إدانة حقوقية لمنع السلطات الأردنية مؤلفات الكاتب العُماني محمد الفزاري
أدان مركز الخليج لحقوق الإنسان منع السلطات الأردنية مؤلفات الكاتب العُماني محمد الفزاري، مبرزا استمرار عمان بانتهاج سياستها القمعية والتي هي امتداد لنمطٍ سائد وممنهج تبنته في السنين العشر الماضية والمتضمن على وجه الخصوص مصادرة الحريات العامة وبضمنها حرية التظاهر السلمي وحرية التعبير.
وبحسب المركز علم الكاتب العُماني الدكتور محمد الفزاري أن السلطات الأردنية قد منعت وصادرت أحد ُكتبه من النشر والتوزيع في البلاد.
وأكدت مصادر محلية موثوقة أن كتابه الذي يحمل عنوان (اللايقين) الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر قد تم منعه من التوزيع في شهر فبراير/شباط 2024.
ولا يتناول الكتاب أية مسائل أردنية حساسة حيث يبحث في موضوعة نشوء الوعي الذاتي لدى الفرد والمخاضات التي ترافق ذلك.
كانت السلطات الأردنية قد رفضت منح الدكتور الفزاري سمة الدخول إلى الأردن لأربع مراتٍ في السنين الأخيرة بدون أن تبين الأسباب الموجبة، بالرغم من أن طلباته للحصول على سمة الدخول تتعلق بدعوات أصولية تلقاها من مؤسسات مختلفة لحضور منتديات ومؤتمرات تُعقد في العاصمة عمان.
ولم يشهد معرض مسقط الدولي الأخير للكتاب 2024 الذي أقيم للفترة من 21 فبراير/شباط ولغاية 02 مارس/آذار 2024، أي تحسن على مستوى حرية النشر.
فقد أكدت مصادر محلية موثوقة أن رواية الفزاري (اللايقين) قد مُنعت أيضا من التوزيع في المعرض، وهو مشهد دائم لم يتغير منذ 2013 مع جميع إصدارات الكاتب.
الجدير بالذكر أن معرض مسقط يشهد في كل دوراته قائمة منع طويلة للعديد من الإصدارات وبدون مبررات واضحة.
والفزاري هو كاتب، صحفي، ومدافع عن حقوق الإنسان، عُرف بنشاطه الحقوقي الإصلاحي المعارض لسياسات الحكومة في عُمان، وقد شارك في الاحتجاجات الواسعة التي جرت ببلده عُمان في سنة 2011.
وبسبب نشاطه السلمي تعرض للكثير من الضغوطات والسجن لأكثر من مرة، ثم سحبت وثائقه الشخصية (جواز السفر والبطاقة الشخصية) عام 2014، ومُنع من السفر لأكثر من 8 أشهر. إن استهدافه المستمر من قبل السلطات العُمانية كان السبب الرئيس لاضطراره لمغادرة البلاد إلى المملكة المتحدة سنة 2015 حيث يُقيم الآن.
الفزاري هو المؤسس، المدير التنفيذي، و رئيس تحرير شبكة مواطن الإعلامية، التي هي، “مؤسسة إعلامية مقرها العاصمة البريطانية لندن، تأسست في السادس من يونيو/حزيران سنة 2013، ترصد أحداث المجتمع وتهتم بقضايا المواطن في الخليج والعالم العربي،” حسب ما هو مذكور على موقعها الإلكتروني.
وفيما أعرب مركز الخليج لحقوق الإنسان عن تضامنه الكامل مع الفزاري فإنه دعا السلطات في الأردن و ُعمان إلى الوقف الفوري لحملاتها الممنهجة التي تستهدف مصادرة الحريات العامة للكتاب والمواطنين ومنها حرية الصحافة، حرية الرأي، حرية التعبير، وحرية التجمع السلمي.
وأكد المركز أنه يجب على السلطات في كلا البلدين الوفاء بالتزاماتها التي تتطلب منها توفير وحماية الفضاء المدني وعدم مضايقة المدافعين عن حقوق الإنسان، بما في ذلك الكتاب والصحفيين ونشطاء الإنترنت.