بدء حملة لمقاضاة مسئولي السعودية المتورطين بانتهاكات في محاكم أوروبا
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – كشفت منظمة ذوينا لحقوق الإنسان عن بدء حملة حقوقية تعد الأولى من نوعها لمقاضاة مسئولي السعودية أمام المحاكم في أوروبا، ممن تورطوا بانتهاكات مروعة في الداخل والخارج.
وكتب رئيس المنظمة “عبد الحكيم الدخيل” عبر “تويتر: “نجهز ملفات موثقة لدعاوي قضائية ستقدم لمحاكم أوروبا المختصة ضد مسئولي الانتهاكات والجرائم بحق معتقلي الرأي والمعارضين”.
وطالب الضحايا وذويهم لكسر حاجز الصمت والتواصل معنا لتقديم كل ما لديهم من معلومات وأدلة وبما يتضمن أسماء المسئولين الأمنيين والقضاة لإضافتها لملفات قيد التجهيز.
وأكد “الدخيل” أن طريق تحقيق العدالة وإنهاء واقع الإفلات من العقاب لمسؤولي السعودية يتطلب تضافر كافة الجهود.
وأشار إلى أن ذلك بأخذ زمام المبادرة ومحاسبة كل من تجرأ على انتهاك حقوقهم.
ونبه الناشط السعودي لأن الصمت على الحق تشجيع للنظام الطاغية بارتكاب الانتهاكات وتوريثه كما يحدث في المملكة منذ عقود وبالتالي تكريس الاستبداد وسحق حقوق الإنسان.
قالت “أريج” شقيقة المعتقل السياسي السعودي “عبد الرحمن السدحان” إن أعمال السعودية القمعية العابرة للحدود تشكل تهديدًا للأمن العالمي وحقوق الإنسان.
وذكرت “السدحان” في مقال لها أنه يجب على الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يطلب من ولي عهد السعودية “محمد بن سلمان” إطلاق سراح أخي عبد الرحمن.
وأوضحت أن “عبد الرحمن السدحان” حُكم عليه جوراً بالسجن لمدة 20 عاماً في محاكمة تفتقر إلى الإجراءات القانونية والشفافية.
وأشارت إلى أنه “بمجرد كتابتي لهذا المقال؛ من المحتمل أن أتعرض للمضايقة والتهديد من قبل الموالين للحكومة السعودية”. وسبق وأن قالت أريج إن شقيقها مختفٍ قسريًا وعائلته غير قادرة على الاتصال به.
ونشرت “أريج” تصريحا جاء فيه: “أخي تحت الاختفاء القسري مجددًا عقب محاكمات سرية زائفة في السعودية، وما زلنا غير قادرين على الاتصال به”.
وأشار “السدحان” إلى أن “الاختطاف والاختفاء القسري أصبح قاعدة للمسؤولين السعوديين”. وقالت: ” لا تصدقوا أي ادعاءات حول حقوق الإنسان في السعودية”.
ووجهت وزارة الخارجية الأمريكية رسالة شديدة اللهجة إلى السعودية تعليقا على تأييد محكمة اعتقال الناشط الإغاثي “عبد الرحمن السدحان“.
وقبل يومين، قضت محكمة الاستئناف في العاصمة السعودية الرياض بتأييد الحكم الصادر بحق الناشط “السدحان“.
وأكدت الخارجية في بيان لها “خيبة أملها” بعد تأييد محكمة استئناف سعودية حكماً بالسجن لمدة 20 سنة صدر بحق موظف في الهلال الأحمر.
وجاء القرار لقيامه بنشره على حساب وهمي على موقع “تويتر” تغريدات انتقد فيها القيادة السعودية.
وشدد المتحدّث باسم وزارة الخارجية نيد برايس في بيان على أننا “نشعر بخيبة أمل” إزاء تأييد العقوبة الصادرة بحقّ عامل الإغاثة السعودي “عبد الرحمن السدحان“.
وأكد أن هذه العقوبة صدرت بحقّ هذا الناشط لمجرّد أنّه “مارس سلمياً حقّه في حرية التعبير”. وقال “لقد تابعنا قضيّته عن كثب ونشعر بالقلق إزاء الادّعاءات التي تفيد بأن السدحان تعرّض لسوء معاملة”.
كما أكد أنه لم يتمكن من التواصل مع أفراد أسرته وبأنّ ضمانات المحاكمة العادلة لم تُحترم.
وبين أن الإدارة الأميركية أكدت “للمسؤولين السعوديين على جميع المستويات أنّ الممارسة السلمية للحقوق العالمية لا ينبغي أن تكون جريمة يعاقب عليها القانون”.
وشدد المتحدث الأمريكي على أنهم سيواصلون “تعزيز دور حقوق الإنسان في علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية”. إضافة إلى التشجيع على إجراء إصلاحات قانونية تدفع قدماً احترام الحقوق الإنسانية لجميع الأفراد.
وقبل يومين، قضت محكمة الاستئناف في العاصمة السعودية الرياض بتأييد الحكم الصادر بحق الناشط “السدحان“. ويقضي الحكم الصادر بحق الناشط السدحان بحبسه مدة 20 سنة، يليها منع من السفر 20 سنة أخرى.
ويأتي تثبيت الحكم بحق الناشط السعودية رغم تحذيرات رئيسة مجلس النواب الأميركي “نانسي بيلوسي” بشأنه. وكانت “بيلوسي” أعرب عن قلق بالغ لديها بشأن “مزاعم تعذيب” السلطات السعودية لـ”السدحان” أثناء احتجازه.
وعبرت “بيلوسي” في تغريدة عن “قلق عميق من مزاعم تعذيب السدحان خلال احتجازه”. وأكدت أن “الحكم الصادر بحقه يثبت مواصلة اعتداء السعودية على حرية التعبير”.
كما أكدت في سبتمبر المنصرم أن الكونغرس “سيراقب” جلسة استئنافه “وجميع انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام”.
وتأتي تغريده “بيلوسي“، غداة ما كشفه موقع “ميديا لاين” الأمريكي بأن الذكرى الـ 20 لأحداث 11 سبتمبر الشهيرة تضع العلاقات الأمريكية السعودية على المحك مرة أخرى.
وقال الموقع واسع الانتشار إن الوثائق التي رُفعت عنها السرية يمكن أن تتسبب بمزيد من التدهور في العلاقات بينهما.
وذكر أن الحكومة السعودية لديها ثلاث طرق لممارسة أعمالهم؛ بالرشوة أو التهديد أو القتل، والتلويح بإغلاق حنفية النفط.
وبين الموقع أن أمريكا باتت أقل اعتمادًا على الرياض الآن، لذا لم تعد تمتلك أوراق ضغط اعتادت عليها. وأوضح أن إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” تتمتع بقدر أكبر من الحرية في العمل لرفع السرية عن وثائق 11 سبتمبر.
وذكر الموقع أن الإفراج المحتمل قد تعني نتيجته الخروج من التحالف الأمريكي السعودي. وقال موقع “Crisis Group” (مجموعة الأزمات الدولية) إن خطوات بايدن ضد ابن سلمان أكدت مخاوف الحكومة السعودية.
وذكر الموقع أن إدارة “بايدن” عازمة على إضعاف الشراكة الأمريكية السعودية. وأكد الباحث من مركز Brookings المختص بسياسات الشرق الأوسط “بروس ريدل” أن “ابن سلمان” لن يصمد طويلًا في الحكم.
وقال “ريدل” أنه إذا كانت إدارة “بايدن” تعتقد أن “ابن سلمان” سيكون الملك خلال الـ50عامًا المقبلة فعليها النظر لسجل كوارثه. وأكد أنه يعتبر الحرب على اليمن مثالًا بارزًا ولكن ليس الخطأ الوحيد الذي ارتكبه “ابن سلمان“.
وأكمل: “لذا يبدو أنه لن يدوم حكمه وحتى ولو استمر، فهل سيبقى شكل السعودية كما هو عليه الآن بعد 50 سنة؟”. وبين “ريدل” أن على الإدارة الأمريكية أن تدرك أن أفعال “ابن سلمان” ليست سلوكاً منحرفاً شاذاً حدث مرة واحدة.
وأشار إلى أن ما حدث مع الصحفي “جمال خاشقجي” الذي خدر وقتل بل هو نمط جرائم متكرر يحدث على مرأى من إدارة واشنطن.
وتساءل: “ما الذي يمكن أن يكون أسوأ بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية مع واحد من حلفائها”. واتهم بأنه يحاول أن “يزعزع الاستقرار من فلسطين والعراق وحتى السعودية؟”.
واستكمل: “اعتقد أن إدارة بايدن قلقة للغاية من الوضع في السعودية ومنزعجة من اضطرابات ابن سلمان”. وختم “ريدل“: “القيادة السعودية باليمن تبدو بحالة سكر ومخمورة منذ 6 سنوات”.
وتابع: “حان الوقت لنخبرهم بأن قوموا بتغيير قيادتكم وأوقفوا الحرب التي تستهلك ثرواتكم”. وقال مركز “Freedom House” الدولي إن النظام الملكي السعودي يقيد جميع الحقوق السياسية والحريات المدنية تقريبًا.
وذكر المركز أن ولي عهد السعودية “محمد بن سلمان” يعتمد على المراقبة المكثفة لتجريم المعارضة، واستخدام الطائفية والعرقية.
وأشار إلى أن “ابن سلمان” يحافظ على سلطته في النظام السعودي من إنفاقه المدعوم من عائدات النفط. وسلط تقرير صحيفة أمريكية على ابن سلمان الذي بات يعد مضربًا للأمثال في الاستبداد وارتكاب الجرائم على مستوى العالم.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إن “أورتيجا” حاكم نيكاراغوا ديكتاتور وحاكم مستبد يقمع بواسطة الجيش والشرطة والمحاكم. وأشارت إلى أنه يشبه الحكام المستبدين مثل ابن سلمان والرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” وجنرالات بورما.