أضرار كبيرة وخسائر في الأرواح جراء العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة أمس الجمعة لبحث آخر التطورات بشأن الوضع في مخيم جنين، في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة.
وقدمت منسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز، إحاطة لأعضاء المجلس قالت فيها إن العاملين الإنسانيين يقومون حاليا بتقييم الاحتياجات العاجلة على الأرض والاستجابة لها.
من جهته قال نائب المتحدث باسم الأمين العام، فرحان حق، إن الأمم المتحدة سلمت إمدادات طبية، ودعت إلى تمكين الجرحى من الوصول بأمان إلى الرعاية الصحية.
وأكد حق أن الأمم المتحدة حاولت الوصول إلى اللاجئين في مخيم جنين الذين يفتقرون إلى الطعام والماء خلال العملية العسكرية الإسرائيلية.
وقال حق في المؤتمر الصحفي اليومي: “في الأيام المقبلة، ستكون إصلاحات شبكة المياه والصرف الصحي أولوية – وكذلك توفير المساعدات الغذائية والنقدية الطارئة والدعم النفسي والاجتماعي، وخاصة للأطفال”.
وأضاف: “من المهم إصلاح الأضرار التي لحقت بالمنازل والمدارس وعيادات الرعاية الصحية – بالإضافة إلى تقييم مخاطر الذخائر غير المنفجرة والتخفيف من حدتها”.
وحث فرحان حق الدول الأعضاء على زيادة تمويلها للاستجابة الإنسانية لدعم هذه الجهود، خاصة وأن النداء الإنساني لتلبية احتياجات أكثر من مليوني شخص في الأرض الفلسطينية المحتلة هذا العام لم يمول إلا بنسبة 20 في المائة حتى الآن.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) إن التصعيد الأخير للعنف في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة خلّف خسائر في الأرواح وألحق أضرارا جسيمة بالبنية التحتية.
وخلال مؤتمر صحفي في جنيف أمس الجمعة، قالت تمارا الرفاعي، مديرة إدارة العلاقات الخارجية والاتصالات لدى الأونروا، إن العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في جنين “كانت الأشد عنفا منذ أكثر من عقدين”.
حيث قُتل 12 فلسطينيا، من بينهم أربعة أطفال وجرح 140 آخرون، بعضهم في حالة حرجة.
مخيم جنين هو واحد من بين 19 مخيما للاجئين الفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية، تأوي الأشخاص الذين فروا أو أجبروا على ترك منازلهم في عام 1948.
وفي غياب حل سياسي، أصبح سكان هذه المخيمات لاجئين في أرضهم، ويعيش حاليا ما يقرب من 23 ألف شخص في مخيم جنين المكتظ على مساحة تقل عن نصف كيلومتر مربع.
وقالت مديرة الاتصالات في الأونروا: “تعرض مخيم جنين للاجئي فلسطين لأضرار جسيمة هذا الأسبوع. الشوارع مليئة بالركام”.
وأضاف: “انقطعت الكهرباء والمياه في معظم أنحاء المخيم. تضرر حوالي 900 منزل وبعضها غير صالح للسكن. لا يزال زملائي في الأونروا في جنين يقومون بتقييم حجم الأضرار”.
ونقلت الرفاعي عن زملائها قولهم إن “المقبرة ممتلئة في هذا المخيم المكتظ بالسكان، والناس لا يعرفون ماذا يفعلون”.
من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر صحفي الليلة الماضية إن “الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية في مخيم مكتظ للاجئين كانت أسوأ أعمال عنف تشهدها الضفة الغربية منذ سنوات عديدة”.
ودعا إسرائيل إلى التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك ضبط النفس والاستخدام المتناسب للقوة، والحد من الأضرار والإصابات واحترام الحياة البشرية والحفاظ عليها.
وأضاف: “استخدام الغارات الجوية يتعارض مع سير عمليات إنفاذ القانون”.
تسببت العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين في أسوأ مستوى من الدمار منذ أكثر من 20 عاما.
خلال العملية العسكرية الإسرائيلية، فرت حوالي 500 عائلة من المخيم ولجأت للإقامة مع أفراد العائلة أو الأصدقاء في أماكن أخرى.
أنشأت الأونروا نقطة صحية مؤقتة بعدما لحقت أضرار جسيمة بالمركز الصحي التابع لها، وهو الوحيد في المخيم.
وقالت الوكالة إن أولوياتها في الوقت الحالي تتمثل في استعادة الخدمات الأساسية في المخيم ودعم العائلات التي تضررت منازلها بالمساعدات النقدية الطارئة وإعادة فتح مدارسها الأربع التي توفر التعليم لـ 1,700 طفل.
وفي هذا السياق قالت الرفاعي: “عانى الأطفال في مخيم جنين من صدمة شديدة نتيجة للعملية العسكرية الأخيرة.”
وأكدت أن هؤلاء الأطفال شهدوا أهوالا كثيرة، مشيرة إلى أن الوضع في الجزء الشمالي من الضفة الغربية في جنين ونابلس ومحيطهما كان عنيفا للغاية منذ بداية العام.
وشددت على أن إعادة فتح المدارس “هي أولوية قصوى بالنسبة للأونروا لأسباب تعليمية ونفسية”.
ودعت الأونروا المانحين لدعم عملياتها، خاصة وأن الوكالة تواجه تحديات مالية ضخمة تفاقمت بسبب الأزمة الأخيرة في جنين.