مزارعات غزة يواجهن صعوبة في الوصول لأراضيهن قرب الحدود مع الاحتلال
قال مركز حقوقي، الخميس، إن فلاحات فلسطينيات يواجهن صعوبة كبيرة في الوصول لأراضيهن بقطاع غزة؛ نتيجة استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في المناطق الحدودية.
وجاء ذلك بحسب مركز الميزان لحقوق الإنسان (غير حكومي) خلال ورقة حقائق (دراسة ميدانية) حول واقع الفلاحات في قطاع غزة منذ بداية العام 2015 وحتى 15 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
وأضاف أن 29 فلاحة تكبدن خسائر نتيجة تضرر أراضيهن الزراعية، التي بلغت مساحتها حوالي 109 دونمات جراء عمليات التجريف الممنهج لتلك المناطق.
وتابع المركز أنهن تكبدن خسائر نتيجة عمليات الرش الجوي بالمبيدات الكيميائية بواسطة الطائرات الإسرائيلية لحقولهن.
ولفت إلى أن عمليات إطلاق النار والقصف الإسرائيلي المتواصل للمناطق المقيدة (الحدودية) أسفرت عن مقتل سيدة، بينما كانت تقوم بأعمال الزراعة في حقلها، فيما أصيبت 3 أخريات، خلال الفترة المذكورة.
وبحسب الدراسة، فقد سُجّلت حالات عرقلة ومنع وصول للحقول والممتلكات الزراعية 338 مرة؛ بسبب عمليات التوغل، التي نفذها الاحتلال في المناطق الحدودية خلال الفترة نفسها.
وبالإضافة إلى ذلك، أعاقت تدابير السلامة التي فرضتها السلطات المحلية في قطاع غزة بسبب انتشار فايروس كورونا (كوفيد_19)، جهودهن في زراعة أراضيهن وحصادها وبيع المحاصيل في السوق.
حيث أغلقت جميع الأسواق ولم تتمكن النساء من مغادرة منازلهن، لشراء الأسمدة والبذور أو الوصول للطبيب البيطري لمعالجة الماشية خلال الإغلاق.
وأشارت أم محمد البالغة من العمر 55 عاما والتي تعمل كمزارعة أن عائلتها لم تتحصل على أي دخل مادي خلال الإغلاق، حيث اضطرت الى تبادل المنتجات المتوفرة مع جيرانها للقدرة على العيش.
وأفادت أم محمد أن عائلتها كانت ميسورة الحال قبل أن تجرف قوات الاحتلال أراضيهم في عام 2000. كما فقدت اثنين من أولادها في السنوات اللاحقة خلال هجمات الإسرائيلية، وأولادها الباقون ليس لديهم عمل مستقر بالرغم من أن جميعهم خريجين. وأضافت أم محمد “أتمنى أن يستطيع أولادي تأمين عمل مستقر ليتمكنوا من العيش بكرامة”.
ولفت إلى تأثير أزمة نقص الطاقة الكهربائية عليهنّ في الحقول والمنازل وأماكن العمل، المستمرة منذ قصف محطة التوليد الوحيدة في صيف 2006.
وطالب المركز، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه الفلسطينيين ولا سيما النساء، والعمل على محاسبة كل من تثبت إدانتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة ومنظمة، وخاصة التي راح ضحيتها نساء.
اعلان
ودعا إلى ضرورة العمل على مضاعفة الجهود الرسمية وغير الرسمية لإنهاء أشكال العنف والتمييز ضد النساء كافة، وحمايتهن من الاضطهاد، وتوفير العدالة والدعم النفسي لهن، وتعزيز دورهن الريادي.
وتحظر القوات الإسرائيلية على الفلسطينيين في القطاع دخول المنطقة المحاذية للشريط الحدودي لمسافة 300 متر، وتطلق عليها اسم المنطقة العازلة، وتطلق النار أو تعتقل كل من يوجد فيها.