اعتقال السلطات التونسية لطلبة احتجوا على ترميم قاعة دراسية في احدى المدارس
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – أدانت منظمة سكاي لاين الدولية قيام السلطات الأمنية باعتقال مجموعة من الطلبة من معهد الأمل بفوشانة في ولاية بن عروس بتونس.
وذلك بعد تنظيمهم لوقفة احتجاجية داخل المعهد للمطالبة بترميم أحد الفصول “الآيلة للسقوط”.
وشددت على أن عملية الاعتقال تشكل انتهاكًا خطيرًا لحرية التجمع السلمي والحق في التعبير.
وبينت المنظمة في بيان صدر عنها الخميس، أن إدارة المعهد بدلًا من الاستجابة للطلبة بترميم القاعة الدراسية “الآيلة للسقوط”.
حيث قال المرصد أن القاعة تهدد حياة الطلبة المتواجدين هناك، وقامت بمطالبة الطلبة بالاحتجاج خارج المعهد.
وفور انتقالهم لخارج المعهد نظم الطلاب احتجاجًا وقام بعضهم بإشعال عجلات مطاطية بعد رفض مدير المعهد التحدث معهم.
وذكرت “سكاي لاين” أنه وفقًا للشهادات التي تحصلت عليها من بعض الطلبة وأولياء الأمور الذين ذهبوا إلى المعهد، فقد تفاجؤوا باقتحام قوات الأمن للمعهد على إثر شكوى من الإدارة.
حيث قام أولئك الأفراد بإيقاف عدد من الطلاب واقتادتهم لمركز الشرطة “للتحقيق معهم”، كما وجهت استدعاءات لبعض التلاميذ الآخرين.
ولفتت المنظمة الحقوقية بأنه تأكد لها احتجاز السلطات الأمنية لخمس طلاب بالثانوية العامة، قبل أن يتم إيداعهم (السجن المدني- المزناقية) بتهمة “ممارسة الشغب”.
والطلبة الخمسة هم:
- محمد السبوعي.
- اسكندر بن علي.
- عمر النفاتي.
- عمر السافي.
- إيرام جراحي.
من جهته قال أحد المسؤولين الإعلامين في إدارة التربية ببن عروس “بأن الوقفات الاحتجاجية التي نظمها الطلاب تحولت إلى أعمال شغب.
وأضاف: “بأن الوضع أصبح يشكل خطر على التلاميذ في المعهد، الأمر الذي استدعى الاستنجاد بالشرطة”.
في وقت أكدت فيه عائلات التلاميذ الموقوفين في تصريحات إعلامية “بأن أبنائهم أبرياء من التهم التي نُسبت لهم”.
هذا وقد فجّرت حادثة إيقاف التلاميذ موجة من الغضب واستنكار حقوقي محلي واسع.
حيث تصدر وسم #سيب_التلامذة (أفرجوا عن التلاميذ) مواقع التواصل الاجتماعي في تونس.
حيث عبر آلاف الأشخاص عن رفضهم وسخطهم للسلوك الأمني في التعامل مع مطالبات أساسية تمس حياة الطلبة، داعين إلى ضرورة الإفراج عن الطلبة بشكل فوري.
وأكدت منظمة “سكاي لاين” من جانبها على أن التعامل الأمني مع المطالب الأساسية والمشروعة للطلبة.
لا سيما وأن تلك المطالب تصب في مصلحة حمايتهم من خطر سقوط جدران القاعة الدراسية عليهم يعكس العقلية الأمنية لدى السلطات التنفيذية التونسية.
وعبرت عن رفضها لسلوك إدارة المعهد الذي استعانت بالأجهزة الأمنية بدلًا من الاستماع لشكوى الطلاب ومطالبهم المشروعة.
وشددت المنظمة على أن ما قام به الطلاب من احتجاج سلمي أمر يكفله الدستور التونسي والقانون الدولي على حد سواء.
لا سيما المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي أكدت على الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير عن الرأي.
واختتمت سكاي لاين بيانها بدعوة السلطات الأمنية إلى ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن الطلبة الخمسة وضمان متابعتهم لدراستهم ودخولهم اختبارات الثانوية العامة.
وشددت على أهمية استجابة إدارة المعهد لمطالبات الطلبة وتحسين أوضاع القاعات الدراسة “الآيلة للسقوط” بدلًا من ملاحقتهم والاستعانة بالأجهزة الأمنية لترهيبهم.