل الحصول على التعليم حلما لملايين اليمنيين، كان من المثير للصدمة أنه بعد 3 أو 4 سنوات، لا تزال المدارس مدمرة أو متضررة، ويتعين على الأطفال الصغار الدراسة تحت الأشجار”.