سكاي لاين تحذر من تصاعد الاحتقان ضد اللاجئين السوريين في لبنان
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – عبرت منظمة سكاي لاين الدولية لحقوق الإنسان عن قلقها من عودة التوتر مجدداً إلى ملف اللاجئين السوريين في لبنان، مع تصاعد الخطاب الإعلامي والسياسي ضد وجودهم، وارتفاع النبرات المطالبة بإعادتهم إلى بلدهم.
وحذرت المنظمة الدولية من النتائج غير المتوقعة لتصاعد الخطاب العنصري والإعادة القسرية للاجئين.
وبينت المنظمة في بيان صدر عنها أمس السبت، بأن موجة التصعيد ضد اللاجئين السورين في لبنان حاليًا هي الأكبر نسبياً خلال السنوات الماضية.
وأكدت المنظمة الجقوقية أن السلطات اللبنانية تحاول احتواء التوتر الشعبي الداخلي عبر فتح ملف الترحيل القسري، لسوريين تعتبرهم الدولة اللبنانية “مخالفين” لأسباب عدة، أبرزها دخول الأراضي اللبنانية بطريقة “غير شرعية”.
وأشارت سكاي لاين بأن السلطات اللبنانية تستخدم حجج غير منطقية من أجل إعادة اللاجئين السوريين إلى المناطق التي فروا منها بسبب الحرب.
وعبرت عن استغرابها من التصريحات الحكومية بأن اللاجئين دخلوا إلى البلاد بطريقة غير شرعية مع العلم بأن معظم حالات دخول اللاجئين إلى البلاد تتم بشكل غير المتعارف عليه الأمر الذي يعكس مخاوف حقيقية من استخدام ذريعة الدخول غير الشرعي لطرد مئات الآلاف من السوريين داخل لبنان.
ولفتت المنظمة الحقوقية إلى أن السلطات اللبنانية دأبت على استخدام ملف اللاجئين كـورقة أساسية للضغط على المجتمع الدولي، من أجل الحصول على التمويل منذ بداية أزمة اللجوء السوري.
وأشارت إلى أن التصعيد الحالي ضد السوريين يأتي على مشارف مؤتمر “بروكسل” لدعم مستقبل سوريا، والذي ينعقد كل عام بحضور المانحين الدوليين، لتقديم الدعم المالي للسوريين في الداخل وفي دول الجوار والحكومات المستضيفة لهم.
بدورها عبرت منظمة سكاي لاين عن إدانتها لقيام السلطات اللبنانية ترحيل عدد من السوريين إلى سوريا، خلال شهر أبريل/ نيسان الجاري.
وأدانت تسليم اللاجئين المرحلين للنظام السوري، تحت ذرائع عدة تتعلق بعدم امتلاكهم أوراق ثبوتية ودخولهم لبنان بطريقة “غير شرعية”.
هذا ووجهت أصابع الاتهام للجيش اللبناني كونه الجهة التي تنفذ عمليات الترحيل عبر تسليم السوريين الموقوفين إلى فوج الحدود البرية، الذي يتولّى بدوره وضعهم خارج الحدود اللبنانية، حيث اعتبرت جهات حقوقية عدة أن الجيش هو جهة غير مخولة بهذه المهمة.
فيما أبرزت المنظمة الحقوقية مخاوفها من تصدر موجة الكراهية ضد السوريين في لبنان المشهد الإعلامي، حيث وجّهت وسائل إعلام لبنانية عبارات واتهامات “عنصرية” ضد اللاجئين..
وأشارت إلى التقرير الذي أعدته قناة “MTV” المنشور بتاريخ 12 أبريل/ نيسان الجاري، والذي وصف اللاجئين السوريين بـ “الغزاة”، متحدثاً عن تغييرات ديموغرافية سيشهدها لبنان خلال السنوات المقبلة، مع وصول عدد النازحين السوريين إلى 3 ملايين بعد 4 سنوات.
تشدد المنظمة على أن ما تقوم به السلطات اللبنانية من ترحيل قسري للاجئين السورين إلى مناطق الصراع أمر يخالف مبدأ عدم الإعادة القسرية في القانون الدولي الإنساني العُرفي، والذي ينص على عدم جواز إعادة أي شخص إلى بلد قد يواجه فيه خطر التعذيب أو الاضطهاد.
كما تؤكد “سكاي لاين” على أن استمرار تصاعد خطاب الكراهية والعنصرية ضد اللاجئين السوريين سيخلق أزمة غير متوقعة النتائج لا سيما مع رصدها لعدة حوادث متفرقة في عدة مدن لبنانية كان ضحيتها عشرات السوريين حيث تعرضوا للضرب والشتم والاعتداء من مواطنين لبنانيين كم توجيه لهم عبارات عنصرية غير مقبولة.
واختتمت المنظمة بيانها بدعوة السلطات اللبنانية للتوقف مباشرة عن ترحيل أي لاجئ سوري ومحاسبة كافة القنوات الإعلامية والصفحات الإخبارية التي تروج لخطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين.
وطالبت المنظمة بضرورة نبذ خطاب العنصرية والتوقف عن استخدام ملف اللاجئين في لبنان كورقة ضغط على المجتمع الدولي من أجل تحقيق مكاسب مالية على حساب الأزمة الإنسانية التي يعاني منها لبنان واللاجئين السوريين على حد سواء.