تقارير تفيد ببقاء ما بين 50 وألف شخص من الأرمن في كاراباخ بعد نزوح جماعي
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – زارت بعثة أممية منطقة كاراباخ للمرة الأولى منذ 30 عاما، حيث شاهدت شوارع فارغة ومتاجر مغلقة.
وأشارت إلى أنها لم تتلق “أي تقارير – لا من السكان المحليين الذين أُجريت معهم مقابلات ولا من آخرين – عن وقوع أعمال عنف ضد المدنيين بعد وقف إطلاق النار الأخير”.
ترأست البعثة، التي زارت المنطقة يوم الأحد، فلادانكا أندريفا المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في أذربيجان، وضمت راميش راجاسينجهام مدير شعبة التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات الأغذية والزراعة واليونيسف والصحة العالمية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وكان الهدف من المهمة تقييم الوضع على الأرض وتحديد الاحتياجات الإنسانية للأشخاص المتبقين والمتنقلين.
وفي مؤتمر صحفي عقد في نيويورك يوم الاثنين، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الفريق سمع من ممثلي المجتمعات أن “ما بين 50 شخصا وألف شخص من العرق الأرمني ما زالوا في منطقة كاراباخ”.
وقال إن البعثة “ذهلت بالطريقة المفاجئة التي غادر بها السكان المحليون منازلهم والمعاناة التي سببتها لهم هذه التجربة”، لكنه أشار إلى أنها “لم تتلق أي تقارير… عن وقوع أعمال عنف ضد المدنيين في أعقاب وقف إطلاق النار الأخير”.
وأضاف أن الفريق لم يشهد في أجزاء مدينة خانكندي التي زارها أي ضرر للبنية التحتية العامة المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمساكن، أو البنية التحتية الثقافية والدينية.
ومع ذلك، لا يبدو أن هناك متاجر مفتوحة. ورأت البعثة أيضا أن حكومة أذربيجان تستعد لاستئناف الخدمات الصحية وعمل بعض المرافق في المدينة.
وعلى طريق لاتشين، الذي سلكه أكثر من 100 ألف شخص من الأرمن للوصول إلى الحدود، أكدت البعثة أنها لم تصادف مركبات مدنية متجهة نحو أرمينيا.
وقالت البعثة في بيان لها إنه “من الصعب في هذه المرحلة تحديد ما إذا كان السكان المحليون يعتزمون العودة”، استنادا إلى المحادثات التي تمكنت من إجرائها.
وأضافت: “ما كان واضحا هو أن هناك حاجة لبناء الثقة، وهذا سيتطلب وقتا وجهدا من جميع الأطراف”.
وأكدت البعثة عزمها على مواصلة زيارة المنطقة، ودعت إلى بذل كافة الجهود لضمان حماية حقوق السكان المحليين.
هذا وقد شدد فريق الأمم المتحدة القطري في أذربيجان أنه على استعداد لدعم السكان المحليين المتبقين وأولئك الذين يرغبون في العودة، دعما لحكومة جمهورية أذربيجان وبالشراكة مع أصحاب المصلحة والشركاء الآخرين.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، تتواصل جهود الأمم المتحدة للاستجابة للوافدين الجدد في مراكز الاستقبال.
فقد أدخلت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أرمينيا شاحنات تحمل بطانيات ومراتب وأسرّة ومستلزمات النظافة وغيرها من المساعدات للاجئين الذين استقبلتهم المجتمعات المضيفة، ومن المتوقع أن ترسل 15 شاحنة إضافية في الأيام المقبلة.
أما برنامج الأغذية العالمي، فقدم أكثر من خمسة آلاف وجبة في مناطق مراكز التسجيل خلال الأيام القليلة الماضية. وقام بتوزيع أربعة آلاف سلة غذائية عائلية على سلطات سيونك لتلبية الاحتياجات الغذائية للمتضررين.
كما يتم حاليا شراء 3500 طرد إضافي لمساعدة 14 ألف شخص لدعم المرحلة التالية من الاستجابة، بالتنسيق مع الحكومة الأرمنية.
واستجابة للاحتياجات الصحية، قامت اليونيسف بتسليم إمدادات طبية إلى المركز الوطني الأرميني، بما في ذلك الضمادات والمحاقن وأدوية مختلفة.
ومن جهته يقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوصيل مستلزمات النظافة الأساسية للنساء والفتيات اللاجئات في عدد من المناطق في أرمينيا.
كما قام بتوزيع ما يكفي من مجموعات الصحة الإنجابية لتلبية احتياجات 150 ألف شخص بالشراكة مع وزارة الصحة.
وقام الصندوق أيضا بتدريب 35 شريكا محليا على كيفية الاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي، فيما يخطط لإنشاء مساحات آمنة للناجين للحصول على الخدمات الطبية وخدمات الصحة العقلية.
في مقابلة حصرية مع أخبار الأمم المتحدة، قال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، جو لوري، إن غالبية اللاجئين الذين وصلوا إلى مدينة غوريس الحدودية انتقلوا إلى أجزاء أخرى من البلاد، مما خلق “حالة طوارئ إنسانية مخفية”.
وأوضح أن انتشار مائة ألف شخص، من الوافدين، بين سكان أرمينيا البالغ عددهم ثلاثة ملايين شخص “سوف يضع ضغطا هائلا” على حسن ضيافة الناس الذين يأوونهم وعلى الخدمات الوطنية، بما في ذلك المؤسسات التعليمية ومرافق الرعاية الصحية.
وأكد لوري أنه سيتعين بناء مستشفيات ومدارس جديدة لتلبية الاحتياجات، مشددا على أن “الأمر لن يقتصر على إضافة أربعة أو خمسة مقاعد إضافية إلى الفصل الدراسي”.
وأشار إلى أن الوافدين سيحتاجون أيضا إلى مساعدة لإيجاد سبل عيش ومنازل جديدة، كما سيحتاج المجتمع المضيف إلى الدعم أيضا.
كما نبه لوري إلى أن العديد من أولئك الذين لجأوا إلى أرمينيا قاموا برحلات شاقة، وغالبا ما كانوا يسيرون لعدة أيام ولا يجدون مأوى إلا “في الكهوف أو الأقبية”، ويتحملون ظروفا صعبة للغاية لمغادرة كاراباخ.
وأضاف: “هناك تقارير عن سوء التغذية، خاصة بين كبار السن والأطفال، وأمراض مثل الحمى الشديدة والالتهاب الرئوي”.
وأشار المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة إلى أن المنطقة كانت تحت الحصار لأكثر من عشرة شهور، مما أثر على وضع الناس الجسدي والعقلي.
وقال: “هؤلاء الناس عاشوا كابوسا. لقد عاشوا 30 عاما من الصراع النشط أو المجمد، وفي الآونة الأخيرة تعرضوا لعمل عسكري مخيف للغاية ضدهم”.