مخيم الصحفيين قرب مجمع ناصر تحت النار.. “عدوان سافر” يهدد التغطية الميدانية

يدين مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين (PJPC) الهجومَ الإسرائيلي المتكرر على مخيم الصحفيين المقام قرب مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، واصفًا ما تتعرض له الطواقم الإعلامية هناك بأنه “عدوان سافر” يرتقي إلى مستوى جرائم الحرب، ومطالبًا بتحرك دولي عاجل لحماية الصحفيين.

ويشير المركز إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب ووسط خان يونس أدّت إلى تطاير طلقات نارية وشظايا صواريخ باتجاه خيام الصحفيين، ما أجبر عددًا كبيرًا منهم على مغادرة المخيم في ظروف خطيرة.

ويضم المخيم 38 خيمة إعلامية، تخدم نحو 280 صحفيًا، يقيم معظمهم في محيط المجمع الطبي بهدف مواصلة التغطية الميدانية للأحداث.

ويفيد الصحفي إبراهيم قنن، مراسل قناة “الغد”، بأن طلقات نارية أصابت خيمة القناة الواقعة مقابل بوابة مجمع ناصر الطبي، ما اضطر الطاقم إلى إخلاء الموقع على الفور.

ويقول قنن لـ(PJPC): “لولا عناية الله، لكان هناك شهداء جدد بين الصحفيين جراء هذا الهجوم البربري”.

ويضيف أن الصحفيين في المخيم عاشوا “ليالي مروّعة”، إذ تعرضت المنطقة للقصف أكثر من مرة، بما في ذلك قصف مباشر لمجمع ناصر الطبي في ثلاث مناسبات، إضافة إلى قصف مدرسة عبد العزيز المجاورة، ما فاقم المخاطر اليومية التي يواجهها الصحفيون.

ورغم عمليات الإخلاء، يؤكد قنن أنه لا يزال يتردد على محيط المجمع الطبي لمواصلة التغطية، قائلًا: “نحن مصرّون على نقل الحقيقة وكشف المجازر بحق المدنيين، فهذه رسالتنا المهنية والإنسانية والوطنية”.

ولفت مركز حماية الصحفيين إلى أن تصعيد الهجمات الإسرائيلية أجبر العديد من المؤسسات الإعلامية على إخلاء مواقعها، مما قيّد قدرة الصحفيين على أداء مهامهم وعرّض سلامتهم للخطر.

وقد وثّق المركز خلال الأشهر العشرين الماضية مقتل أكثر من 220 صحفيًا في غزة، وإصابة المئات بجروح متفاوتة، إضافة إلى اعتقال أكثر من 70 صحفيًا، فيما لا يزال مصير عدد منهم مجهولًا حتى اليوم. كما أدت الغارات الإسرائيلية إلى تدمير عشرات مقارّ وسائل الإعلام المحلية والدولية.

ويؤكد المركز أن هذه الانتهاكات تمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي ينص على حماية الصحفيين باعتبارهم مدنيين أثناء النزاعات المسلحة، ويُجرِّم استهدافهم أو استهداف البنية التحتية الإعلامية.

ويجدّد المركز دعوته إلى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان للتحرك العاجل للكشف عن مصير الصحفيين المفقودين، وضمان إطلاق سراح المعتقلين، ورفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا، والذي “يمنع الصحفيين من أداء واجبهم المهني، ويحول دون نقل الحقيقة بحرية إلى العالم”.

ويشدد على أنه “لا يمكن أن تتحقق حرية الصحافة في ظل حصار خانق يعزل القطاع عن العالم الخارجي، ويمنع تداول المعلومات بشكل حر ومستقل”.

قد يعجبك ايضا