مرصد حقوقي يدين مقتل لاجئين بقصف بالخرطوم
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مقتل عدد من اللاجئين بقصف لمكان إقامتهم في العاصمة السودانية الخرطوم.
ووصف المرصد هذا الهجوم بأنه استهتار صارخ وغير مبرر بحياة الفئات الأكثر ضعفًا وهشاشةَ، والأمسُّ حاجةً للحماية والتحييد عن النزاع.
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي الأربعاء، إنّ عشرة لاجئين على الأقل قُتلوا وأصيب آخرون نتيجة قصف استهدف أحد الأحياء السكنية بمدينة الخرطوم أول أمس الإثنين، دون أن يتسنى حتى الآن الحصول على معلومات تفصيلية دقيقة بشأن الحادث بسبب اضطراب الاتصالات، وتجدد الاشتباكات وعمليات القصف المتبادل بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.
وتابع المرصد الأورومتوسطي تقارير ميدانية تفيد باستهداف جامعة “أفريقيا الدولية” ومحيطها، حيث يقيم عشرات الطلاب اللاجئين في سكنات حول الجامعة.
أدّى ذلك إلى مقتل عشرة طلاب من الكونغو الديمقراطية وإصابة آخرين بجروح بالغة، بحسب تصريحات صحافية لوزير الخارجية الكونغولي “كريستوف لوتوندولا”.
وكانت قوات الدعم السريع اتهمت الجيش السوداني باستهداف المنطقة بضربات جوية أدّت إلى “مقتل 25 شخصًا من دولة الكونغو بينهم نساء وأطفال وإصابة العشرات من اللاجئين”، فيما لم يعلّق الجيش السوداني على تلك الادعاءات.
ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ اللاجئين في السودان يعيشون ظروفًا إنسانية صعبة منذ اندلاع النزاع بين قوات الجيش والدعم السريع في 10 أبريل/ نيسان الماضي، إذ اضطر نحو 150 ألفًا منهم إلى النزوح إلى مناطق أكثر أمنًا خارج الخرطوم، فيما تمكن آخرون من الفرار إلى دول أخرى، لا سيما مصر وتشاد.
ويواجه اللاجئون في السودان متاعب مركّبة في الحصول على اللوازم المعيشية الأساسية.
إذ يصنفون من أشد الفئات ضعفًا وهشاشة في السودان حتى قبل اندلاع النزاع، وترتفع بينهم نسب الفقر والبطالة على نحو حاد.
لكنّ معاناتهم تضاعفت بسبب الآثار المباشرة وغير المباشرة للنزاع، بما في ذلك عمليات القصف وتقطّع الطرق، وتعطّل قدرتهم على الحركة وتأمين حد الأدنى من اللوازم المعيشية، مع تواضع الجهود المنظّمة الرامية إلى توفير الحماية لهم ونقلهم إلى أماكن أكثر أمنًا.
وذكر المرصد الأورومتوسطي أنّ عددًا من اللاجئين في العاصمة الخرطوم أبلغوا عن تعرضهم للسرقة والتعنيف الجسدي والجنسي في بعض الأحيان، والتهديد بالقتل من قبل قوات عسكرية تابعة للدعم السريع، بعد اقتحام المناطق التي يقطنون بها والسيطرة عليها.
وأشار إلى ضرورة تحييد المدنيين عن العمليات العسكرية، واحترام الحماية الممنوحة لهم بموجب القانون الدولي الإنساني.
وشدّد على ضرورة الامتناع عن استهداف المناطق التي يقيم بها اللاجئون بصفتهم مدنيين، ولاجئين فارين من الاضطهاد في بلدانهم الأصلية.
وقال إنّه وثّق استخدام مجموعات عسكرية مرافق مدنية في الخرطوم، بما في ذلك مستشفيات ومدارس ومنازل، كنقاط لتمركز القوات وشن هجمات عسكرية، على النحو الذي يضع حياة آلاف المدنيين في خطر داهم، ويخلق ذرائع غير مبررة لاستهداف تلك المناطق بمزاعم الضرورات الحربية.
وبيّن أنّ القوات المتحاربة في السودان لم تراع في عملياتها العسكرية مبادئ القانون الدولي الإنساني، لا سيما مبادئ التمييز والتناسب والضرورة الحربية.
إذ قتل منذ بدء الاشتباكات نحو 900 مدني وأصيب آلاف آخرون، فضلًا عن تعطّل أكثر من 65% من المستشفيات والمرافق الطبية في مناطق الاشتباكات عن العمل، ودمار واسع في البنى التحتية الحيوية.
ودعا المرصد الأورومتوسطي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى إجراء تحقيقات شفافة ومستقلة في حادث مقتل اللاجئين بالعاصمة الخرطوم، وتحديد ومحاسبة المتورطين في ذلك، والتعهد بشكل حاسم بعدم استهداف المناطق المدنية في جميع الظروف، وتوفير الحماية للاجئين الفارين أصلا من الاضطهاد والعنف.
وحثّ المرصد الأورومتوسطي طرفي النزاع على إخلاء المرافق المدنية من جميع المظاهر العسكرية، والتوقف عن استخدام الأعيان المدنية في العمليات الحربية.
وطالب المرصد بفتح ممرات إنسانية آمنة لتسهيل خروج المدنيين، لا سيما اللاجئين من مناطق الخطر، مشدّدًا على ضرورة التوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد.